شهود عيان يروون وقائع المجزرة

TT

بعقوبة (العراق) ـ رويترز: ربما أحس 49 مجندا في الجيش العراقي الجديد كانوا عائدين الى عوائلهم بالراحة حين رأوا رجال شرطة عند نقطة تفتيش على طريق خارجي في الليل. لكن بعد دقائق كان من الواضح ان الشبان غير المسلحين لن يروا عائلاتهم مرة أخرى. فقد اجبرهم متمردون يرتدون زي الشرطة على النزول من حافلات صغيرة كانت تقلهم والانبطاح أرضا على وجوههم. وأطلق الرصاص على رؤوسهم في أكثر الهجمات وحشية على قوات الأمن العراقية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين العام الماضي.

وقال جاسم السعدي الضابط بالحرس الوطني العراقي لرويترز في بلدة مندلي قرب الحدود الإيرانية والتي نقلت اليها الجثث «لقد وجدنا مذبحة». وأضاف «وجدناهم موزعين على مجموعات كل منها تضم 12 وفي رؤوسهم طلقات رصاص».

ونقلت الجثث بشاحنة الى قاعدة للحرس الوطني في مندلي، حيث وضعت في صفوف على رمال الصحراء. وتصلبت الجثث التي كان أصحابها يرتدون سراويل من الجينز او جلاليب تقليدية في الأوضاع التي كانت عليها حين لفظوا أنفاسهم وكانت أيدي كثيرين منهم فوق رؤوسهم. وتميزت عملية القتل بالسرعة والكفاءة، حيث لم تكن هناك قوات أمن على مقربة حين لقي المجندون العزل حتفهم.

وقال مصدر امني عراقي كبير «يبدو ان قوة كبيرة شديدة التنظيم لديها معلومات جيدة نصبت لهم كمينا». وعثر على 37 جثة للمجندين الليلة قبل الماضية، واكتشفت أمس 12جثة يبدو أنها لمجندين قاموا بمحاولة يائسة للهرب. وكان المجندون عائدين الى بلداتهم الجنوبية الفقيرة في ثلاث حافلات صغيرة وقد تركوا بنادقهم وملابسهم العسكرية وراءهم.