واشنطن تخصص 100 مليون دولار من المعونة لبناء مبنى جديد للجامعة الأميركية في القاهرة

TT

أكدت مصادر أميركية مطلعة أن هيئة المعونة الأميركية بالقاهرة ستقوم بتمويل ثلث الميزانية الخاصة ببناء المبنى الجديد للجامعة الأميركية وهو ما يعادل 650 مليون جنيه مصري وذلك من الميزانية المقررة لهيئة المعونة في مصر على مدى ثلاث سنوات. وسيستقطع المبلغ من المبالغ الموجودة في حساب مكتب الهيئة المخصصة لدعم برامج خاصة.

وأضافت المصادر أن ذلك يأتي في إطار توصيات للخارجية الأميركية بتوسيع دور الجامعة الأميركية بالقاهرة من أجل تحسين صورة أميركا في مصر والعالم العربي وذلك عملا بما جاء في تقرير لجنة الدبلوماسية الشعبية الذي صدر في أكتوبر الماضي. وكان التقرير قد طالب واشنطن بضرورة تقديم الدعم المالي للجامعة من أجل زيادة دورها في تحسين صورة أميركا في مصر وهو ما حدث بالفعل حيث ستقوم هيئة المعونة بالقاهرة بتوفير مبلغ 100مليون دولار من أصل 300 مليون مخصصة لبناء المبني الجديد لكن المصادر لم تحدد على وجه التحديد الجزء الذي سيتم اقتطاع المبلغ منه.

وأضاف المصدر أن هيئة المعونة والسفارة بالتعاون مع إدارة الجامعة سيبدأون خلال السنوات القادمة برنامجا يهدف إلى ربط العديد من أبناء الشعب المصري بالأفكار والتقاليد الأميركية من خلال التعليم حيث سيتم زيادة المنح التي ستمولها السفارة وهيئة المعونة وبعض المؤسسات الأخرى.

وأكد المصدر أن هناك خطة على المدى البعيد لتصل نسبة المصريين الحاصلين على منح من أبناء الطبقة العادية والفقيرة ما بين 10% إلي 15% من إجمالي الدارسين بالجامعة ستمنح ضمن المشروعات الجديدة التي اعتمدتها الخارجية الأميركية ضمن برامجها الجديدة لمبادرة الشراكة مع دول الشرق الأوسط.

وأكد ديفيد أرنولد رئيس الجامعة الأميركية بالقاهرة في تصريح خاص لـ «الشرق الاوسط» أن هيئة المعونة ستقوم بتوفير ثلث المبلغ المخصص لبناء المقر الجديد للجامعة بالتجمع الخامس على بعد 40 كيلومترا شرق القاهرة، وأن هناك برنامجا بالفعل لزيادة عدد المنح المخصصة للمصريين.

وردا علي سؤال حول المبلغ الذي ستدفعه المعونة بالقاهرة أكد أرنولد أنه تم الاتفاق على تخصيص مبلغ 100 مليون دولار أميركي من أصل 300 مليون دولار وذلك حتى بدء الدراسة بالمقر الجديد في سبتمبر 2007 وبخصوص باقي الميزانية فستقوم عدد من الجهات العالمية بتوفيره إضافة إلى عوائد مالية خاصة بالجامعة حيث سيتم بيع بعض ممتلكات الجامعة بميدان التحرير. وأكد ارنولد أنه تم الاتفاق على توفير عدد من المنح للمصريين حيث قامت السفارة وهيئة المعونة بمنح 52 طالبا مصريا من المدارس العامة بواقع 2 من كل محافظة منها للدراسة بالجامعة من أجل دعم التقارب بين المصريين والأميركيين، مشيرا إلى انه من بداية العام القادم سيكون عدد الطلاب المصريين الذين سيحصلون على المنح 10% من إجمالي الطلاب الذين يدرسون بالجامعة وذلك عملا بشعار الجامعة الجديد وهو فكر أفضل من أجل مستقبل أفضل.

وقال مصدر مطلع إن هناك بعض الأموال الخاصة بمصر ضمن برنامج المعونة الأميركية لم تنفق لسبب أو آخر، ويتم إيداعها ضمن حساب مكتب المعونة بالقاهرة وهي تعتبر أموالا أميركية لكنها بحكم القانون معونة لمصر تم توفيرها على مدى سنوات ولا يجوز التصرف فيها إلا بعد التفاهم بين الحكومتين. لكنه أوضح أن المبلغ مقتطع من المعونة الأميركية لمصر ومن أرصدتها المالية. من جانبة أكد جون بيري المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية بالقاهرة أن المبلغ الخاص ببناء المبني الجديد للجامعة الأميركية سيتم اقتطاعه من هيئة المعونة الأميركية بالقاهرة لكنه لن يؤثر علي الإطلاق على إجمالي المعونة المقررة لمصر من قبل الكونجرس الأميركي والتي تبلغ 575 مليون دولار أميركي.

وأضاف بيري أن الأمر يبدو معقدا إلى حد ما نظرا لوجود مبالغ وأرصدة مالية لهيئة المعونة بالقاهرة موجودة لدعم برامج خاصة حيث أن القانون المسير لعمل المعونة الأميركية يبدو مختلفا إلي حد ما عن باقي الأمور. واشار إلى أنه من الممكن أن تنص برامج المعونة لمصر على عمل مشروعات بإجمالي 575 مليون دولار أميركي لكن في ذات الوقت توجد مبالغ أخرى متوفرة ضمن المشروعات الخاصة بمصر، وهو ما سيتم توفير المبلغ منه وكذلك بعض المخصصات من برامج لدعم التعليم وبرامج أخرى.

وحول المبلغ وكيفية تدبيره في الإطار القانوني بين مصر وأميركا أكد بيري أنه يأتي ضمن اتفاقيات خاصة بين الحكومتين يتم الاتفاق عليها مسبقا ضمن برامج المعونة الأميركية بالقاهرة لكنها وعملا ببنود خاصة يصعب شرحها لا تؤثر على المعونة التي وافق الكونجرس الأميركي على منحها لمصر.