استقالات ومزاعم فضائح أخلاقية في أكبر حزب إسلامي بالجزائر

TT

يتعرض الحزب الاسلامي الأوسع انتشارا في الجزائر الى هزة عنيفة قد تعصف برئيسه. ومنذ انتخابات الرئاسة التي جرت في ابريل (نيسان) الماضي، تتعرض «حركة الاصلاح» التي يتزعمها عبد الله جاب الله، الى سلسلة من الاستقالات الجماعية والفضائح الاخلاقية سببها «استبداد شيخ الحركة واهانته كوادرها ونوابها»، حسبما قال قياديون استقالوا من الحزب، الا ان جاب الله ومقربين منه يقولون ان «اطرافا خارجية تستغل اشخاصا من داخل الحزب لضرب استقراره».

وتحدثت صحف محلية عما اسمته «فضيحة اخلاقية» في حركة الاصلاح، في اشارة الى دعوى قضائية رفعها مسؤول سابق في الحركة ضد شاعرها واهم مسؤوليها واحد الائمة البارزين، الصادق سلايمية، بتهمة «الاعتداء جنسيا على زوجته». وقال المشتكي في رسالة وجهها الى رئيس الحزب، انه كان غائبا عن البيت عندما «تسلل (الشاعر) الى داخله، وهو يعلم ان زوجتي كانت وحيدة». والاخطر من ذلك، يتهم صاحب الرسالة، الشيخ جاب الله بـ«التستر على الجريمة» على اساس ان الشاعر «اعترف بجريمته في لقاء مع جاب الله». وتوجه نفس الشخص الى جاب الله قائلا: «لماذا لم تؤدبه. لما اعترف امامكم بدخوله الى البيت، وهل يجوز لمسلم ان يدخل بيتا غريبا عنه دون ان يكون محرم بداخله؟!».

وفي تعليقه على هذه الفضيحة الاخلاقية المزعومة، قال عبد الغفور سعدي نائب رئيس حركة الإصلاح، انه «من الصعب التأكد مما يزعمه الأخ الذي اتهم الشاعر سلايمية بالاعتداء جنسيا، بسبب انعدام الشهود». واضاف:«كان أولى بصاحب التهمة أن يستر عرضه بألا يتيح الفرصة لنشر مسائل عائلية خاصة تتعلق ببيته وزوجته».

واخذ المشتكي على رئيس حركة الاصلاح ايضاً «تسليطه الشاعر ضد رجال الحركة المخلصين»، في اشارة الى القصائد التي هجا فيها، كوادر من الحزب عندما قرروا مغادرته، بعد هزيمة رئيس الحركة في انتخابات الرئاسة.

ويواجه عبد الله جاب الله ازمة جديدة اثر اعلان ابرز رجاله الاستقالة. ويعد هؤلاء من رفاقه القدامى ونشطوا الى جنبه عندما كان يقود تنظيما اسلاميا سريا في جامعة قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة) في السبعينات. وقال الدكتور جهيد يونسي الرجل الثالث في الحركة، ورئيس الكتلة البرلمانية ميلود قادري مقدم مشروع حظر استيراد الخمور العام الماضي، وثلاثة اعضاء مؤسسين اخرين، في رسالة الى وسائل الاعلام ان جاب الله «خرق قواعد العمل التنظيمي والمسلمات الاخلاقية التي جاء بها ديننا الحنيف في التعامل»، واتهموه بـ «الدوس على مجلس الشورى ورئيسه».

ويقول المستقيلون الخمسة ان شيخ الحركة «يتمادى في الاستعداء والتحامل على فصائل الحركة الاسلامية العاملة في الساحة والطبقة السيسية بجميع اطيافها، مما ادى الى عزلة الحركة في الوسط السياسي والمجتمعي».

ويرد الاخضر بن خلاف اكثر رجال جاب الله قربا منه، على هذه التهم في اتصال اجرته معه «الشرق الاوسط»:«لماذا صمت هؤلاء على ما يسمونه استبداد جاب الله طول السنوات التي كانوا فيها الى جنبه؟ ولماذا اختاروا اقتراب موعد المؤتمر الثاني للحزب لينشروا غسيله على اعمدة الصحف؟». ولمح بن خلاف الى ان اطرافا في السلطة تستغل الفريق المستقيل لضرب استقرار الحزب.

وقال نائب رئيس حركة الاصلاح ان ما نشر في الصحافة حول الفضائح والاستقالات، شأن داخلي «كان من المفروض أن يناقش في الأطر التنظيمية للحزب». وسبق لعبد الله جاب الله، ان تعرض لحركة «تمرد» شبيهة عام 1998 عندما كان رئيسا لـ«حركة النهضة الاسلامية». وانقلب قياديو الحركة حينها على جاب الله، الذي وجد نفسه في الاخير مضطراً لمغادرة الحزب وتأسيس حركة الاصلاح.