عدنان الغول الجد ينقذ قرية يهودية من هجوم فدائي في الثلاثينات وطائرات الاحتلال تمزق جسد حفيده إربا في قطاع غزة قبل أيام

من مفارقات الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

TT

بعد يومين من قيام سلاح الجو الاسرائيلي باغتيال عدنان الغول، كبير مهندسي الصواريخ في كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة مساء يوم الخميس الماضي، قرر البروفسور اليهودي عميرام شكولنيك ان ينشر قصة تتعلق بعائلة الغول الفلسطينية، تشير الى انها لم تكن بطبيعتها معادية لليهود انما التعامل الاسرائيلي معها هو الذي يدفعها الى ذلك.

ويروي شكولنيك قائلا «كانت عائلة الغول تسكن في قرية فلسطينية في الجنوب تدعى عقير ويبلغ عدد سكانها آنذاك 2500 نسمة، وتقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من غزة. وكان عدنان الغول الجد هو مختار القرية. وبالقرب منها كانت تقوم بلدة يهودية صغيرة يسكنها حوالي 100 يهودي فقط تدعى عقرون، وكان مختارها هو جدي، شكولنيك، الذي روى لي بنفسه هذه الحكاية».

وحسب رواية الجد شكولنيك فقد كانت «العلاقات بين البلدتين تتميز بالجيرة الحسنة والتعاون بل يمكن استخدام تعبير التآخي لوصفها. إحدى علامات الصداقة انعكست في العلاقات بين جدي وبين جد عدنان الغول، اللذين تبادلا العصي، أي ان كلا منهما منح الآخر عصاه دلالة على العهدة بأن لا يحاول أي منهما ان يعتدي على الآخر. وفي سنة 1936، أيام الاضراب العام والثورة الفلسطينية، دخلت هذه العلاقات المحك ولم تقع فيهما أية اشتباكات أو اعتداءات. وتبين في ما بعد ان شباب الثورة الفلسطينية من القرية حاولوا الهجوم على القرية اليهودية الصغيرة، لكن المختار عدنان الغول الجد منعهم من ذلك بالقوة وقال انهم جيراننا الذين لم يؤذونا يوما وأخلاقنا لا تسمح باستضعافهم».

واستطرد شكولنيك الحفيد يروي قصة جده مع عدنان الغول الجد «وفي سنة 1948، عندما انقلبت الآية واحتل اليهود قرية عقير وأمروا أهلها الفلسطينيين بالرحيل، توجه المختار الفلسطيني الى صديقه المختار اليهودي مستنجدا وقال له: يا أخي شكولنيك. جاء الآن دورك لتساعدنا. فتوجه المختار اليهودي الى قادة القوات الاسرائيلية المحتلة شارحا الوضع ومفسرا نوعية العلاقة المميزة بين البلدتين وما فعله العربي لحماية اليهود. الا ان القائد العسكري الإسرائيلي رفض التجاوب وقال انه تلقى أوامر عليا بترحيل كل القرى الفلسطينية في المنطقة ولن يميز قرية عن أخرى». ويقول شكولنيك الحفيد اليوم ان جده مات متألما لأنه لم يستطع انقاذ عقير من الترحيل. وأضاف انه لا يعرف ما هي حقيقة أفعال عدنان الغول الحفيد واذا ما كان يستحق الاغتيال أم لا، لكن من المؤكد ان قصته مهمة وان ما حدث لقريته وأهله سنة 1948 اثّر عليه وعلى أهله وشعبه بالغ التأثير.