تقارير: القادة العسكريون البريطانيون هم الذين طلبوا نشر قواتهم قرب بغداد

TT

ذكرت تقارير أمس أن إعادة نشر القوات البريطانية الوشيكة في العراق، جاءت نتيجة لإلحاح ضباط بريطانيين كبار، فيما شن مسؤول رفيع سابق في حكومات المحافظين المتعاقبة، هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء توني بلير متهماً اياه بـ «الكذب» على البلاد بشأن الخطر العراقي المزعوم قبل الحرب.

وقالت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية إن عدداً من القادة العسكريين البريطانيين دأبوا على الاعراب عن رغبتهم بزج قواتهم في مناطق يسيطر عليها الاميركيون لتحفظهم على طريقة عمل الاخيرين في بعض انحاء العراق «الساخنة». وافادت الصحيفة بأن لندن قررت اعادة نشر 850 من قوات فوج «بلاك ووتش» في جنوب بغداد، استجابة لطلبات قادة الجيش البريطاني المتكررة. واضافت إن هؤلاء الضباط الكبار أوحوا لنظرائهم الاميركيين بأنهم سيعملون على تلبية طلب تعزيزات بريطانية فيما لو قدم بصورة رسمية. وعزت رغبة القادة هذه الى عدم ارتياحهم الى الاسلوب الذي يتعامل به الاميركيون مع المناطق التي تشهد أعمال عنف كثيفة. واشارت الى انهم ابدوا قلقهم من أن «الصرامة البالغة»، التي يلجأ اليها الاميركيون من شأنها أن تطيل أمد النزاع وتزيد من حدته ودمويته. ورأت ان الحكومة البريطانية عمدت الى التكتم على هذا الموقف والاعلان بأن الطلب اتى من واشنطن، انطلاقاً من حرصها على عدم الظهور بمظهر المتحفظ أو الناقد للسلوك الاميركي في العراق.

الى ذلك، وجه اللورد مايكل هيزلتاين، وهو نائب رئيس وزراء سابق في حكومة جون ميجر، اتهامات قاسية لم يطلقها من قبل ضد بلير. وقال السياسي الذي يعد واحداً من ابرز المسؤولين المتقاعدين في البلاد، إن رئيس الوزراء « كذب بخصوص الوضع في الشرق الاوسط». وأضاف في مقابلة مع قناة «آي.تي.في» البريطانية ظهر امس «لقد قيل لنا إنه كان هناك تهديد. لقد قيل لنا انه كان هناك اسلحة دمار شامل. لكن لم يكن هناك (في الحقيقة) أسلحة دمار شامل، ولم يكن هناك تهديد». واعتبر ان ما ذكره بلير عن اقتناعه بصدق المعلومات الاستخباراتية التي وصلته، مجرد كلام لا قيمة كبيرة له. ورأى أن رئيس الوزراء « وقع في فخ» الحرب بسبب رغبته في الوقوف الى جانب اصدقائه الاميركيين. يُشار الى ان وزير الخارجية الاسبق اللورد دوغلاس هيرد نفى تهمة الكذب عن بلير، مفضلاً عليها «خداع الذات»; وهو امر قام به رئيس الوزراء في رأيه بدافع الذهاب الى الحرب. واضاف هيرد الذي كان قد ترأس الدبلوماسية البريطانية خلال الغزو العراقي للكويت، بان رئيس الوزراء «اقنع نفسه بعدم الحاجة لطرح الاسئلة الصعبة»، محبذاً الاكتفاء بتكرار ما كان الرئيس الاميركي جورج بوش يقوله عن الحرب التي يعتبرها هيرد «خاطئة».