العد التنازلي للهجوم على الفلوجة يبدأ الهجوم يتضمن خططا للاستيلاء على الرمادي وإغلاق نقاط العبور مع سورية ويستغرق بين أيام وأسبوعين

انفجار سيارة مفخخة يصيب 3 بجروح شمال بغداد وقوة كوماندوس تابعة للشرطة تعتقل 17 شخصا في الموصل

TT

من المحتمل أن يكون هجوم عسكري من جانب القوات الأميركية والعراقية على الفلوجة التي يسيطر عليها المتمردون أمرا لا يمكن تجنبه خلال الايام المقبلة. وسيكون الهجوم في حال تنفيذه الأكبر والأخطر منذ انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في مايو (ايار) 2003، وفقا لما قاله ضباط أميركيون كبار.

وبحسب المسؤولين الاميركيين، فإن الهجوم يمكن ان يشتمل على عمليات رئيسية للاستيلاء على الرمادي، واغلاق نقاط العبور على الحدود السورية لمنع المقاتلين الأجانب من الدخول الى العراق. وتنال هذه العملية القتالية الواسعة اجماعا متناميا في أوساط القادة العسكريين الأميركيين ومسؤولي الحكومة العراقية للقضاء على اعمال التمرد في المدينتين المتقاربتين.

وقال كبار ضباط المارينز ان توقيت وقرار تنفيذ أية هجمات أو اغلاق المعابر الحدودية مرتبط برئيس الوزراء العراقى اياد علاوي. ولكن بما أن مفاوضات السلام مع ممثلي الفلوجة قد انهارت فان كبار الضباط يقولون ان الأمر يتطلب مجرد أسابيع قبل ان تبدأ الهجمات البرية والجوية في معركة يقدر الضباط انها قد تستغرق ما يتراوح بين أيام عدة وأسبوعين.

وقال الجنرال جون ساتلر، قائد ما يقرب من 40 ألفا من المارينز في غرب ووسط العراق، في مقابلة معه «اذا ما طلب منا الذهاب فان الأمر سيكون حاسما. وسيكون الهدف تقليص الأضرار والاصابات وانجاز المهمة بسرعة وحسم. ونحن لسنا هنا لتدمير المدينة. نحن هنا لاستعادتها».

وتتجاوز القضية حدود السيطرة على الفلوجة والرمادي. اذ قال المسؤولون العسكريون ان تحطيم المقاومة هناك سيؤدي الى توجيه ضربة للتمرد في مختلف أنحاء البلاد، لأن الفلوجة بشكل خاص هي ملاذ ومنطلق للهجمات. ويمكن لالحاق الهزيمة بالمتمردين هناك أن يساعد على تهدئة البلاد وخلق الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات.

ويقول كبار الضباط انهم منتبهون الى أن الهجوم على الفلوجة والرمادي يمكن ان يؤدي الى اندلاع انتفاضات في مدن سنية اخرى وربما في مدينة الصدر ببغداد التي تفجر فيها العنف خلال اعمال التمرد في ابريل الماضي.

ولكن الضباط يقولون انهم يخططون لمثل هذه الحالات الطارئة. ويضيفون انه لا بد من اتخاذ عدد من القرارات العسكرية والسياسية الهامة قبل أي هجوم.

وفي مقابلات في هذا الموقع الصحراوي الواقع على بعد ثلاثة أميال شرق الفلوجة وفي مواقع عسكرية أخرى، رسم القادة خطوطا عامة عن الهجوم. ورفضوا مناقشة عدد القوات المشاركة وأساليب الهجوم والقرارات العسكرية والسياسية الهامة حفاظا على الأمن العملياتي. ولكن آلافا من جنود المشاه والمارينز، يرافقهم آلاف من الجنود وضباط الشرطة والكوماندوز العراقيين المدربين والمؤهلين حديثا، يمكن ان يهاجموا الفلوجة من اتجاهات متعددة، باستخدام الدبابات والمدفعية وقذائف المورتر ضد مواقع المتمردين التي اضعفتها الضربات الجوية والقتال الشديد في الأسابيع الأخيرة.

وغادر عدد من السكان المدينة في الأسابيع الأخيرة، ولكن آلافا من المتمردين موجودون مع من تبقى من السكان. وبينما يواصلون سيطرتهم على المدينة فان المتمردين ينسقون من هناك هجماتهم في انحاء كثيرة من البلاد. ويتمتع أبو مصعب الزرقاوي، الذي يعتقد أنه أنه يتخذ من الفلوجة قاعدة له، بأهمية كبيرة بالنسبة للأميركيين.

وكما حدث اثناء عمليات النجف وسامراء، فان القوات العراقية أخذت على عاتقها مهمة تطهير الجوامع وضمان أمنها وأمن الأهداف الأخرى الحساسة دينيا، بدعم من القوات الأميركية. وستقوم الطائرات الحربية بتوجيه الضربات الجوية ضد الملاذات الآمنة للمتمردين ومستودعات أسلحتهم وأهداف هامة أخرى محددة. وسيكون القصف بالقنابل مكثفا على غرار الضربات الجوية الليلية التي نفذها الأميركيون خلال الشهرين الماضيين في الفلوجة. ويقول القادة ان الهجوم، الذي ستستخدم فيه الأسلحة المتطورة، سيبدأ بداية سريعة، ولكن من المحتمل ان يلجأ المتمردون الى أسلوب زرع القنابل على الطرق الجانبية او السيارات المفخخة لابطاء الهجوم ويمكن أن يحاولوا اثارة ردود فعل شعبية في المدن السنية القريبة.

وعلى صعيد التطورت الميدانية، اسفر انفجار سيارة مفخخة على طريق تسلكه قوافل اميركية شمال بغداد امس، عن اصابة ثلاثة اشخاص.

ووقع الانفجار في الخالص بالطريق العام الذي يربط بغداد بكركوك. في حين اعتقلت وحدة كوماندوس تابعة للشرطة العراقية 17 اثناء عملية دهم قامت بها في الموصل. وقال مدير شرطة محافظة ديالى اللواء وليد عبد السلام خالد ان السيارة «المفخخة انفجرت في الخالص (20 كم شمال بعقوبة) في الشارع العام الذي يربط بين بغداد وكركوك». واضاف «لم تتوفر اي معلومات عن اسباب الانفجار او الجهة المستهدفة» لكن قوافل اميركية غالبا ما تسلك هذا الطريق. وكان مسؤول حكومي قال ان سيارة مفخخة انفجرت في بلدة الخالص شمال بغداد مما أدى الى اصابة ثلاثة مدنيين عراقيين بينهم سيدة. وذكر شهود أن الانفجار استهدف قافلة من سيارات الدفع الرباعي مما أدى الى اصابة بعض من كانوا بداخلها. ولم يذكر شيء عن جنسية من كانوا داخل السيارات.

وأعلن بيان للجيش الاميركي مقتل جندي واصابة آخر بجروح امس في انفجار دراجة نارية مفخخة قرب بلدة السندية التابعة لمحافظة ديالى اثناء مرور رتل عسكري. وفي الموصل (شمال) اعلن الجيش الاميركي ان وحدات كوماندوس من الشرطة العراقية انتشرت امس في المدينة حيث اوقفت 17 من المشتبه فيهم. واضاف الجيش في بيان ان «وحدات من الكوماندوس شنت عمليات دهم في الموصل واوقفت 15 شخصا يشتبه في انهم خططوا ونفذوا هجمات ضد مدنيين وعسكريين في شمال العراق».

وتابع ان «الوحدات اوقفت خلال عملية دهم اخرى شخصين من القوى المعادية هاجما مبنى حكوميا باسلحة خفيفة في شمال البلاد». واوضح ان الجنود الاميركيين اعتقلوا ايضا خمسة من المشتبه فيهم خلال عملية دهم في الموصل.

الى ذلك، فقد سائق شاحنة كرواتي في العراق اثر هجوم استهدف قافلة شاحنات كانت تقوم بنقل مواد غذائية الى قواعد اميركية واسفر عن سقوط قتيلين وجريحين، حسب ما اعلنت شقيقة السائق. وقالت داليبوركا بورازوفيتش للتلفزيون الكرواتي مساء اول من امس، ان شقيقها السائق داليبور بورازوفيتش «اتصل بنا للمرة الاخيرة في 18 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي وقال انه كان في قاعدة اميركية ويستعد للتوجه الى تركيا في قافلة». واوضح التلفزيون ان شركة النقل «يورودلتا» حيث يعمل السائق الكرواتي، اعلنت انها تحاول كشف مصير السائق.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الكرواتية للشركة انها لا تملك اي معلومات عن وفاة السائق الكرواتي او احتجاز رعايا كرواتيين في العراق. وذكرت الشرطة وشهود عيان ان تركياً ومواطناً من يوغوسلافيا السابقة قتلا وجرح تركيان آخران في هذا الهجوم الذي وقع في عطلة نهاية الاسبوع. وتعرضت القافلة التي كانت تضم خمس شاحنات لكمين قرب مدينة الموصل بينما كان السائقون عائدين الى تركيا اثر تسليم شحنة من البسكويت الى قواعد اميركية في منطقة بغداد، حسب ما ذكر احد الناجين.