قوات «البلاك ووتش» البريطانية تغادر البصرة إلى الناصرية تمهيدا للانتشار جنوب بغداد

بلير يستبعد إرسال قوات بريطانية جديدة للعراق من دون أن يجزم بعدم حصول ذلك

TT

استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير احتمال ارسال قوات جديدة الى العراق. غير انه اقر بصعوبة الجزم بذلك، معترفا بأن الحاجة قد تبرز لتعزيزات بريطانية اضافية. وقال بلير الذي كان يتحدث امس في جلسة المساءلة الاسبوعية لرئيس الوزراء بمجلس العموم البريطاني في لندن، ان الجهود منصبة حاليا على تأمين الخدمات الصحية الأساسية في العراق خصوصا انها تراجعت بقوة في ظل الرئيس السابق صدام حسين.

وفي رد على سؤال لزعيم حزب «الديمقراطيين الأحرار» المعارض تشارلز كيندي، أكد بلير ان الجنود الـ850 الذين بدأوا امس اعادة انتشارهم بالقرب من بغداد، سيبقون في العراق لفترة محددة.

وقال ان فوج «بلاك ووتش» الذي ينتمي اليه هؤلاء الجنود «سيعود الى بريطانيا قبل عيد الميلاد». وعما اذا كات لندن سترسل مزيدا من الجنود الى العراق، أوضح رئيس الوزراء «لا نعتقد بانه ستكون هناك حاجة لقوات اخرى، بيد انني غير قادر على التعهد بذلك». واضاف «لا يمكنني تقديم ضمانة بذلك، لأن من الواضح انني لا اعرف ماذا سيحصل لاحقا».

وعندما استوضحه كيندي ما اذا كانت قوات اميركية ـ وليس بريطانية ـ هي التي ستملأ الفراغ الذي سيتركه هؤلاء الجنود لدى انسحابهم، رد بلير بأنه لم يطلب تأكيدات من واشنطن بهذا الخصوص. واعتبر ان قوات البلدين «منهمكة في عملية مشتركة في العراق لهدف محدد، وهو ضمان اجراء الانتخابات في يناير (كانون الثاني) المقبل». واعرب عن قناعته بان انجاز الانتخابات سيكون بمثابة «الضربة القوية» لمنفذي اعمال العنف الذين رأى انهم يبذلون قصارى جهدهم لتعطيل العملية الديمقراطية. وشدد مجددا على ان «الحرية والاستقرار والازدهار» في العراق تصب كلها «في مصلحة بريطانيا امنيا». الى ذلك قال متحدث باسم الجيش البريطاني ان القوات البريطانية بدأت في التحرك شمالا من مدينة البصرة بجنوب العراق للانتشار قرب بغداد. واوضح متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن «بدأت عملية النشر لاسباب عسكرية. لا يمكنني أن أقدم مزيدا من التفاصيل ولكنهم سيعودون في عيد الميلاد». وقال قائد السرب ستيف دارامراج: إن قوات من «بلاك ووتش» تتحرك الى الشمال للانتشار قرب بغداد للقيام بعمليات ترتبط بتأمين الانتخابات المقبلة. وأوضح جندي بريطاني اخر «سننتقل لموقعنا الجديد»، بينما كانت قافلة قوات من «بلاك ووتش» تخرج من البصرة. وذكر الكابتن ستيوارت ماكولاي المتحدث باسم اللواء الاول ميكانيكي، أن الوجهة الاولى ستكون مدينة الناصرية على بعد 375 كيلومترا جنوب بغداد. وأضاف «غادرنا البصرة بالفعل الآن للوصول الى الناصرية متجهين الى موقعنا الجديد». ومن المتوقع أن ينتشر نحو 850 جنديا بريطانيا الى الجنوب من بغداد مباشرة لتخفيف العبء عن الجنود الاميركيين الذين يحاربون المقاتلين في الفلوجة ومناطق أخرى.

واثار تحرك القوات البريطانية من قاعدتها الهادئة نسبيا في المنطقة المحيطة بالبصرة بجنوب العراق الى ما وصف بأنه «مثلث الموت»، قلقا في بريطانيا التي يرفض شعبها الحرب بشدة.