بوتفليقة يلغي استعراضا عسكريا خاصا بذكرى حرب التحرير بسبب الخلاف مع المغرب

TT

أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس عن إلغاء استعراض عسكري كانت السلطات تنوي تنظيمه بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع حرب التحرير (1954 ـ 1962) «حتى لا يقول هؤلاء وهؤلاء ان الجزائريين يصبون الزيت على النار»، في اشارة الى تقارير إعلامية كانت قالت ان الجزائر تتسابق على التسلح في منطقة المغرب العربي.

وقال بوتفليقة أمام نواب البرلمان ان الجزائريين «كانوا يتمنون ان يروا رجال الجيش الوطني الشعبي في استعراض عسكري، فالذكرى عزيزة علينا». وتردد منذ مدة ان بوتفليقة يحضر لاستعراض كبير بمناسبة الاحتفال بذكرى الثورة، وانه وجه دعوة للعديد من الرؤساء والملوك لحضورها. وتناول بوتفليقة في خطابه نزاع الصحراء، مجددا تأكيده ان الجزائر «لا ناقة لها ولا جمل في القضية التي لا بد ان يفوز فيها منطق التعقل على منطق التعنت».

وأضاف الرئيس بوتفليقة ان «مسألة الصحراء ليست صراعا اخويا بين جلالة الملك محمد السادس والعبد الضعيف، وليست مصارعة بين الحكومتين الجزائرية والمغربية وليست مناظرة بين الشعبين الجزائري والمغربي، فالمسالة بين أيدي الأمم المتحدة، ولا تعدو ان تكون قضية تصفية استعمار». وأعاد بوتفليقة التذكير بموقف الجزائر حيال طريقة حل النزاع، قائلا ان لوائح مجلس الامن التي صودق عليها جديرة بإيجاد مخرج لجميع الاطراف. وفي رسالة واضحة الى الحكومة المغربية، قال بوتفليقة: «ليكن واضحا في اذهان الجزائريين اننا لا نكن الا المحبة لاشقائنا، فهم جيراننا لا يرحلون من المغرب ولا نرحل نحن من الجزائر». ودعا المغرب الى «حسن الجوار»، كما دعا الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو الى «التحاور في إطار الأمم المتحدة». وفي تلميح الى ان استفتاء تقرير المصير هو افضل الحلول، قال بوتفليقة «ومهما كان اختيار الشعب الصحراوي ومهما كان اختيار الشعب المغربي، ستكون الجزائر اول من يباركه».

وعن الحملة التي شنها الإعلام المغربي على الحكومة الجزائرية في الأسابيع الماضية، قال بوتفليقة «لقد تأثرت بما يكتب في الصحف، وكأن الأحقاد التي نعاني منها هي ما ينقص في السوق الجزائرية والسوق المغربية». وشدد على «اننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب»، الامر الذي اعتبر ردا على ما زعمته صحف مغربية بان الجزائر حشدت قوات على الحدود المشتركة استعدادا لشن اعتداء على المغرب.