الوزيرة اللبنانية وفاء حمزة لـ الشرق الاوسط : فوجئت بتعييني وسأكون على قدر المسؤولية

TT

لم يكن من المتوقع ان يدخل العنصر النسائي المعترك السياسي من باب الحكومة في لبنان، بعدما اعتاد اللبنانيون عليه في الندوة البرلمانية والادارات العامة. وقد شكل توزير سيدتين في حكومة الرئيس عمر كرامي مفاجأة انست اللبنانيين بعضاً من الجدل والتجاذبات التي سبق ورافقت تأليف الحكومة الجديدة. واول من امس كان يوماً حلواً في حياة كل من وفاء الضيقة حمزة وليلى الصلح بعد اعلان الاولى وزيرة دولة والثانية وزيرة للصناعة.

وفاء رستم الضيقة حمزة، الوزيرة المقبلة من عالم الزراعة الى عالم السياسة لم تكن تهتم يوماً بالسياسة مع ان والدها رستم الضيقة من المناضلين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو عضو في المكتب السياسي للحزب. ويندرج اهتمامها في مجال عملها في وقت لم تكن تحلم ابداً بمنصب نائب او وزيرة.

الوزيرة فوجئت بكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو يقول لها: «انت وزيرة دولة في الحكومة. وستكونين اول امرأة في منصب وزاري مع السيدة ليلى الصلح». وتقول: ذُهلت، وقلت له (بري) هذا شرف لي. وسأكون على قدر المسؤولية.

لم تسأل وفاء حمزة عن الحقيبة التي ستتولاها لانها ترى ان عملها سينصب ضمن اطار التوجه الحكومي العام. ومنذ تلك اللحظة وجرس الهاتف لم يهدأ في منزلها. وهي ترد: «شكراً، العقبى لكم، ان شاء الله اكون على قدر المسؤولية، الحقيقة مفاجأة، انا البارحة علمت، الله يقدرني على فعل ما فيه الخير للبنان واللبنانيين»، وكل ذلك بوجود البخور الذي لا يزال مشتعلاً منذ امس الاول لابعاد عيون الحاسدين عنها.

وفاء رستم الضيقة من مواليد 1963 من اسرة تتألف من ثمانية افراد، متأهلة من الدكتور معين حمزة. ولهما بنتان (يارا ست سنوات ونورا اثنتا عشرة سنة). تحمل شهادة الهندسة الزراعية من الجامعة الاميركية وتعمل في وزارة الزراعة منذ عام 1992.

«الشرق الأوسط» التقت الوزيرة وفاء حمزة في منزلها وكان هذا الحوار:

* كيف تصفين انطباعك عند دخولك مبنى مجلس الوزراء لحضور الجلسة؟

ـ لقد انتابني شعور غريب قبل الدخول الى جلسة مجلس الوزراء، احسست برهبة ما لانني لم اكن اتوقع ذلك ابداً. كما انني سأتحمل مسؤولية اثبات دور المرأة والمشاركة في الحياة السياسية. ونحن امام امتحان صعب.

* هل كنت على علم بتوزيرك في الحكومة؟

ـ لقد فوجئت قبل اعلان التشكيلة الوزارية باتصالات تردني من اصدقاء يؤكدون لي ان اسمي يتم التداول به من اجل المشاركة في الحكومة. وكنت احضر الافطار للعائلة. وقبل حلول وقت الافطار رن هاتف المنزل وكان على الخط رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي زف الخبر الى زوجي قبل اعلان الاسماء. وقال له: وفاء بدها تصير رئيستك. فتناولت الهاتف وفوجئت بالرئيس نبيه بري وهو يخاطبني قائلاً لي: انت وزيرة دولة في الحكومة. وستكونين اول امرأة في منصب وزاري مع السيدة ليلى الصلح. فكّرت، وحاولت ان اتمالك نفسي، وكم كانت الدقائق العشر الاولى صعبة عليّ.

* هل سبق والتقيت اياً من الرؤساء الثلاثة، اميل لحود ونبيه بري وعمر كرامي؟

ـ من خلال عملي في وزارة الزراعة ومع المنظمات الدولية سبق ان التقيت الرئيس اميل لحود.

* كيف تصفين حضورك الجلسة الاولى لمجلس الوزراء؟

ـ جميع الوزراء أبدوا ارتياحهم وهنأوني وزميلتي ليلى الصلح بالانضمام الى الحكومة. وكانوا مسرورين حيال دخول الجنس اللطيف الى الحكومة. كما لاحظت تجانساً بين الوزراء. وان شاء الله يستمر هذا التجانس لما فيه خير هذا الوطن.

* لقد سرت اشاعات تقول ان «الواسطة» هي التي ادخلتك الى الحكومة؟

ـ من الطبيعي ان يبدأ الناس بالحديث عن وجود واسطة او ما الى ذلك فهذه هي طبيعة اللبنانيين، خصوصاً في بلد لم يعتد على اشراك المرأة في الحياة السياسية. واؤكد انه لا توجد لدي اي خلفيات سياسية، بل لدي خبرتي المتواضعة وامكاناتي التي تؤهلني لهذا المنصب.

* ما الذي سيتغير في حياة وفاء حمزة؟

ـ سأعمل جاهدة للتوفيق بين عملي وعائلتي لا سيما ان زوجي متفهم الى اقصى الحدود.

* ما هو طموحك؟

ـ طموحي ان اخدم هذا البلد. لم اكن احلم من خلال عملي في الادارة ان اكون يوماً ما نائبة او وزيرة.

وقبل ان تنهي الوزيرة وفاء الضيقة حمزة حديثها تدخل ابنتها نورا العائدة للتو من مدرستها فتخاطب والدتها قائلة: «لقد عاملوني في المدرسة وكأنني انا الوزيرة، وخصصت معلمة مادة العربي درس اليوم عن الوطن مشددة على ضرورة تولي المرأة منصب وزيرة في الحكومة».

اما ابنتها الصغيرة يارا فلم تعرف كيف سيمضي الوقت لتعود الى المنزل لرؤية والدتها.