واشنطن تكلف سفارتها بمراقبة الصحف المصرية تطبيقا لقانون مكافحة معاداة السامية الأميركي

TT

أكدت مصادر مطلعة، أن واشنطن بدأت اتخاذ الخطوات الأولى في تطبيق قانون عدم معاداة السامية على مصر، من خلال تكليف مسؤولي البعثة الأميركية، سواء العاملين في السفارة أو هيئة المعونة الأميركية بالقاهرة بعمل نوع من المراقبة والمتابعة على ما تقوم به الصحافة المصرية سواء المحلية أو القومية، وكذلك صحف المعارضة والمستقلة، وعمل تقرير حول الصحف التي تزعم واشنطن أنها تعادي السامية وتسليمه إلى السفير ومكتب متابعة حقوق الإنسان بالسفارة.

وأضافت المصادر أن هناك توصيات إن لم تكن أوامر لجميع العاملين بالسفارة وهيئة المعونة بمصر، بضرورة التدخل قدر الإمكان لمنع كتابة مثل هذه المقالات، وذلك من خلال اتصال مباشر مع رؤساء التحرير والصحف وعدد من الصحافيين الذين يمكنهم التأثير في السياسة التحريرية للجريدة، لمنع صدور أي مقالات معادية للسامية.

، رغم أن الخارجية الأميركية لم توضح للعاملين في السفارة ما هو الخط الفاصل بين انتقاد السياسة الإسرائيلية، وما زعمته المصادر بأنه معاد للسامية والأديان في مصر.

وقالت المصادر إن هناك تقريرا رسميا للخارجية الأميركية يشير إلى أن أحد واجبات العاملين بالبعثة الأميركية بمصر هي تحدي ومناهضة المقالات التي تصدر ضد السامية بشدة في الاعلام المصري من خلال اتصالاتهم المباشرة مع رؤساء التحرير والصحف الأخرى لمنع مثل هذه الأمور، وكذلك الاتصال بالمسؤولين المصريين لحثهم على منع هذه الأعمال والابتعاد عنها قدر الإمكان.

، كما حدث مع مكتبة الاسكندرية، عندما قامت بعرض كتاب بروتوكولات صهيون في ديسمبر عام 2003 ، حيث قام مسؤولو السفارة بالتشاور مع مدير مكتبة الاسكندرية، حول ضم المكتبة في إحدى أرفف العرض الخاصة بها نسخة من كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» وهي تزييف شائن ضد السامية. وعقب اللقاء أصدر المدير تصريحا ذكر فيه أنه لم تراع أوجه التقدير والدقة في اختيار هذا الكتاب ليكون في واجهة العرض.

وأضافت المصادر أن السفارة ستقوم بإرسال المقالات التي تشن انتقادات بشكل أسبوعي إلى وزارة الخارجية المصرية لبحث الأمر معها وستناقشها هذه المرة في الردود التي كانت ترد إلى السفارة من الخارجية المصرية. وقد تحيل الأمر إلى نقابة الصحافيين المصريين بصفتها الجهة المسؤولة عن متابعة شؤون الصحافيين وكذلك المجلس الأعلى للصحافة ولن تكتفي بالرد المصري المعتاد في الماضي بتبرير ما يحدث بأنه انتقاد للسياسة الإسرائيلية ورد فعل لتصرفات الحكومة الإسرائيلية. وفي الوقت ذاته، هناك محاولات عامة قليلة نسبيا في التمييز بين مشاعر ضد السامية ومشاعر مناهضة اليهود، وهو ما بدأ البعض ينادي به مؤخراً.

وكان ديفيد وولش سفير أميركا بالقاهرة قد أكد، أثناء حضوره حفل إفطار أقامه المركز الثقافي الأميركي بالإسكندرية وحضره العديد من القيادات الدينية بمصر سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية، على أن أحد مميزات مدينة الاسكندرية المصرية هي أنها أنشئت وهي ملتقى للأديان جميعا وتميزت بالتعايش بين أبنائها رغم الاختلاف الديني، وهو ما يجعلها تشبه أميركا في أنها مركز للتسامح وقبول جميع الأديان بها. كما أن مكتبة الاسكندرية، وهي جهة علمية وتعليمية وثقافية وقورة ترعى، كما قال وولش، هذا الاتجاه الخاص بالتسامح الديني.