الوزراء اللبنانيون باشروا عمليات التسلم والتسليم وفرنجية يستغرب الحديث عن «تغييب الرموز الوطنية»

TT

بدأت عمليات التسليم والتسلم بين وزراء الحكومتين اللبنانيتين الجديدة والمستقيلة ما عدا وزارة الاتصالات التي احتفظ بها الوزير جان لوي قرداحي للمرة الثانية على التوالي.

وكانت ابرز هذه العمليات في وزارة الداخلية بين الوزير السابق الياس المر (صهر رئيس الجمهورية اميل لحود) والوزير الحالي سليمان فرنجية الذي كان أصرّ على تسلم هذه الحقيبة كشرط أساسي لمشاركته في الحكومة. وقد تخللت عملية التسليم والتسلم مواقف كانت ابرزها للوزير فرنجية الذي قال انه اختار هذه الحقيبة لاعتباره انه «في الوقت السياسي الذي نعيشه نحتاج الى حقيبة اساسية». ورفض فرنجية الغوص في الحديث عن اصراره على هذه الوزارة كمقدمة لوصوله الى رئاسة الجمهورية بعد ثلاث سنوات، قائلاً: «ان الله وحده يعرف ماذا سيحصل عندها». ويذكر ان الرئيس السابق للجمهورية الراحل سليمان فرنجية (جد الوزير فرنجية) تسلم حقيبة الداخلية قبل سنتين من انتخابه رئيساً للبلاد عام 1970.

وكان فرنجية وصل الى وزارة الداخلية صباحاً حيث كان في انتظاره الوزير المر الذي ألقى كلمة تمنى فيها التوفيق لفرنجية، معتبراً ان لديه «مهمة صعبة في ظرف حساس وصعب». وقال: «انا متأكد انه قادر على تحمل هذه المسؤولية. وان المسيرة التي بدأناها في وزارة الداخلية سوف يكملها على احسن ما يرام. واتمنى للبنانيين ان ينعموا بمرحلة هادئة ومرحلة سياسية ديمقراطية. وآمل لمعاليه النجاح والحظ، لان الحظ في هذه الوزارة يلعب دوراً كبيراً، حيث لا تكون من مسؤولية الوزير ويتحملها الوزير».

ورداً على سؤال حول انتقال عائلة المر الى المعارضة، قال: «قبل اتخاذ اي قرار علينا ان نرى اداء الحكومة، لنرى اذا كنا سنكون موالين ام معارضين لبعض الاشخاص في الحكومة ام للحكومة جمعاء، اذا لا سمح الله لم تستطع ان تقوم بواجباتها». واضاف: «ان خطنا السياسي واضح. نحن لا نعارض لنعارض. اذا رأينا اي شيء لا يؤمن المطلوب للبنانيين سنلفت النظر اليه. لكن المعارضة للمعارضة فلا اراها بناءة في هذا الظرف الصعب». وعما اذا كان آل المر سيغيرون تحالفاتهم السياسية في المرحلة المقبلة، قال: «من المبكر ان نعطي رأينا. هناك مرحلة صعبة على المنطقة وعلى البلد، حيث بدأت اليوم (امس) في الاعلام. وارى ان رص الصفوف والتضامن بين كل المسؤولين في هذا البلد هو العنوان الاساسي قبل ان يفكر الانسان بخياراته الشخصية».

ورداً على سؤال حول الانتقادات للحكومة الجديدة، قال فرنجية: «ان اهم شيء اراه ان هناك وزراء كثراً عندما يذهبون (بعد انتهاء مهامهم) الى منازلهم لن يتحولوا الى (سجن) رومية. والوزراء الجدد مرتبون ولا توجد صبغة حولهم»، مشيراً الى انه كان لدى الرأي العام مآخذ على بعض الوزراء وكان معهم حق. وتبين انهم ذهبوا الى رومية... ان هذه الحكومة تضم ابنة الرئيس الراحل رياض الصلح (رئيس حكومة الاستقلال) وابن الرئيس الراحل عبد الحميد كرامي (احد رجالات الاستقلال)» مستغرباً الحديث عن تغييب رموز وطنية، قائلاً: «هل يعني انه اذا لم تضم الحكومة وليد جنبلاط فلا يوجد حكومة في البلد؟ واذا لم يشأ المشاركة في الحكومة يعني هل لا نستطيع تشكيل حكومة. اما درزياً فهناك الامير طلال ارسلان واعتقد ان لديه حجماً تمثيلياً في البلد وكذلك وليد بك لديه حجم تمثيلي».

وفي وزارة الدفاع تم التسليم والتسلم بين الوزيرالسابق (وزير الخارجية الحالي) محمود حمود ووزير الدفاع الجديد عبد الرحيم مراد (وزير دولة سابق). وقد تبودلت كلمات نوهت فيها بدور هذه المؤسسة العسكرية وما قامت به سورية لتعزيزها.

وكان الوزير فرنجية سلم وزارة الصحة الى الوزير الجديد محمد جواد خليفة، مشدداً على الانجازات الكبيرة التي جرت في عهده فيما اكد الوزير الجديد انه سيتبع السياسة ذاتها التي اتبعها فرنجية».

وسلم وزير الاشغال العامة السابق نجيب ميقاتي (حليف فرنجية وخصم رئيس الحكومة عمر كرامي) الوزارة الى الوزير الجديد ياسين جابر.

وبعدما تحدث ميقاتي عن انجازاته في الوزارة، اعلن انه يغادرها «مرتاح الضمير لانني اغادر الوزارة مزوداً بمحبة الناس». مشيراً الى انه سيركز على شؤون الشمال ومدينة طرابلس والتواصل اكثر فاكثر مع اهلها والتعاون معهم».