عواصم:«الشرق الأوسط» ووكالات الانباء

TT

وقال وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية، صائب عريقات، ان مصادقة الكنيست على خطة الفصل لا يمكن اعتبارها شأنا اسرائيليا داخليا ينحصر التفاوض بشأنه داخل الاحزاب الاسرائيلية فقط. واشار عريقات في تصريحات صحافية الى ان الخطة تتعلق بمصير الشعب الفلسطيني، ولا يحق للأحزاب الإسرائيلية أن تقرر هذا المصير ولن تقرره.

ودعا عريقات الحكومة الاسرائيلية الى استئناف المسيرة التفاوضية لتنفيذ خطة خريطة الطريق على اعتبار ان «فك الارتباط» جزء منها، وليس بديلا عنها. كما دعا المجتمع الدولي واللجنة الرباعية للمبادرة بطرح آليات التنفيذ والجداول الزمنية وفرق الرقابة على الأرض للتنفيذ ككل لا يتجزأ وصولا الى انهاء الاحتلال الاسرائليلي. واكد عريقات ان السلطة ستتولى المسؤولية عن أي بقعة يخليها جيش الاحتلال في الضفة والقطاع.

وأكد ذلك نبيل ابو ردينة، المتحدث الاعلامي باسم الرئيس ياسر عرفات، لوكالة الصحافة الفرنسية، إذ قال ان السلطة «على استعداد لتحمل المسؤولية اذا انسحبت اسرائيل من كامل قطاع غزة على ان يفهم الجميع أن ذلك جزء من خريطة الطريق، ويجب ان يترافق مع انسحاب من الضفة الغربية».

واضاف ابو ردينة «نحن مع اي انسحاب من اي سنتيمتر، لكن المهم ليس التصويت الذي جرى في الكنيست بل المهم التنفيذ على الارض». وشدد انه اذا كان الحديث عن الانسحاب من غزة «جديا فعليهم (الاسرائيليين) ان يبادروا بالانسحاب من غزة فورا بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وبالتزامن مع انسحاب من الضفة الغربية».

واعتبرت «حماس» ان خطة الانسحاب «انجاز لشعبنا الفلسطيني ولانتفاضته ومقاومته». وقال مشير المصري، الناطق باسم الحركة، لوكالة الصحافة الفرنسية «ان انسحاب العدو من قطاع غزة يمثل انجازا لشعبنا الفلسطيني ولانتفاضته ومقاومته الباسلة، وهذا يمثل ثمرة تضحيات شعبنا وصموده وارادته». واكد «ان انسحاب العدو انما يمثل عند حماس خطوة على طريق تحرير باقي الارض الفلسطينية. وكونها خطوة احادية الجانب (..) فسيخرج العدو من ارضنا من دون ان يتترتب على ذلك ادنى التزامات امنية او سياسية على حساب الشعب الفلسطيني».

واشار الى ان الانسحاب يأتي لأن «العدو الصهيوني لم يعد بامكانه تحمل العبء الامني بوجوده على ارض قطاع غزة، وشارون لم يلجأ الى هذه الخطوة إلا بعدما فشل خياره العسكري وتلاشت وعوده لناخبيه بإجهاض الانتفاضة».

وشعبيا رحب الفلسطينيون بأي انسحاب من اي جزء من الاراضي الفلسطينية، الا ان البعض شكك في جدية نوايا شارون ازاء تنفيذ الخطة. وقال الطبيب عدنان الخروبي من غزة، 45 عاما، «ان خطة الانسحاب غير واضحة المعالم وهي لا تعني شيئا في الحقيقة بل انها كمين منصوب للقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني». ورأى ان التصويت على خطة شارون «زوبعة في فنجان مفتعلة» وتهدف الى تحقيق «دعاية انتخابية»، او ان «الهدف الرئيسي بالنسبة لشارون هو التهام اكبر جزء من اراضي الضفة الغربية». لكنه في الوقت نفسه ورحب «بأي انسحاب او جلاء لقوات الاحتلال الاسرائيلي». وقال المتحدث باسم الخارجية الاردنية، علي العايد، « موقفنا واضح. أي انسحاب يجب ان يكون جزءا من خريطة الطريق ويجب ان يؤدي الى بدء الانسحاب من الاراضي الفلسطينية».

واضاف ان هذه الخطة يجب ان تقود الى «انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية».

ورحب الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، بأي انسحاب من أي أرض عربية محتلة، لكنه حذر من نوايا اسرائيلية ومقصدها من وراء خطة الانسحاب، مؤكدا ان الامر يتوقف على مدى جديتها وضرورة ان تكون خطوة في اطار انسحاب من بقية الاراضي الفلسطينية بالضفة والا تكون مجرد خطوة تكتيكية.

وأشادت الولايات المتحدة بقرار الكنيست ووصفته بانه خطوة مهمة نحو اقامة دولة فلسطينية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض، ترنت دافي، ان واشنطن «سعيدة باظهار التأييد» لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. واضاف ان «خطة فك الارتباط تنطوي على امكانية ان تصبح تاريخية ونحن نراها خطوة مهمة في الوفاء برؤية الرئيس بوش لدولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامان».

ورحبت بالقرار الرئاسة الهولندية للاتحاد الاوروبي، إذ جاء في بيان لها ان «وزير الخارجية برنارد بوت يرحب باسم المجلس الوزاري في الاتحاد الاوروبي بتصويت الكنيست المؤيد لخطة فك الارتباط». واضاف البيان ان الاتحاد الاوروبي يعتبر ان الانسحاب من غزة قد يشكل «خطوة مهمة نحو ايجاد تسوية سلمية للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني شرط ان يندرج في اطار خريطة الطريق، والا يترافق مع تحويل نشاطات الاستيطان الى الضفة الغربية».

وجدد بوت تمسك الاتحاد الاوروبي بتسوية تفاوضية ترتكز على مبدأ «قيام دولتين» مع دولة فلسطينية «تتمتع بالسيادة وقابلة للاستمرار».

ودعت فرنسا المجتمع الدولي الى «حشد قواه» لإنجاح خطة الانسحاب وذلك «لصالح الجميع».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، هيرفيه لادسو، «علمنا بتأييد الكنيست لخطة الانسحاب» ووصفها بـ«انها خطوة مهمة يجب ان تندرج في اطار خريطة الطريق لإعطاء دفعة لتنفيذ خطة السلام الرباعية». واوضح ان فرنسا تذكر بانه «من الضروري ان ينفذ هذا الانسحاب، كما شدد الاتحاد الاوروبي، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية»، داعيا هذه الاخيرة الى «بذل كل ما في وسعها للقيام بدورها في المراحل المقبلة». واكد المتحدث ان «وقف العنف من الجانبين عنصر رئيسي في خريطة الطريق».