اعتقال الضابط الإسرائيلي الذي أطلق

TT

اعتقلت الشرطة العسكرية الاسرائيلية قائد الوحدة العسكرية القتالية الذي اتهم بقتل الطفلة الفلسطينية، ايمان الهمس، 13 عاما، وتفريغ 20 رصاصة في جسدها.

وجاء هذا الاعتقال بعد 10 ايام من قرار رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، موشيه يعلون، وقائد اللواء الجنوبي، دان هرئيل، وقائد قوات الاحتلال في قطاع غزة، شموئيل زكاي، اطلاق سراح ذلك الضابط بدعوى ان هذا القتل كان دفاعا عن النفس. وقالت الشرطة العسكرية ان قادة الجيش، الذين برأوا ذلك الضابط، انما صدقوا روايته في التحقيق. ولكن استمرار التحقيق دل على انه كذب. وانه قتل الطفلة من دون ان يتعرض لأي اطلاق رصاص من الفلسطينيين.

يذكر ان هذه الجريمة كان يمكن ان تطوى مثل العديد من الجرائم الاخرى التي ارتكبها جنود وضباط الاحتلال بحق فلسطينيين في المناطق المحتلة. لكن مجموعة من الجنود اليهود الذين يقودهم هذا الضابط (وهو من قرية عربية درزية في اسرائيل)، توجهوا بمبادرتهم الى صحيفة «يديعوت احرونوت» ورووا كيف تمت العملية. وبعد ان صدر امر تبرئة من يعلون، توجهوا الى الشرطة العسكرية وطلبوا الادلاء بافادة. ونفوا ان يكونوا مصممين على محاكمته لانه عربي، وقالوا ان عددا من الجنود العرب، ابناء طائفة هذا الضابط، يقفون معهم في هذا الموقف.

وكانت الجريمة قد وقعت في ساعات الصباح الاولى من يوم 5 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري قرب الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، حيث كانت الطفلة ايمان متوجهة الى المدرسة. وبسبب تأخرها عن موعد بدء الحصة، اختارت ان تختصر الطريق، فعبرت ممراً قرب موقع عسكري احتلالي. فقام الضابط باطلاق رصاصة باتجاهها عن بعد 70 مترا، فسقطت ارضا. ثم اقترب منها اكثر، وعن بعد بضع عشرات السنتيمرات (بعد صفر بلغة العسكريين) اطلق على جسدها 19 رصاصة اخرى من رشاشه.

وادعى الضابط خلال التحقيق انه اشتبه بانها «تحمل متفجرات في حقيبتها المدرسية» وان «الارهابيين الفلسطينيين ارسلوها طعما، لكي يطلقوا عليها الرصاص فيكتشفونهم ويهاجمون موقعهم»، واعتبر قتل ايمان الطفلة دفاعا عن النفس. وتبين انه كذب في جميع الحالات. اذ ان احدا لم يطلق الرصاص باتجاهه. وحقيبتها كانت حقيبة كتب ودفاتر فقط، هذا فضلا من كونها طفلة.

وإثر اعتقال هذا الضابط امس، خرج العديد من السياسيين والاعلاميين بانتقادات لاذعة لرئيس اركان الجيش وجنرالاته على تسرعهم في الدفاع عن الضابط القاتل.