باكستان: مقتل ثلاثة متشددين مرتبطين بتنظيم «القاعدة» وإضراب يشل كشمير في الذكرى الـ57 لـ«الاحتلال»

TT

أعلن الجيش الباكستاني ان ثلاثة متشددين لهم صلة بتنظيم «القاعدة» قتلوا وأصيب ثلاثة امس خلال اشتباكات مع قوات الامن الباكستانية في منطقة قبلية مضطربة قرب الحدود مع أفغانستان. ودار الاشتباك في منطقة ازام وارساك، في جنوب وزيرستان، عندما فتح المتشددون، الذين كانوا يستقلون شاحنة صغيرة، النيران على جنود عند نقطة تفتيش عسكرية.

وقال الميجر ـ جنرال شوكت سلطان، المتحدث باسم الجيش: «رد الجنود بإطلاق النار وقتلوهم، وأصيب ثلاثة متشددين». ومضى يقول إنه لم يتسن على الفور التحقق من جنسيات هؤلاء الأخيرين. وتأتي الواقعة بعد يوم من هجوم صاروخي شنه متشددون مشتبه بهم في المنطقة نفسها مما أسفر عن مقتل 14 على الاقل من رجال القبائل الموالين للحكومة.

والقتلى من أفراد ميليشيا تجوب منطقة سبينكاي راغضاي بحثا عن عبد الله محسود، وهو سجين سابق في غوانتانامو دبر خطف اثنين من المهندسين الصينيين الشهر الحالي. وشهدت جنوب وزيرستان، التي تبعد نحو 400 كيلومتر جنوب غربي العاصمة اسلام اباد، اشتباكات ضارية بين قوات الامن ومتشددين لهم صلة بالقاعدة في الاشهر الاخيرة.

ويختبئ مئات من المقاتلين الاجانب، بينهم شيشان وعرب وأوزبك، في المنطقة القبلية. وقال الجيش الاميركي الشهر الماضي ان من المرجح أن أسامة بن لادن وغيره من الشخصيات البارزة في القاعدة يختبئون في المناطق الحدودية النائية بباكستان. لكن مسؤولين باكستانيين يقولون انهم لا يعتقدون أن بن لادن موجود في أفغانستان.

على صعيد آخر في كشمير، أغلقت الكثير من المحال ابوابها وتوقفت الاعمال كما خفت حركة المرور في العديد من المناطق الهندية من الولاية امس بعد ان دعا انفصاليون الى اضراب عام بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لدخول القوات الهندية المنطقة. وجاء الاضراب بعد يومين من دعوة الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى وضع نهاية للصراع المستمر منذ عقود بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان على اقليم كشمير الواقع في منطقة الهيمالايا.

وقال بيان لتحالف الجماعات السياسية الانفصالية: «يوم 27 اكتوبر (تشرين الاول) هو الأسوأ في تاريخ كشمير. انه يوم الاحتلال»، مشيرا الى التاريخ الذي دخلت فيه القوات الهندية للسيطرة على الاقليم بعد شهرين من استقلال الهند وباكستان عن بريطانيا عام 1947. وقال «مؤتمر حرية كل الاحزاب» في بيان اهاب فيه بسكان الاقليم الاستجابة لنداء الاضراب: «طوال السبعة والخمسين عاما الاخيرة ظلت كشمير تحت الاحتلال الهندي. يجب وضع حد لذلك». وادى الصراع على كشمير الى اندلاع اثنتين من ثلاث حروب نشبت بين الهند وباكستان. كما قتل عشرات الالاف في كشمير الهندية منذ ان بدأت عام 1989 حركات انفصالية حملة تهدف الى استقلال الاقليم عن الهند التي تسيطر على ثلثي كشمير.

وفي سريناغار، المدينة الرئيسية في ولاية جامو وكشمير الهندية وعاصمتها الصيفية، توقفت تقريبا حركة المرور عدا بعض السيارات وعربات قوات الامن. وخفت حدة التوتر بين الهند وباكستان الا انه لم يتحقق تقدم بينهما بشأن هذه القضية الرئيسية. واقترح مشرف يوم الاثنين الماضي نزع سلاح المنطقة وقال ان من الممكن التوصل لحل وسط يتضمن الاستقلال او السيطرة المشتركة او سيطرة الامم المتحدة عليها بشكل ما. الا ان الرد الهندي جاء فاترا عندما قالت الخارجية الهندية ان مقترحات من هذا القبيل يجب الا تبحث عبر وسائل الاعلام وانها يجب ان تكون جزءا من المحادثات المستمرة بين الطرفين.

من جهة اخرى وصفت افتتاحية صحيفة اكسبريس الهندية مقترحات مشرف الاخيرة بأنها «غير واقعية». وعلى الاجانب الاخر اشادت صحف باكستانية بمشرف لدعوته الى اجراء حوار حول خيارات حل مشكلة كشمير. وقال صحيفة «دون» الواسعة الانتشار: «برويز مشرف فعل الصواب. فحالة «اللاحرب واللاسلم» جاءت فقط في صالح الهند».

* اختبرت الهند امس اطلاق نسخة بحرية من صاروخها «بريثفي» القصير المدى والذي يمكنه حمل رؤوس نووية وينظر اليه بوصفه «رادعا لباكستان». وذكرت وكالة «برس ترست» الهندية أن الصاروخ أرض ـ أرض «بريثفي 3»، الذي يتراوح مداه بين 250 و300 كيلومتر، انطلق من منصة قبالة خليج البنغال. وأجرت كل من الهند وباكستان تجارب نووية سرية عام 1998 وهما تطوران صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.