الحكومة التايلاندية تواجه مشكلة عسيرة بعد مقتل 78 مسلما اختنقوا أثناء ترحيلهم

TT

بانكوك ـ وكالات الأنباء: تعهد رئيس الوزراء التايلاندي، تاكسين شيناواترا، امس امام المجلس النيابي إجراء تحقيق حول وفاة 78 متظاهرا مسلما، لقي غالبيتهم حتفهم اختناقا اثناء قيام القوى الامنية بنقلهم في جنوب البلاد. وقالت «المنظمة المتحدة لتحرير باتاني»، وهي انفصالية اسلامية في جنوب تايلاند، ان رجالها «سينقلون معركتهم الى بانكوك للانتقام لقتل المسلمين الـ78».

وقد أشارت التقارير الاولية للأطباء الشرعيين، الى ان ثمانين في المائة من الضحايا توفوا اختناقا، وان الكثيرين منهم هشمت عظام رقابهم. وتم التعرف فقط على 37 من 78 جثة امس وسلمت 14 جثة فقط الى عائلاتها. ولم يتمكن الآخرون من استعادة جثث اقربائهم بسبب فرض حظر تجول في العديد من المناطق في اقليم ناراثيوات.

وقد اجتمع صباح امس في باتاني رجال ونساء، وهم يبكون امام المعسكر الذي نقل اليه 1300 متظاهر، للتحري عن مصير ابن او شقيق. وقال رئيس الوزراء، الذي يواجه ازمة كبيرة: «سنشكل لجنة للتحقيق في احتمال ان يكونوا قد لقوا حتفهم بعد وضعهم في أعداد كبيرة في شاحنات، مما يعني اختناقهم». وخصصت الصحف التايلاندية امس عناوينها الرئيسية لـ«المجزرة الكبرى». ودعت صحيفة «نيشن» رئيس الوزراء الى الاستقالة، معتبرة ان هذا الحادث هو «أسوأ ما وقع في عهده المثير أصلا للجدل». وكان مسؤول حكومي قد اعلن اول من امس، ان 78 مسلما لقوا حتفهم، غالبيتهم اختناقا، خلال نقلهم في شاحنات مكتظة تابعة للجيش. وقد اعتقل المتظاهرون خارج مركز الشرطة في تاك باي، حيث كانوا يطالبون بالإفراج عن ستة مسلمين. وقتل ستة متظاهرين الاثنين خلال عملية تفريق حوالى ثلاثة الاف مسلم في حالة الغضب امام مخفر للشرطة في اقليم ناراثيوات. واعتقل حوالي 1300 متظاهر. ولدى وصول هؤلاء الى المخيم العسكري في باتاني على بعد 120 كيلومترا، كان 78 منهم قد توفوا. واضاف تاكسين: «نحن آسفون. لقد حاولنا ان نعتني بهم جيدا، وما كان يفترض ان يموتوا. سنشكل لجنة للتحقيق بغية استخلاص العبر من كل ما جرى»، لكنه لم يحدد موعد تشكيل هذه اللجنة. واوضح رئيس الوزراء امام النواب، ان نهار الاثنين كان يوم عطلة. لذلك كان عدد قليل جدا من الشاحنات متوفرا لنقل 1298 مسلما تم اعتقالهم. وأوضح ان هؤلاء «لم يحصلوا على مياه للشرب في الرحلة التي استمرت ست ساعات».

وقال تاكسين ان رجال الامن لم يستخدموا سلاحهم لتفريق المتظاهرين، الا ان الصحف اشارت الى ان جثث ست من الضحايا كانت تحمل اثار رصاص. وقال تاكسين ان المتظاهرين رشقوا رجال الامن بالحجارة مما ادى الى اصابة بعضهم بجروح. وأضاف ان المتظاهرين «كانوا وكأنهم تحت تأثير حبوب منشطة». وتابع: «استخدمنا كل الطرق الهادئة، لكنهم لم يستمعوا الينا، فبدأنا باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، الا ان احدا لم يطلق النار على الحشد وتم اعتقال المتظاهرين واقتيدوا الى الشاحنات حيث قضوا اختناقا».

وقالت «المنظمة المتحدة لتحرير باتاني» امس: «ستحرق عاصمة تايلاند بنفس الطريقة التي حرقت بها عاصمة باتاني». وشاركت المنظمة في حملة أعمال عنف في السبعينات والثمانينات من أجل إقامة «مملكة باتاني الإسلامية» بين جنوب تايلاند وشمال ماليزيا. وقالت الجماعة: «نتعهد أمام الله بأنه من الآن فصاعدا، سيعاني الكفار من ليال خالية من النوم، والممتلكات التي نهبوها منا ستدمر بالكامل، وحياتهم ستواجه عواقب خطاياهم التي ارتكبوها». واضافت: «سيراق دمهم على الارض ويتدفق الى المياه. وسلاحنا هو النار والنفط».

وكان التوتر باديا امس في تاك باي، حيث امتنع بعض الاهالي عن الكلام وقالوا انهم يخشون من الشرطة. وقطعت الطرق في محيط المخفر في حين تم تعزيز عديد القوى الامنية الى حد كبير، ونشرت مراكز للتفتيش عند كل كيلومتر مع عدد كبير من رجال الامن يحملون السلاح. وقال احد الشهود ان المتظاهرين «هربوا وهم يركضون وبعضهم قفز في النهر»، مضيفا ان «رجال شرطة وجنودا قاموا بضربهم وركلهم بالارجل كما ربطوهم بالاحزمة والحبال».

وتابع هذا الشاهد: «لقد نقلوا الى الشاحنات وتم تكديسهم فوق بعضهم بعضا»، مضيفا: «توفوا لأنهم ضربوا وجرحوا ووضعوا معا في مكان خانق».