الإقبال الكبير على التصويت قد يفيد جون كيري

خبير أميركي: الثقة في القيادة بلغت أدنى مستوياتها نتيجة الكذب بشأن العراق

TT

مع دخول الانتخابات الرئاسية الاميركية اسبوعها الاخير، يجمع لفيف من الخبراء والمراقبين على انها ستشهد اقبالاً جماهيرياً غير مسبوق يوم 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو ما يغير عقودا من تضاؤل نسبة الناخبين واقبالهم على التصويت في الولايات المتحدة.

كيرتس جانس، مدير لجنة دراسة الناخبين الأميركيين، قال أمام الصحافيين أخيراً، ان عملية تسجيل الناخبين للتصويت تسجل ارتفاعاً كبيراً، بخلاف العادة التي ألفناها منذ فترة طويلة. وأردف ان ابحاثه تشير الى انه في انتخابات 2000 اقترع حوالي 106 ملايين اميركي في الانتخابات، وهو معدل اقبال يعادل 56% من الناخبين المسجلين في قوائم التصويت. ولكن هذا العام سترتفع النسبة الى ما بين 58% و60%، او حوالي ما بين 118 الى 121 مليون ناخب اي بمعدل زيادة حوالي 12 الى 15 مليون نسمة.

ويقول جانس، ان لحدة المنافسة في انتخابات هذا العام، بين الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش ومنافسه الديمقراطي جون كيري، دوراً بارزاً في ارتفاع معدل التسجيل فاقت نسبة الاقبال الـ 58% وذلك سيكون أعلى معدل لها منذ انتخابات عام 1968. وتابع جانس، الذي يعد مراقباً مخضرماً في مجال الانتخابات ينظر الى آرائه باحترام واسع، في حديث مع الصحافيين الاجانب في واشنطن، انه يتوقع زيادات في التوزيعات السكانية والسنية ايضاً، باستثناء الفئة العمرية بين كبار السن فوق 65 سنة، وانخفاضاً في نسبة الاقبال على التصويت بين «المعتدلين من الجمهوريين» ممن يرون بوش شخصاً متطرفاً وخصوصاً في المسائل المالية والمتعلقة بالميزانية و«قليلاً بشأن العراق». وذكر ان الجمهوريين المعتدلين يساورهم قلق بالغ من ارتفاع المديونية وانعدام المسؤولية المالية في رسم الميزانية، مما ادى الى عجز غير مسبوق تحت ولاية بوش. من جهة ثانية، يرجح بعض المراقبين ان الزيادة في نسبة الاقبال قد تكون مفيدة لصالح بوش فقط في اوساط الانجيليين المسيحيين. وكان كارل روف، كبير المستشارين المخططين لحملة بوش قد استهدفهم قبل غيرهم في حملته الانتخابية، مروّجاً لفكرة حماية اسرائيل والحروب الاستباقية، التي تلقى هوىً وسط الانجيليين المتشددين، لاتفاقها مع عقيدتهم القائلة: ان انتصار دولة اسرائيل سيساعد في التعجيل بنهاية العالم وعودة المسيح الذي سيحوّل اليهود الى مسيحيين. ويتوقع المراقبون ان يربو عدد المقترعين من الانجيليين المتشددين على الـ 4 ملايين ناخب. كما يتوقع بعض الارتفاع في المناطق الريفية لصالح بوش ايضاً. الا ان كيرتس جانس يعتقد انه «ما عدا ذلك فان اي زيادة في اقبال الناخبين ستذهب لصالح جون كيري». مؤكداً ان اي زيادة في الاقبال زيادة مؤقتة نتيجة «ازمة الثقة الهائلة» بين الشعب الاميركي وقادته. واستشهد في ذلك بتذكر عبارة الرئيس بوش التي قال فيها: «نحن بصدد خطر داهم يتعلق باسلحة الدمار الشامل»، وهو ما كشف زيفه في ما بعد، وكيف ان الرئيس السابق بيل كلينتون زعم انه لم يكن له علاقة بالمتدربة مونيكا لوينسكي ثم اتضح كذب ذلك ايضاً، وكيف ان الرئيس الاسبق جورج بوش (الأب) وعد ناخبيه بعدم رفع الضرائب قائلاً «اقرأوا ما على شفتي، لن ارفع الضرائب» ثم رفعها بعد ذلك.