«ستون دقيقة» ... قد تهز بوش عشية الانتخابات!

TT

أعلنت شبكة «سي بي إس» الأميركية عن اعتزامها تخصيص حلقة من برنامج «ستون دقيقة» الشهير لتسليط الضوء على اخفاق إدارة الرئيس جورج بوش في مسألة اختفاء أطنان المتفجرات من معسكر القعقاع في العراق. وقال جيف فاغر المنتج المنفذ للبرنامج في بيان إن الحلقة ستبث مساء الحادي والثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أي خلال يومين من موعد انطلاق الانتخابات الرئاسية.

لم يعرف بعد ما سيقدمه البرنامج من جديد عن القضية التي نشرت معظم تفاصيلها صحيفة «نيويورك تايمز»، لكن من المعروف أن فريقا صحافيا كبيرا يعمل في البرنامج ويمضي شهوراً في البحث والتدقيق في كل قضية قبل بثها على الهواء.

ورأى معلقون سياسيون أميركيون في شبكات تلفزيون أخرى من بينها «سي ان ان» توقيت بث البرنامج وتزامنه مع ما نشرته الـ«نيويورك تايمز» عن القضية ذاتها، وهي الصحيفة التي أعلنت تأييدها للمرشح الديمقراطي جون كيري، لم يأت من باب الصدفة، بل فسره المعلقون على أنه يأتي في سياق السعي الحثيث لإسقاط الرئيس بوش وإيصال كيري إلى البيت الأبيض، مع الاشارة الى ان معظم الصحف الوطنية والمحطات التلفزيونية الكبرى لا تحظى بعلاقات ودية مع الإدارة الحالية.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر إعلامية أميركية أن قصة اختفاء المتفجرات في منشأة القعقاع العراقية وصلت في البداية إلى الـ«سي بي إس» المعروفة بتحقيقاتها المثيرة للجدل، ولكن القصة كانت قيد الإعداد عندما وجدت طريقها إلى الـ«نيويورك تايمز».

وفي هذا السياق يجدر القول ان تردد «سي بي اس» في التعجيل باعلان ما تلقته ناجم عن تجربة سيئة لها مع بوش في البرنامج ذاته عندما نشرت وثائق عن سجل بوش العسكري تبين لاحقاً انها مزورة، واضطرت في ما بعد للاعتذار العلني على لسان دان راذر أشهر مذيعيها المخضرمين. فبعد بث البرنامج أشار خبراء إلى أن الوثائق التي استعانت بها الـ«سي بي إس» للزعم بأن بوش ربما زور سجل خدمته العسكرية لا يمكن أن تكون قد صيغت إلا باستخدام برنامج لمعالجة النصوص لم يكن متوفراً في الوقت الذي يزعم أن تلك الوثائق صيغت فيه.

وتعرضت الشبكة لانتقادات حادة، الأمر الذي جعلها تكشف عن أسماء بعض مصادرها ممن زعموا أن بوش التحق بالخدمة في الحرس الوطني داخل الولايات المتحدة، لتجنب المشاركة في حرب فيتنام، على عكس منافسه الديمقراطي الذي حصل على وسام الشجاعة لدوره فيها. وهكذا تعرضت الشبكة التلفزيونية الأميركية لموقف محرج حتى بعد اعتذارها عن الخطأ الذي وقعت فيه. كما شكلت القضية مصدر احراج للديمقراطيين الذين استندوا إلى ما بثته الشبكة لتكثيف هجماته على بوش، وبالذات للرد على حملة جماعة من المحاربين القدامى اليمينيين عبر مقتطفات بثت عبر التلفزيون لمهاجمة الخدمة العسكرية التي أمضاها كيري في حرب فيتنام. والمعروف ان الجماعة روّجت ان كيري كذب حول سجله، وخان زملاء له من الجنود من خلال معارضة الحرب بعد عودته من فيتنام. ومثلما اتهم الديمقراطيون الحزب الجمهوري بتسهيل ترويج ادعاءات جماعة المحاربين القدامى، اتهم البيت الأبيض ضمنياً حملة كيري بمحاولة تشويه سمعة بوش.