تيار معاد لبوش وسط الأميركيين للمرة الأولى

TT

تزداد المنافسة شراسة على أصوات الأمركيين الكوبيين، الميالين تقليديا إلى الحزب الجمهوري، في الأسبوع الأخير للحملة الإنتخابية، حيث تصبح الكلمات أكثر حدة والتركيز أكثر كثافة من خلال الإعلانات التلفزيونية الموجهة إلى هذا الجمهور. وتصل الحملة إلى قمتها اليوم عندما تقوم مجموعة تعارض الرئيس بوش بتدشين إعلان يعرض مهاجرا كوبيا يحرض الناخبين الجمهوريين على التصويت ضد «غوغائية» حزبهم. ويقول الاستراتيجيون في شبكة الديمقراطي الجديد، وهي واحدة من ضمن 527 مجموعة تهاجم بوش، إن الإعلان سيظهر في ميامي باللغتين الأسبانية والإنجليزية وسيعرض طوال هذا الأسبوع الأخير للحملة. وتبلغ تكلفة الإعلان 150 ألف دولار، وهو أكبر مبلغ مالي يخصص لجذب الكوبيين بعيدا عن بوش.

ويظهر هذا الإعلان المعادي للرئيس في نفس الوقت الذي تنشر فيه حملة الرئيس إعلانا خاصا بها يعرض صورا للرئيس الكوبي فيديل كاسترو، ويهاجم السناتور كيري على أنه صوت ضد اقتراحات بفرض عقوبات على الطاغية الكوبي، ويتهم المرشح الديمقراطي بأنه ساعد القائد الشيوعي على البقاء في السلطة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تأييد الأميركيين الكوبيين للرئيس بوش، والذي صوتوا له بنسبة 80% في الانتخابات الماضية، قد انخفض حاليا.

وقد فاز بوش بتلك النسبة الضئيلة من الأصوات في فلوريدا، في خضم الغضب الذي أحسه الأميركيون الكوبيون لإرجاع الرئيس كلنتون للطفل إليان غونزاليز إلى والده في كوبا.

ويحاول الديمقراطيون الوصول إلى مستوى التأييد الذي حققه الرئيس كلنتون وسط الكوبيين الأميركيين، وهو 40%، عندما فاز بولاية فلوريدا في إعادة انتخابه عام 1996 . وقد وجهت انتقادات للرئيس بوش حول القيود التي فرضها على زيارات الأسر إلى كوبا وعلى كمية المبالغ المالية التي يمكن تحويلهأ إلى الأهل بكوبا. كما كشفت الحملة الانتخابية شروخا في التأييد الصلب الذي كان يتمتع به الحزب الجمهوري وسط هذه القاعدة من الناخبين، إذ يؤيد كبار السن من المتشددين فرض القيود على التحويلات كنوع من العقوبة على النظام الكوبي، بينما يؤيد الناخبون الصغار مزيدا من الحريات في التحويلات، في نفس الوقت الذي يعلنون فيه معارضتهم للدكتاتور، الذي ظل حاكما لفترة طويلة. ومن المتوقع أن يحرك الإعلان المعادي لبوش مشاعر الكثيرين في المقاهي الكوبية وفي حوارات الإذاعات بجنوب فلوريدا والأسئلة الصريحة التي تثار فيها حول ما كسبه الأميركيون الكوبيون من 40 عاما من تأييد الحزب الجمهوري.

ويظهر في الإعلان رجل كوبي أميركي يغسل سيارته عام 1962، ثم في عام 1979، وفي الخلفية تدور أغنية أسبانية تحتفي بالتحالف الكوبي الجمهوري. ثم تظهر بعد ذلك صورة للرجل نفسه وقد طعن في السن، وهو يستمع إلى نفس الأغنية عام 2004 . وعندها يتقدم الديمقراطي جو غارسيا ويخرس صوت المغني. ويقول غارسيا الذي بدأ يعمل مع شبكة الديمقراطي الجديد: «إن هذا يكفي ويزيد. لا بد أن يأتي وقت نتصرف فيه بمسؤولية. أنا اتخذت موقفي، فهل تستطيع أنت تتخذ موقفك؟» وبينما تظلم الشاشة، ينطلق صوته ليقول:«أيها الجمهوريون كفى غوغائية حول كوبا».

ويقول الاستراتيجيون بشبكة الديمقراطي الجديد، التي تصرف ملايين الدولارات على إعلانات انتخابية تستهدف الناخبين اللاتينيين، من فلوريدا إلى نيومكسيكو، إن الإعلان الجديد يهدف إلى محو الأفضلية الجمهورية في عيون كثير من الجمهوريين الكوبيين القابلين للإقناع، ويشجعهم على اختيار كيري استنادا إلى همومهم المحلية، وخاصة فيما يتعلق بفرص العمل والضرائب والرعاية الصحية.

* خدمة «لوس أنجليز تايمز» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)