عرفات يخرج من حصار شارون مرتين.. من بيروت للبحر 1982 ومن رام الله للمستشفى 2004

رحلة »أبو عمار».. من طفولة القدس إلى الشباب في القاهرة .. وحياة العزلة في «المقاطعة» (1)

TT

ماذا تريد؟

سيادة فوق الرماد ؟

وأنت سيد روحنا يا سيد الكينونة المتحوله فاذهب...

فليس لك المكان ولا العروش/المزبلة حرية التكوين أنت وأنت عكس المرحلة .. فاذهب فقيراً كالصلاة وحافياً كالنهر في درب الحصى ومؤجلاً كقرنفلة.

*** بهذه الأبيات اختتم محمود درويش رائعته «مديح الظل العالي»، مشيعاً «أبو عمار» وهو يرتقي درجات سفينة الخروج الأول من بيروت 1982، ومعه ما تبقى من رجال المقاومة، وما تبقى من رفاق الثورة الفلسطينية الأوائل بعد اجتياح لبنان وحصار بيروت الذي دام أكثر من مائة يوم، انهارت فيها كل بنايات بيروت الجميلة من دون أن تنهار إرادة الحياة والمقاومة عند «أبو عمار» ورفاقه، ومن دون أن ينال أرييل شارون، مهندس الاجتياح مأربه من غريمه التاريخي «أبو عمار».

خرج ياسر عرفات سالماً بينما وقف شارون يبتسم لمئات المراسلين والصحافيين في ميناء بيروت والباخرة التي تحمل عرفات تبتعد في البحر ليعلن أمام عدسات المصورين بأنه «تم القضاء نهائياً على البنية التحتية لمنظمة التحرير.. وأن عرفات يركب البحر إلى قبره».

وعلى سطح السفينة المبحرة إلى المجهول ابتسم «أبو عمار» لرفاقه وقال من دون أن يفارقه تفاؤله ويقينه بالنصر «الضربة التي لا تصيب الرأس.. تقوي الجسد».

وبعد اثنين وعشرين عاما يخرج «أبو عمار» مرة أخرى من تحت حصار أرييل شارون من مقره الرئاسي للسلطة الفلسطينية برام الله متجهاً إلى باريس في رحلة للعلاج، ترافقه الدعوات بالشفاء وفي صحبته عدة ضمانات دولية بعودته لمقره الرئاسي بعد تماثله للشفاء. ولم ينس «أبوعمار» في غمرة المرض أن يطلب بالتحديد أن يكون برفقته في رحلة العلاج العقيد «محمد دحلان» وزير الداخلية السابق في حكومة «أبومازن» المستقيلة ورئيس جهاز الأمن الوقائي السابق وأحد تلاميذ أمير الشهداء خليل الوزير «أبو جهاد»، ربما ليضمن عدم انقلابه عليه أثناء غيابه خارج الوطن، أو ليضمن عودته على يديه نظراً لعلاقته الطيبة بالحكومة الإسرائيلية.

وما بين الخروج من بيروت، والخروج من رام الله، رحلة طويلة من الأحداث والكفاح والنضال قطعها «أبو عمار» من دون كلل أو ملل. واصل فيها العمل الدائم ليلاً ونهاراً، متنقلاً بين عواصم العالم وبلدانها، ملتقياً بكل ملوك ورؤساء الدول من أجل قضية الشعب الفلسطيني الواضحة وضوح الشمس، منتظراً عدالة السماء وعدالة الأرض معاً، إنها رحلة طويلة قطعها الزعيم الفلسطيني الذي تحول إلى رمز ثم إلى أسطورة. إنها رحلة شاقة ومضنية وزاخرة بالأسرار والغموض والهزيمة والانتصار، والصعود والانكسار، والإثارة حتى الموت. ولكن هذه الرحلة لم تبدأ بالخروج من بيروت، ولم تنته بعد بالخروج من رام الله، إنها رحلة الرمز والأسطورة التي بدأت قبل ذلك بكثير.

مرارة الخروج.. وبدايات التكوين في الأول من أغسطس (آب) عام 1929 انعقد المؤتمر الصهيوني السادس عشر في مدينة زيورخ بسويسرا، وفي أولى جلسات المؤتمر دعا اليهودي الروسي المولد فلاديمير زئيف جابوتنسكي إلى ضرورة إقامة دولة يهودية على ضفتي نهر الأردن، وكان جابوتنسكي صهيونياً متطرفاً، فقد بادر قبل المؤتمر بفترة بتشكيل مجموعة عمل صهيونية سرية مسلحة تسمى «الهاجاناه». وعلى الرغم من رفض الصهاينة المعتدلين في المؤتمر لهذا الاقتراح إلا أن هذا الخطاب أشعل نار الغضب في قلوب الشعوب العربية، فقد اندلعت الاضطرابات والمظاهرات مستنكرة بشدة دعوة جابوتنسكي لإقامة دولة يهودية في فلسطين.

وبعد ثلاثة أيام من هذه الاضطرابات وبالتحديد في الرابع من أغسطس 1929 ولد الطفل ياسر عرفات، في وسط هذه الأحوال المضطربة بمدينة القدس القديمة في بيت أسرة والدته «زهوة» بجوار الجزء الشرقي من الحرم الشريف، وكانت أم زهوة جدة ياسر عرفات هي السيدة أميرة، ووالدها هو سليم أبو السعود، وقد ولدت زهوة في سنة 1896 ميلادية. وينتمي والدها لعائلة فلسطينية شهيرة كانت تسكن القدس منذ مئات السنين، أما جد زهوة لأمها «موسى عرفات» فهو ينتمي إلى عائلة زوجها، وكانت عائلة موسى عرفات تمتلك أراضي وبيوتا ودكاكين في القدس وغزة ورام الله، ولزهوة شقيق واحد هو سليم ولها من جهة الأم أخان وأختان هم محمد، وعبد الرحيم، وسلمى، وزكية يحيى الإمام. عاشت زهوة سنوات طفولتها وصباها في بيت الأسرة بالقدس الشريف وألحقها والدها بمدرسة في القدس، وتركت دراستها لتتزوج من عبد الرؤوف داود عرفات، وهو من مواليد القدس عام 1890. وكان والده داود نقيباً للأشراف في غزة ويدير أملاكه في فلسطين ومصر، أما أعمام ياسر فكانوا ثلاثة إخوة لداود وهم حافظ، ومحيي الدين، وراغب. أما عمتاه فهما كوكب وصلوحة. وأما جدة ياسر عرفات أم أبيه فهي السيدة زليخة عرفات القدوة الحسيني. وكان عبد الرؤوف والد ياسر قد تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في غزة، ثم أكمل تعليمه بعد ذلك في اسطنبول، حيث التحق بالأكاديمية التركية للشرطة العسكرية، وعاد ليعمل في القدس عام 1912. وفي عام 1914 تزوج عبد الرؤوف عرفات من زهوة سليم أبو السعود. وأقاما في منازل أبو السعود بالقدس وأنجبا أربعة أولاد وثلاثة بنات هم على الترتيب إنعام وجمال ويسرا ومصطفى وخديجة وياسر وفتحي. وقد ولدت البنت البكرية عام 1916 وهي إنعام عرفات التي عرفت فيما بعد بالحاجة إنعام.

وفي بدايات عام 1920 بدأ والد ياسر عرفات في التردد على القاهرة لمتابعة ممتلكات العائلة، وعندما ازدادت مشكلات المتابعة تعقيداً، اضطر إلى قضاء وقت أطول في القاهرة إلى أن انتقل إليها بشكل شبه نهائي. ولأن عملية إنجاب الأولاد تتم في بيوت عائلة زهوة بالقدس وفقاً للعادات والتقاليد التي كانت سائدة آنذاك، فقد كانت زهوة تسافر للقدس لتضع أطفالها في بيوت آل أبو السعود لتلقى رعاية أمها ونساء الأسرة، ثم تعود بعد ذلك لتقيم في القاهرة. هذا ما حدث عند مولد ياسر عرفات إذ أن زهوة قد حضرت من القاهرة لتضع مولودها السادس في منزل العائلة بالقدس وعادت بعد ذلك للقاهرة. وبعد ثلاث سنوات جاءت مرة أخرى لتضع مولودها السابع والأخير وهو فتحي عرفات، وبعد ولادته بثلاثة أشهر رحلت الأم زهوة وهي في السابعة والثلاثين من عمرها بعد أن أصيبت بأحد الأمراض.

وعندما توفيت زهوة لم يكن ياسر عرفات قد بلغ الرابعة من عمره بعد، وعقب وفاتها طلب شقيقها سليم من زوجها أن يعيش ابناها ياسر وفتحي تحت رعايته في بيت عائلة أبو السعود في القدس في محاولة لتخفيف العبء عن أسرة عبد الرؤوف عرفات من ناحية، ولأن سليم وزوجته لم يرزقا بأطفال من ناحية أخرى. ومن أجل رعاية باقي أِشقائها توقفت الابنة الكبرى إنعام عن إتمام دراستها بالمرحلة الثانوية. وربما أسهمت هذه البداية المأساوية المبكرة في صقل الطفل ياسر عرفات، وأظهرت قدراته الخاصة على تحمل المسؤولية برجولة مبكرة منذ اليوم الأول الذي بدأ بالاضطرابات والمظاهرات، حتى فقدانه لأمه في سنواته الأولى، وابتعاده عن أخته وأبيه. وقد اعتبر نفسه هو المسؤول الأول عن شقيقه الأصغر فتحي عرفات، ولذا يعتبره فتحي دائماً المعلم الأول والأخ الصديق والوالد منذ أن عاشا معاً في بيت خالهما سليم أبو السعود بالقدس وحتى بعد تخرجه من كلية طب الأسنان بالقاهرة، إلى أن صار عضواً مؤسساً في حركة «فتح»، ثم رئيساً دائماً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

من القدس.. إلى القاهرة بقى الأخوان ياسر وفتحي في بيت خالهما سليم أبو السعود بمدينة القدس حتى عام 1937، وكبر ياسر حتى صار عمره ثماني سنوات، وكبر فتحي وبلغ الرابعة من عمره، وخلال تلك السنوات شهدت مدينة القدس إضطرابات عظيمة بسبب تزايد هجرة اليهود اليها، إلى أن بلغ العنف مداه في عام 1936 حيث شهد هذا العام الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني والإضراب العام الذي شاركت فيه كل القوى الوطنية وجميع طوائف الشعب والذي استمر ستة أشهر كاملة بدأت في 25 ابريل (نيسان) 1936 وانتهت في 13 أكتوبر(تشرين الأول) من العام نفسه، وكانت هذه الثورة الشعبية أطول إضراب عام في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، وشكلت هذه الانتفاضة الحلقة الرئيسية في ثورة كبرى استمرت ثلاث سنوات، ولم تتوقف إلا بتدخل الملوك العرب آنذاك تحت وطأة التغيرات الكبرى في المناخ الدولي بعد أن أصبح العالم كله قاب قوسين أو أدنى من الحرب العالمية الثانية.

خلال تلك السنوات بدأ وعي الطفل ياسر عرفات يتشكل ويتبلور في اتجاه معرفة الحقائق الأولية، ذلك عندما اقتحم الجنود البريطانيون المدججون بالسلاح منازل قادة الانتفاضة الفلسطينية، وكان بيت سليم أبو السعود واحداً من هذه البيوت. وكان سليم واحداً من هؤلاء القادة، يومها رأى ياسر عرفات بأم عينيه جنود الاحتلال وهم ينتشرون في كل أرجاء المنزل، ويقبضون على خاله سليم. وقد أوسعوه ضرباً قبل أن يقيدوه بالسلاسل ويصطحبوه معهم إلى حيث لا يعلم. يومها عرف الطفل ياسر عرفات أنه يعيش في وطن محتل اسمه فلسطين يتآمر عليه الصهاينة والانجليز معاً، وبعدها بفترة عاد سليم إلى منزله، ولكنهم - أيضاً - عادوا بعد فترة يطلقون عليه الرصاص من نافذة البيت.

لم يعد لبقاء ياسر وأخيه معنى بعد ذلك، فقد أحدقت بهما الأخطار وهما بعيدين عن أبيهما وأختيهما. وفي عام 1937 بدأت تفاصيل الرحلة الأولى، والخروج الأول من القدس، كان خالهما الثاني راجي أبو السعود وزوجته ثريا قد اصطحبا الطفلين ياسر وفتحي في رحلة طويلة بدأت بركوب قطار الشرق السريع الذي كان يأتي مقبلا من أسطنبول ماراً بدمشق ثم القدس، ومن القدس ركب ياسر وأخوه فتحي مع خالهما راجي وزوجته متجهين إلى غزة، ومن غزة إلى خان يونس ورفح باتجاه صحراء سيناء حتى وصلا إلى قناة السويس، حيث توقف القطار في القنطرة وعبروا القناة في إحدى «المعديات». ومن القنطرة إلى القاهرة رأساً حيث كان في انتظارهم الأب عبد الرؤوف عرفات وبصحبته باقي أشقاء ياسر. وكان فتحي يلتقي بوالده لأول مرة، وفي حي السكاكيني وفي العقار رقم (5) بشارع «طور سيناء» بدأت الفصول الأولى من رحلة ياسر عرفات. فقد التحق ياسر بالصف الأول الابتدائي بمدرسة «مصر»، وأكمل فيها دراسته حتى المرحلة الثانوية، إلى أن تخرج منها ودخل كلية الهندسة بجامعة القاهرة. وهناك سنبدأ من جديد تفاصيل رحلة أخرى تدفعه إلى الصفوف الأولى للنضال من أجل تحرير فلسطين.

رحلة إلى المقدس وفي منزل العائلة بحي السكاكيني عاد ياسر عرفات ليستقر به الحال، ويبدأ تأمل ما يحدث من حوله من أمور غير مفهومة. لماذا دخل الجنود البريطانيون ديار أبو السعود؟! ولماذا ضربوا خاله سليم بالرصاص؟! ومن هم جنود الاحتلال؟! وما هي الصهيونية ؟! ومن هم اليهود الذين جاءوا من كل أرجاء الأرض ليحتلوا بيوتهم وأرضهم وزرعهم؟! ولماذا اختاروا هذه الأرض بالذات؟! وفي المساء كانت جلسات العائلة حول الأب العائد من يوم عمل شاق تطرح فيها الأسئلة. لتكون الاجابة هي أول دروس الوطنية، وبداية الطريق نحو المعرفة. ويوما بعد يوم بدأت الصورة تنجلي وتتضح لياسر عرفات الذي صار صبياً، ثم فتى يافعاً، ثم طالباً في التعليم الثانوي. وخلال تلك السنوات نضجت كل الأفكار واكتملت كل خيوط اللعبة الصهيونية أمام الشاب ياسر عرفات الذي عرف أنه ينتمي لوطن اسمه «فلسطين» اغتصبته عصابات صهيونية مجرمة، عاونتها على ذلك أيدي المحتل البريطاني الذي كانت فلسطين في قبضته، وتحت سيطرته. ومنذ تلك اللحظة التي أدرك فيها ياسر عرفات أنه ينتمي إلى هذا الوطن المحتل لم يغمض له جفن، ولم يهدأ له بال.. ولم يعرف طعم الراحة قط.

وعلى لسان «أبو عمار» نفسه يروي لنا أسرار بداياته فيقول «حين كنت في السابعة عشرة من عمري كتب القدر أن أكون ـ رغم صغر سني ـ أحد المناضلين الذين يقاتلون في الجيش الفلسطيني الذي تكون بإشراف الهيئة العربية الفلسطينية العليا تحت قيادة المناضل عبد القادر الحسيني، حيث عملت في هذا الجيش قبل أن يتحرك لميدان القتال في عدد من المهام الصعبة بما فيها جمع الأسلحة من الصحراء الغربية المصرية في عدة مواقع كالعلمين والحمام والسلوم بما فيها من مخاطر وصعوبات، وفي نفس الوقت تحتاج إلى قدرات خاصة لأننا كنا نتعامل مع قبائل وعشائر بدوية متناثرة في الصحراء الغربية جمعت هذه الأسلحة بعد الحرب العالمية الثانية. وفي نفس الوقت لم تكن هناك تسهيلات كافية من المسؤولين في ذلك الحين. وكان والدي تاجراً في فلسطين وأتينا إلى مصر قبل النكبة وكنا نعيش في القاهرة. وتركت دراستي وانضممت إلى الجيش وذهبت إلى فلسطين. وعلى الرغم من أنني تركت فلسطين قبل النكبة الكبرى إلا إنني عدت إليها كمقاتل ضمن هذا الجيش. تركت القاهرة والتعليم وأنا في السابعة عشرة من عمري، وتوليت عدة مهام كبيرة رغم صغر سني مثل جمع الأسلحة ومطاردة العدو ومواجهة استخباراته التي كانت متشعبة في البلاد العربية ثم القتال».

ويتابع «كان هذا الجيش الذي انضممت إليه يعرف في ذلك الوقت باسم «جيش الجهاد المقدس» وهو الذي شكلته الهيئة العربية الفلسطينية العليا، وكان بجانبه جيش آخر شكلته جامعة الدول العربية اسمه «جيش الإنقاذ» وقائده فوزي القوقجي، وكان هذا قبل أن تدخل الجيوش العربية فلسطين.. أما جيش التحرير فتشكل عام 1964 وتقرر تكوينه في جلسة الجامعة العربية التي انعقدت بالأسكندرية وصدر قرار بذلك يوم 5/9/1964 بتشكيل جيش التحرير الوطني الفلسطيني وكانت بداياته ودعائمه الكتائب التي أنشأتها مصر باسم الكتائب الفلسطينية في الجيش المصري».

ويحدثنا «أبو عمار» عن نكبة 1948 فيقول «بعد النكبة أصبت كما أصيب كل الإخوة من حولي بكل المرارة والحسرة والألم واليأس. ولهذا فكرت في الهجرة إلى أميركا لإكمال تعليمي، وقدمت طلباً لذلك وجاءني القبول بالفعل ،وتنازعتني أفكار كثيرة، فهل أذهب إلى أميركا مهاجراً؟! أم أبقى منغمساً في المأساة؟!.. وكنت في ذلك الحين في السنة الأولى بكلية الهندسة في جامعة القاهرة. وبقيت أكثر من ثلاثة أشهر وأنا بين مد وجزر، ثم قررت ألا أذهب. ورأيت أن أبقى هنا في هذه المنطقة إلى جوار أبناء الشعب الفلسطيني».

*** وبقى «أبو عمار» في مصر وتوالت الأحداث. فقد كانت الأيام المقبلة تحمل في طياتها أحداثاً كبرى تنبئ بتغيير كل شيء. وذلك ما حدث، فقد تغير كل شيء.

(الحلقة الثانية غدا)