إيران تلمح لتقديم تنازلات حول تخصيب اليورانيوم

TT

بدا أن إيران مستعدة للموافقة على طلب رئيسي تقدم به الاوروبيون بعد أن قبلت تعليق جميع نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم ولو لفترة محددة، تفاديا لوقوع أزمة دولية كبيرة. ويتوقع أن يعقد الإيرانيون والأوروبيون، اجتماعا ثالثا اليوم في باريس، وصفته إيران بأنه «حاسم». وعلى الأوروبيين إقناع محاوريهم بالعدول عن تخصيب اليورانيوم، لكي لا تضطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى اتخاذ قرار بضرورة رفع ملف النشاطات النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي. ومع اقتراب موعد اجتماع الوكالة الدولية في 25 من الشهر الجاري، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين، حسين موسوي، أن بلاده قد توافق على تعليق عمليات التخصيب، لستة اشهر كحد أقصى، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق مع الأوروبيين.

وقدم الأوروبيون ضمانات لإيران بشأن تزويد الجمهورية الإسلامية بوقود نووي، ومساعدتها على الحصول على مفاعل للأبحاث، يعمل بالمياه الخفيفة ومقترحات أخرى، تتعلق بمكافحة الإرهاب أو بالتجارة.

وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن التوقف عن تخصيب اليورانيوم، يجب أن يكون بشكل نهائي، لأنه الضمانة الوحيدة الأكيدة، التي تثبت بأن التكنولوجيا المعتمدة لإنتاج الوقود للمحطات الإيرانية المدنية، غير مستخدمة في صناعة السلاح الذري.

وقال حسن غفوري فرد، مستشار الرئيس محمد خاتمي للتلفزيون الايراني، «آمل في أن تتم تسوية المشاكل خلال فترة زمنية معقولة، نقبل خلالها بتعليق تخصيب اليورانيوم». وقبل المحادثات المرتقبة اليوم، أبدى الأوروبيون والإيرانيون قلقا اقل من الفترة الأخيرة.

وقال الممثل الإيراني السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي لوكالة الصحافة الفرنسية، «لا يريد الإيرانيون ولا الأوروبيون أن يصلوا إلى طريق مسدود، وللجانبين رؤية براغماتية، وقد عملا بكد وجد، وقدما تنازلات لإيجاد حل مرض للجميع».

ويتوخى الأوروبيون الحذر اثر تقلب المواقف الإيرانية في الأشهر الماضية. ودائما فى تداعيات هذا الملف، وردا على التهديدات التي أطلقت في الآونة الأخيرة وخاصة منها، تلك التى صدرت عن إسرائيل هذا الأسبوع، والداعية إلى ضرب إيران في حال امتناعها عن التعاون، أعلن وزير الخارجية الهولندي برنار بوت امس في بروكسل، أن توجيه ضربات جوية ضد إيران، سيأتي «بنتائج عكسية». ومن الأفضل «متابعة الحوار» لإقناع هذا البلد بوقف تخصيب اليورانيوم.

وأضاف بوت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قبل افتتاح القمة الأوروبية في بروكسل، «لا أعتقد أنهم يفكرون في الولايات المتحدة، بتوجيه ضربات عسكرية» ضد إيران. مضيفا أن لدى الاتحاد الأوروبي «مؤشرات واضحة»، تفيد بأن إيران ترغب في إحراز تقدم في المناقشات مع باريس وبرلين ولندن. وقال: «من الأجدى متابعة الحوار وإقناع الإيرانيين بوجود وسائل أخرى لحيازة برنامج نووي»، موضحا «اننا لا نستطيع الانتظار إلى ما لا نهاية، كما هو معروف».

من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس أن القيام بعمل عسكري اميركي ضد طهران «غير مقبول».