عين الرئيس الصومالي الجديد عبد الله يوسف أحمد البروفسور والطبيب البيطري علي محمد جيدي لشغل منصب رئيس الوزراء. وجاء اختيار جيدي بعد 3 أسابيع من المشاورات أجراها الرئيس الصومالي مع زعماء الحرب السابقين وسلاطين القبائل وأعضاء البرلمان الجديد منذ انتخابه في الثاني عشر من الشهر الماضي. وقد برز اسم البوفسور جيدي كمرشح قوي لمنصب رئيس الوزراء، بعد أن أشيع بأن منصب رئيس الوزراء سيكون من نصيب قبيلة الـ«هويا» التي ينتمي اليها البروفسور جيدي بعد أن حصلت القبيلتان الرئيسيتان الـ«دارود» والـ«دجيل مرفلي» على منصبي رئيس الدولة ورئاسة البرلمان.
لكن تعيين جيدي واجه مشكلة دستورية في البداية بسبب بندين في الدستور الانتقالي يشترطان لرئيس الوزراء وسائر أعضاء الحكومة أن يكونوا أعضاء في البرلمان وهو ما لا ينطبق على البروفسور جيدي. وقبيل ساعات من تعيينه تنازل له أحد أقربائه «محمد طيري»، أحد زعماء الحرب السابقين عن مقعده في البرلمان وأصبح جيدي بموجب ذلك عضوا في البرلمان. وعقب أدائه اليمين الدستورية لعضوية البرلمان أعلن الرئيس عبد الله يوسف عن تعيينه لمنصب رئيس الوزراء. وبتعيين البروفسور «علي محمد جيدي» يكون الرئيس الصومالي قد دشن تقليدا جديدا في السياسة الصومالية الحديثة، مؤداها أن رئيس الوزراء يجيء من الوسط الأكاديمي الذي لم يشارك في الحرب الأهلية، وهذا الأمر مهم لتحقيق التوازن بين زعماء الحرب الذين أصبحوا أعضاء في البرلمان كجزء من استحقاقات الحرب الأهلية وبين الفئات المتعلمة التي تتمتع بثقة شعبية واسعة ولكنها كانت محجوبة عن مواقع صنع القرار بسبب احتكار زعماء الحرب لذلك.