محللون عراقيون: معركة الحسم في الفلوجة أصبحت مؤكدة بعد إعادة انتخاب بوش

TT

بغداد ـ اف ب: اعرب عدد من المحللين العراقيين امس عن اعتقادهم ان اعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش ستمنحه فرصة لسحق التمرد في الفلوجة حيث بات القيام بعملية واسعة النطاق امرا وشيكا لكنهم حذروا من ان الحل العسكري وحده لن يكون كافيا.

وقال الضابط السابق في الجيش محمد العسكري «اعتقد ان القوات الاميركية ستبدأ هجوما وشيكا وتدخل الفلوجة واللطيفية والرمادي والقائم دفعة واحدة في غضون الأيام المقبلة».

وتتعرض الفلوجة لغارات بشكل شبه يومي تستهدف ما يعتقد الجيش الاميركي انه مخابئ لجماعة الاصولي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي الموالية لتنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن. واضاف «تجمعت لدى العراقيين والاميركيين كميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية حول تواجد قرابة خمسة الاف مسلح والجميع يدرك ان الفلوجة ومنطقتها تشكل عائقا في وجه الشرطة والاميركيين».

واكد «انها ليست كغيرها فسامراء مدينة صغيرة معزولة والعملية العسكرية هناك كانت جرعة معنوية» في اشارة الى استعادة السيطرة على المدينة مطلع الشهر الماضي ومقتل 150 شخصا بينهم 130 مسلحا.

واوضح العسكري «هناك بوابتان للفلوجة اولهما منطقة جنوب غربي بغداد «حيث انتشر الفوج البريطاني «بلاك وتش» حول بلدات اللطيفية والمحمودية والاسكندرية في شمال محافظة بابل وثانيهما الرمادي والقائم وهيت في محافظة الانبار.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد عبد الجبار احمد ان القضاء على «الارهابيين ليس مشكلة العراقيين وانما الاميركيين لانها جاءت معهم» موضحا ان الحل العسكري «لا يصلح في الفلوجة او غيرها ولن يكون كافيا». وتابع ان «الحلول يجب ان تكون سياسية واقتصادية وديمقراطية بامكانها ان تستوعب جميع الاطراف» في العملية السياسية. وقال العسكري «ان الحل عبر البندقية فقط لن يكون مجديا» من دون ادخال جميع الاطراف في العلمية السياسية وخصوصا الانتخابات التي اعتبر انها ستحصل في موعدها في يناير (كانون الثاني) 2005 .

وفي هذا السياق، اعتبر ان «اعادة انتخاب بوش تشكل خدمة للعراقيين لانه سيكمل ما بدأه على صعيد مشروعه السياسي في العراق». واضاف «انهمكت ادارة بوش بمشروع خطير تضمن تغييرا للنظام وقيام عراق جديد وحر وهذا يتطلب جهودا اميركية مضنية ومكلفة خصوصا ان الورطة تزداد يوما بعد يوم بالنسبة للاميركيين». واعتبر ان «استراتيجية بوش تختلف الان عن ولايته الاولى فقد اصبح اكثر نضجا كما انه تعلم من اخطائه وتحرر من ضغوط الناخبين كما استفاد من تجربتي العراق وافغانستان لذا فانه سيكون واقعيا اكثر. بوش الجديد يختلف عن نسخته السابقة».

وراى العسكري ان بوش سيكون «اكثر احتراما للمجتمع الدولي والامم المتحدة». اما احمد فقال ان «اعادة انتخاب بوش تشكل مبعث ارتياح للحكومة العراقية التي ستواصل سياستها بالاتفاق مع الاميركيين من حيث القضاء على التمرد والمسلحين والمضي قدما في العملية الانتخابية».

وبالنسبة للعلاقات الاميركية مع الدول المجاورة، خصوصا سورية وايران، رأى العسكري ان العلاقات معهما «ستحكمها واقعية اكثر وليس مجرد التهديد واظهار القوة التي لن تنفع فهاتان الدولتان اثبتتا انهما لاعبان اساسيان فالضغوط والتهديدات ضدهما ستجابه بالمثل». واضاف ان «الدليل على ذلك هو عمليات التسلل عبر الحدود». وفي المقابل، رأى احمد ان «بوش سيواصل ضغوطه على سورية وايران» واعتبر انه «بمجرد الانتهاء من الانتخابات العراقية، سيركز ضغوطه عليهما وبشكل خاص ايران».

الا ان العسكري اعرب عن اعتقاده ان «بوش لن يتورط مرة اخرى مع احدى الدول كما فعل في العراق وافغانستان».

وبدوره، قال الاستاذ الجامعي وميض نظمي «لا نكترث كثيرا لمن يفوز في انتخابات لا تعني لنا شيئا فبوش و(جون) كيري كلاهما سواء وقد ادخلت الادارة الاميركية نفسها في مازق كبير وينبغي عليها مراجعة سياساتها للخروج من المازق بحل يحفظ ماء الوجه». وتابع «نرفض اعطاء حجم كبير للقوى الدولية ونعتمد على شعبنا وعلى الامة العربية».