علاوي يدعو في روما الدول «المتفرجة» للمساهمة في إرساء الديمقراطية في العراق

TT

عواصم ـ وكالات الأنباء: دعا رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي في العاصمة الايطالية أمس، ما سماها «الدول المتفرجة» إلى المساهمة في عملية ارساء الديمقراطية في العراق، وذلك عشية حضوره قمة الاتحاد الاوروبي وغداة لقائه البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان.

وقال علاوي خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيره الإيطالي سيلفيو برلوسكوني: «نحن مصممون على المضي قدما باتجاه الديمقراطية ودولة القانون. وأنا بهذه المناسبة أتوجه الى الدول التي اكتفت بدور المتفرج، طالبا منها المساعدة في بناء عراق أفضل».

وناقش علاوي مع نظيره الإيطالي أوضاع العراق ومساهمة ايطاليا في اعادة اعماره. من جانبه اكد برلوسكوني التزام ايطاليا بالنسبة للعراق، وقال: «إن ايطاليا موجودة في العراق، طالما رغبت الحكومة الشرعية العراقية بذلك».

من جهة أخرى طلب برلوسكوني من نظيره العراقي المساعدة في العثور على جثة الصحافي الايطالي انزو بالدوني، الذي خطف وأعدم في العراق في أغسطس (آب) الماضي من قبل مجموعة ارهابية. وتعتبر زيارة علاوي الاوروبية ومشاركته في قمة الاتحاد الاوروبي خطوة منه لحشد الدعم لبلاده، خصوصا أن بعض الدول الاوروبية أعلنت عن عزمها تقليص وجودها العسكري في العراق. حيث أعلنت المجر أنها ستسحب قواتها من العراق بحلول شهر مارس (آذار) 2005. كما تزمع بولندا خفض وجودها أيضا في العراق بعد الانتخابات العراقية المزمع عقدها في يناير (كانون الثاني).

ومن المقرر ان يهيمن الوضع الدولي وخصوصا مسألة العراق على أجندة قادة الاتحاد الاوروبي.

ومن اللافت تضارب المعلومات حول مشاركة الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قمة الاتحاد، حيث أفادت معلومات بأنه قد يتأخر عنها في لفتة جفاء لعلاوي، الذي انتقد موقف فرنسا من الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الاميركية في العراق. وقال أيضا في حديث صحافي إن موقف فرنسا المعارض للغزو الاميركي لن يحميها من الهجمات الارهابية، لكن مسؤولين في مكتب شيراك نفوا ان يحاول الرئيس الفرنسي تفادي لقاء في بروكسل. وفي وقت لاحق أمس اجتمع البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان مع علاوي، وأبلغه أنه يأمل أن تتمخض «المعاناة المأساوية في السنوات الاخيرة» عن عراق ديمقراطي متعدد الاعراق.

وقال البابا، الذي كان معارضا صريحا للغزو، الذي قادته الولايات المتحدة للعراق إنه يصلي من أجل ضحايا الارهاب والعنف الوحشي، وكذلك من أجل الذين «يعملون بسخاء» لإعادة بناء العراق.

وقال البابا في كلمة قرأها نيابة عنه أحد مساعديه «أود تشجيع الجهود التي يبذلها الشعب العراقي لإقامة مؤسسات، ستكون ممثلة حقا وملتزمة بالدفاع عن حقوق الجميع».

وأضاف أن عملية اعادة البناء يجب أن تظهر «احتراما كاملا للتنوع العرقي والديني، الذي كان دائما مصدرا لثراء بلدكم». واجتمع البابا، المريض البالغ من العمر 84 عاما، مع علاوي لمدة عشر دقائق تقريبا في مكتبته الخاصة في القصر البابوي بالفاتيكان.