القمة الأوروبية: نتائج الانتخابات الأميركية سوف تحدد طبيعة التحرك الأوروبي القادم بشأن العديد من الملفات الدولية والإقليمية

TT

بدأت أمس ببروكسل وعلى مدى يومين، أعمال القمة الاوروبية بحضور رؤساء دول وحكومات 25 دولة، اعضاء الاتحاد الاوروبي. وحسب أجندة الاجتماعات، فإن القمة سوف تبحث في ملفات هامة، ومنها سياسة الجوار الجديدة مع دول جنوب المتوسط، وعملية السلام في الشرق الأوسط، والعراق، وتطورات الملف النووي الايراني، والوضع في اقليم دارفور السوداني، بالاضافة الى ملفات اخرى، داخلية تهم المجموعة الاوروبية الموحدة في المقام الاول. ويأتي انعقاد القمة بعد ساعات قليلة من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، إذ استنادا إلى مصادر أوروبية ببروكسل، فإن القادة سوف يتناقشون حول تداعيات تلك النتائج على التحرك الأوروبي القادم بشأن العديد من الملفات الدولية والإقليمية، وخاصة بالعودة إلى ما مضى من اختلافات في الرأي مع الادارة الاميركية حول العديد من الملفات السياسية والاقتصادية.

وقد رحبت الأوساط السياسية والحكومية الاوروبية، بفوز الرئيس الاميركي جورج بوش بفترة ولاية ثانية. وتركزت تصريحات المسؤولين الأوروبيين أمس في بروكسل، حول وجود رغبة أوروبية لتطوير العلاقات مع واشنطن وتجاوز الخلافات، إلا أن مصادر اوروبية مقربة من الاجتماع، قالت في تصريحات خاصة لـ «الشرق الأوسط» أمس، انه من الصعب الحديث عن تطوير فوري للعلاقات بين أوروبا وواشنطن، في الوقت الذي يدرس فيه قادة اوروبا خطة أعدها رئيس الحكومة الهولندي السابق، فيم كوك، حول استراتيجية لشبونة، وتتضمن الخطة عدة إجراءات تهدف إلى تحقيق إصلاحات اقتصادية لمساعدة أوروبا على منافسة الاقتصاد الاميركي بصورة كبيرة للغاية مع حلول عام 2010 .

وسوف يبحث القادة في سبل تكثيف العمل الاوروبي المشترك بشأن توحيد السياسات الاوروبية حول العديد من المجالات، ومنها الخارجية والدفاعية والأمنية، كما يبحث القادة في خطة طويلة الأجل تهدف إلى التنسيق بين سياسات الهجرة واللجوء السياسي، بالإضافة إلى تطبيق القوانين المتعلقة بالحدود في أنحاء الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن ينضم إلى القمة اليوم، رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي، بعد أن ينهي محادثاته في صباح نفس اليوم مع المسؤولين في حلف شمال الأطلسي. ومن المتوقع ان يبحث قادة اوروبا اتخاذ عدة إجراءات لدعم الحكومة المؤقتة في العراق، ودراسة برنامج اوروبي لتدريب أفراد الشرطة العراقية، ومسؤولي الانتخابات، واحتمالية إبرام اتفاقية تجارية بين الاتحاد الاوروبي والعراق، إلا أن تحقيق كل هذه القضايا، وحسب مصادر مقربة من القمة، يتوقف على الأوضاع الأمنية، والتي ما تزال تمثل عائقا أمام تنفيذ العديد من السياسات والخطط الأوروبية في العراق.