«وقائع الليلة العجيبة» رواية جديدة لزعيم صرب البوسنة الهارب رادوفان كراجيتش

TT

علقت صور رادوفان كراجيتش على واجهات المحلات في بلغراد مجددا، ولكن هذه المرة ليس لطلب معلومات تقود لاعتقاله، كما فعلت القوات الدولية في البوسنة، وإنما للتعريف بروايته الجديدة «وقائع الليلة العجيبة». ولم يحضر رادوفان كراجيتش عملية التعريف بروايته الجديدة بالطبع، ولكن ناب عنه أخوه لوكا كراجيتش، الذي قال: «أخي في صحة جيدة ويتمتع بكامل قواه العقلية، وخير دليل على ذلك، هذه الرواية التي كانت بالنسبة لنا رسالة سررنا بنجاحنا في إيصالها، بعد أن انتظرناها طويلا». وقد طبعت ألف نسخة من الرواية، قال عنها ناشرها، إنها نفدت فورا. وفي الوقت الذي يطل فيه كراجيتش عبر الرسائل، والروايات، تعجز القوات الدولية عن معرفة مكان اختبائه، فمنذ سنوات وهي تبحث عنه في جبال البوسنة. وقد بدت صورته على غلاف الرواية تعلوها ضحكة صفراء، حيث لم يعهد عليه الضحك مثل دراكولا، وكأنها تسخر من طالبيه بما في ذلك الإدارة الأميركية، التي وضعت جائزة قيمتها 6 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود لاعتقاله.

وكان رادوفان كراجيتش وراء حمام الدم الذي شهدته البوسنة في تسعينات القرن الماضي. وقد وصفت روايته في بلغراد بأنها «آخر منجزات الأدب»، الذي أصبح مشاعا حتى لمصاصي الدماء مثل كراجيتش. و«وقائع الليلة العجيبة» سيرة ذاتية لرادوفان كراجيتش في 416 صفحة، وكراجيتش طبيب نفسي اعترته، كما يقول البعض، نوبة صرع قومية، فاسترخص دماء الآخرين، وحاول أن يبني على جماجمهم أسطورة صربيا الكبرى. وكان كراجيتش قد قدم من صربيا مع زوجته في ثمانينات القرن الماضي إلى سراييفو. ولم تمض بضعة أيام حتى تم سجنه لمدة 330 يوما بتهمة الابتزاز، وقد تم إخراجه من السجن بأوامر عليا، بل تمت تبرئته رغم أنف القضاء، والضحايا، والشهود. وكان ميروسلاف توكولي، ناشر رواية رادوفان كراجيتش، والذي نشر له أيضا مجموعة رسائل وقصائد وصصا للأطفال، قد عمل وزيرا للإعلام لدى كراجيتش. ويبدو أنه لا يزال يقوم بنفس المهمة اليوم، انما بصورة مغايرة طبعا، رغم زعمه أنه لا يعرف مكان اختبائه، وأنه تلقى النص عبر البريد الالكتروني عن طريق زملاء مشتركين.