الفلوجة تعيش ساعات رعب والإرهاق يغلب على سكانها من جراء القصف

ضابط عراقي يفر من الخدمة وبحوزته إيجاز عن المخطط الأميركي لاجتياح المدينة

TT

شنت القوات الأميركية سلسلة هجمات امس على مدينة الفلوجة بأعنف قصف جوي وبري خلال شهور. وقال سكان المدينة الذين غلبهم الارهاق بعد ليلة لم يذوقوا فيها طعم النوم، ان الضربات التي تعرضت لها مدينتهم قبل هجوم مزمع أسفرت عن تدمير مستشفى ومخزن طبي وعشرات المنازل، وذلك بينما اعلن عن فرار نقيب عراقي بعد ساعات من سماعه ايجازا عن المخطط الاميركي لاجتياح المدينة.

واكد الدكتور فاضل البدراني لـ«الشرق الاوسط» ان احياء الشهداء والعسكري والصناعي شهدت امس قصفا عنيفا من قبل المدافع والدبابات الاميركية شرق الفلوجة، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة وشرسة من قبل المناوئين. وقال البدراني انه شاهد احدى الاليات المدرعة التابعة للقوات الاميركية وهي تحترق على جانبي الطريق السريع جراء اصابتها بقذيفة (ار. بي. جي) من قبل عناصر مسلحة. واضاف ان المنفذ الشمالي الغربي للمدينة والواقع ما بين الفلوجة والصقلاوية شهد قصفا عنيفا منذ الساعات الاولى لفجر امس عن طريق الطائرات الحربية الاميركية مما اسفر عن تدمير الدور السكنية الخاصة بالمواطنين، مشيرا الى ان القصف المدفعي تسبب في تدمير اعداد كبيرة من الدور السكنية. وقال موظفو مستشفى ان سيارات الاسعاف لم تستطع الخروج الى الشوارع بينما كانت الانفجارات تدوي في أرجاء المدينة. وفي وقت لاحق قامت بجمع جثتين وسبعة جرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وذكرت محطة سي.ان.ان الاخبارية اول من امس أن قائدا عسكريا عراقيا فر من الخدمة مع القوات الأميركية بعد ساعات من حصوله على ايجاز كامل بخطط الجيش الأميركي لاجتياح الفلوجة. لكن تقريرا من وحدة لمشاة البحرية الأميركية نقل عن ضباط أميركيين قولهم ان فرار النقيب العراقي الذي لم يكشف عن هويته وهو قائد سرية كردي لن يغير من خطط استعادة المدينة.

واعلن متحدث عسكري اميركي ان المدفعية تدخلت صباح امس دعما لوحدات تعرضت لاطلاق نار في ضواحي المدينة.

واعلن بيان عسكري امس ان طائرات اميركية قصفت مرات عدة خلال الليل اهدافا في الفلوجة مما ادى الى «تدمير مخابئ اسلحة عديدة». وبحسب البيان فان الطيران شن سبع غارات جوية على هذه الاهداف منذ اول من امس.

وشدد الجيش الاميركي الطوق منذ 14 الشهر الماضي حول الفلوجة التي تتعرض للقصف المدفعي والجوي بشكل شبه يومي ونشر الاف الجنود مدعومين بوحدات من الحرس الوطني العراقي استعدادا لشن هجوم بات وشيكا على ما يبدو.

وقال شهود ان مسلحين اشتبكوا أيضا مع قوات أميركية بالقرب من أحد الطرق السريعة شمال الفلوجة وقصفت طائرات أميركية أهدافا على الحافة الشمالية للمدينة.

وفر معظم سكان الفلوجة البالغ عددهم 300 ألف نسمة بالفعل من المدينة. وبعد القصف المكثف الذي تعرضت له المدينة ليل الجمعة تدفق عدد كبير اخر الى خارج المدينة عبر المنفذ الوحيد الذي تركته القوات الأميركية مفتوحا وساروا في الاتجاه الشمالي الغربي.

وقال أبو محمد الذي اصطحب اسرته لتقيم مع أقارب على مسافة كيلومتر واحد من البلدة «تركت المدينة منذ يومين لكن قلبي ما زال في الفلوجة». واضاف «اننا نعيش في رعب. كيف يرون مشاعر الناس اذا كان القصف يبدأ كل مرة نجلس فيها لتناول طعام الافطار. هل يتوقعون منا ان نقول لهم مرحبا»؟