لاجئو الأردن قلقون على الثوابت الفلسطينية بعد رحيل عرفات

TT

يعيش سكان مخيم البقعة، اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، حيرة وقلقاً جرّاء الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فيما تسود حالة وجوم مختلف مخيمات اللاجئين في الأردن في ضوء وضع عرفات المتأرجح بين الحياة والموت. ويقول محمود ابو خليل احد سكان البقعة، ان المخاوف التي تسود الفلسطينيين مردها المصير الذي ستؤول اليه الأراضي الفلسطينية بعد رحيل عرفات في ضوء امكانية حدوث حرب اهلية بين الفصائل الفلسطينية وإمكانية قيام الفصائل التي ترفض عملية السلام بتقويض دعائم السلطة الفلسطينية. ويضيف ابو خليل الذي يعمل سائقاً «اننا نراهن على وعي شعبنا في الاراضي المحتلة لتفويت الفرصة على كل من تسوّل له نفسه تقويض عملية السلام، خاصة ان خلفاء عرفات قد لا يقدمون تنازلات كبيرة لإسرائيل».اما بائع الصحف في المخيم احمد جابر، فيقول «اننا نخشى اسقاط حق العودة وهو الامل الذي نعيش من أجله لا سيما ان هناك ناشطين في السلطة الفلسطينية يعملون في اطار التنازل على حق العودة للاجئين منذ زمن طويل، وقد يكون رحيل عرفات حافزاً لتشجيعهم على ذلك لا سيما ان انصار مبادرة جنيف يعملون على ترويجها منذ إبرامها قبل اكثر من عام». ولم تتمالك نهيل محمود، وهي ربة بيت وام لسبعة ابناء، نفسها لدى سماعها انباء تدهور الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني، فأجهشت بالبكاء قائلة ان «ابو عمار هو رمز النضال الفلسطيني ولا نعلم مصير الشعب الفلسطيني بعد رحيله». وعندما تناقلت الانباء خبر موته دماغياً اغمي على نهيل محمود واصيبت بالجلطة.

ويعتبر مخيم البقعة الواقع على بعد 20 كيلومتراً الى الشمال من العاصمة الاردنية، اكبر مخيمات اللاجئين في الاردن حيث يضم اكثر من 150 ألف لاجئ من مختلف مدن فلسطين. وفي مخيم الوحدات بضواحي العاصمة الاردنية الذي يعتبر اقدم المخيمات الفلسطينية حيث اقيم في بداية الخمسينات من القرن الماضي، طغت انباء صحة عرفات على ما عداها وأصبح هذا الموضوع الذي يطغى على كل مواضيع النقاش، ويكاد يكون الموضوع الوحيد الذي يتحدث به سكان المخيم. وقال جمال حمدان، وهو من الناشطين في المخيم، ان عرفات يمثل رمز النضال الفلسطيني وقد اقترنت القضية الفلسطينية بإسمه منذ الستينات من القرن الماضي كما اقرنت باسم الحاج امين الحسيني قبل نكبة فلسطين. واوضح عبد الهادي النشاش المدرس بمدارس وكالة الغوث في المخيم، ان قلق اللاجئين الفلسطينيين في الاردن نابع من المخاوف التي تساورهم ليس على مصير عرفات فحسب وانما على مصير الشعب الفلسطيني حيث تخشى جموع اللاجئين إحداث شرخ في صفوف الشعب الفلسطيني في الداخل بعد رحيل عرفات وقد يتعمق هذا الشرخ الى ما لا تحمد عقباه. ويضيف النشاش ان هناك خطراً كبيراً يهدد مستقبل اللاجئين، ويتمثل هذا الخطر بالتنازل عن حق العودة والرضوخ للمطالب الاميركية والاسرائيلية بهذا الخصوص وحل قضية اللاجئين من خلال التوطين او التعويض او كليهما، مؤكداً تمسك اللاجئين بحق العودة وضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية على هذا الصعيد وفي مقدمتها القرار رقم 194 الذي ينص على عودة اللاجئين بصورة فورية الى مدنهم وقراهم وتعويض من لا يرغب منها بالعودة.