وزير الداخلية السعودي قال لـ«الشرق الأوسط» إن تعامل الحكومة مع المخططين للإرهاب لا يكون بعواطف وإنما بعدل الشريعة

: الأمير نايف: منفذو الأعمال الإجرامية سعوديون وأجانب جمعهم التوجه الشرير والمقاصد الدنيئة التي باتت مكشوفة للجميع

TT

تحدث الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي لـ«الشرق الأوسط» في مكتبه بالعزيزية في مكة المكرمة عن طبيعة الأجواء الأمنية التي عاشتها السعودية خلال العامين الماضيين. وعند سؤاله عن طبيعة من يدعمون ويحرضون على الاعمال الاجرامية، وعن كيفية تعامل وزارة الداخلية معهم، قال الامير نايف: «ان الأفعال تدل على فاعلها والفاعلون لهذه الاعمال المشينة (هم من) بعض السعوديين المنحرفين ـ وللأسف ـ عن جادة الصواب وغير السعوديين من جنسيات مختلفة، جمعهم التوجه الشرير والمقاصد الدنيئة التي باتت مدركة ومكشوفة للجميع». وأضاف ان «هؤلاء إن لم يكونوا عملاء مأجورين لمن يقفون وراءهم ويعادون أوطانهم ودينهم بإرادتهم، فهم عملاء متطوعون لهؤلاء الاعداء بما تقود اليه افعالهم من اساءة الى الاسلام والمسلمين وتشويه صورتهما وجعلها في الموقع غير الملائم وتعريض مصالحهما لأفدح المخاطر».

وقال الأمير نايف عن تعامل وزارة الداخلية مع المخططين لهذه الأعمال الارهابية والمحرضين عليها، انه يأتي في اطار ما تمليه تعاليم الدين الحنيف ويقره الشرع، مضيفا ان وزارته لا تتعامل مع المجرم او الجريمة بعواطف ولا اجتهادات ذاتية، بل ان الكل يخضع لسلطان الدين واحكام الشريعة بكل عدل وانصاف. وشدد الامير نايف قائلا ان كل ما يأمله هو ان يتذكر المخطط والمحرض والداعم انه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، وان الخصم لهم ليس فقط من لحقه الضرر من أفعالهم المشينة ولكن خصمهم الاول هو الله الذي حرم عليهم فعل المنكر وازهاق الارواح وتدمير الممتلكات بغير حق.

وقال الامير نايف مذكرا بان الله غيور على محارمه، فهو الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما على خلقه. واضاف: «لكن لأن الاحتياط واجب، وللدولة مهام لا بد ان تقوم بها، فالداخلية تقوم بعملها على اكمل وجه من حيث المتابعة والملاحقة الأمنية دون اخلال بحرمة وخصوصية المواطن السعودي».

ويقول الأمير نايف: «تستطيع ان ترى بعينك في الطرقات كيف ان الحياة تسير بشكل طبيعي والإجراءات الأمنية لا تعطل (حياة) الناس».

ولدى سؤاله ما اذا كان دور وزارة الداخلية في محاربة هذه الفئات ينحصر في الملاحقة الأمنية والقاء القبض، يقول الامير نايف: «في البدء اود الايضاح بأن الرسالة الأمنية وان كانت الواجب التقليدي للداخلية وأجهزتها المختلفة، الا ان هذا ليس الدور الوحيد المناط بالوزارة». واضاف ان وزارة الداخلية تقوم بادوار عدة في حياة افراد المجتمع السعودي والوافدين الى السعودية، وهي ادوار مهمة منها الدور الحضاري والتنموي والدور الانساني والقيمي. ويمضي الأمير نايف قائلاً: «لك ان تتصور كيف يمكن للتنمية في اي بلد من البلدان ان تنال نصيبا من النجاح في بلوغ اهدافها وتنفيذ برامجها وخططها على النحو المأمول في مناخ أمني غير مستقر؟ وكيف يمكن للانسان الخائف ان يفكر تفكيرا سليما سواء كان في بيته او في مؤسسته او في مجال تعليمه؟». وأكد الأمير نايف ان ما تحقق للسعودية من انجازات ومكاسب للفرد والأمة يصعب ان يستمر بقاؤه او انماؤه الا بتوفر مناخ يسوده الأمن والسلامة، «ومن هنا يتضح ان وزارة الداخلية في واقعها التنفيذي تعنى بجوانب وادوار عديدة في خدمة المجتمع تتجاوز الرسالة الأمنية التقليدية». واشار الى ان العمل الأمني في طوره الإجرائي مسبوق بجهد وقائي يستدعي الأخذ بكل ما توصل اليه العلم والابداع الإنساني لتسخير ذلك في خدمة استقرار وتطور ونماء المجتمع ومؤسساته وهيئاته، من خلال تهيئة المناخ الأمني الاساس لنجاح كل عمل واستمراره. الا ان الامير نايف يقول ان شهادة ورؤية من يعمل في مجال تنفيذ هذه الرسالة في ظل توجيهات ولاة الأمر مطعون فيها، ولكن الاجابة تكون اكثر حيادية وانصافا حينما يكون الواقع الأمني الذي تعيشه البلاد ويعايشه المواطنون والمقيمون والوافدون اليها هو معيار نجاح رسالتنا الأمنية وشاهدها المنصف.

ويؤكد الامير نايف ان وضع السعودية «مميز من ناحية الامن والاستقرار اذا ما قارّنا وضعنا بأوضاع غيرنا في عالم تسوده الجريمة والاضطراب»، اذ «بالاضداد تعرف الاشياء». وختم حديثه بالقول: «ما علينا هو ان نحمد الله على نعمة الأمن الكبرى وهي اول ما دعا بها ابو الانبياء ابراهيم ربه (واذا قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا)».