مسيحيون أميركيون يشاركون المسلمين إفطارا رمضانيا بمركز إسلامي وكنيسة في كاليفورنيا

TT

شاركت مجموعة من الأميركيين المسيحيين، من بينهم ران لافريش محافظ مدينة ريفر سايد بولاية كاليفورنيا، المسلمين في المركز الاسلامي بالمدينة إفطار يوم أول من أمس، بينما تناولت مجموعة من المسلمين الافطار في إحدى كنائس مدينة ريدلاند في نفس الولاية. وبعد صلاة المغرب في المركز، ألقى الدكتور مصطفى كوكو مدير المركز كلمة أشار فيها إلى سماحة الإسلام ودعوته إلى السلام والتآلف والتآخي، وشرح أهمية شهر رمضان في حياة المسلم ومعنى الصوم وحكمته. وتمنى كوكو أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التقارب بين المسلمين والمسؤولين في المدينة من أجل حل المشكلات التي تعترض المسلمين. إلى ذلك، أكد محافظ المدينة لـ«الشرق الأوسط» حرصه على مشاركة المسلمين مناسباتهم الدينية والاجتماعية في كل وقت. وحول الإجراءات الفيدرالية التي تستهدف المسلمين في الولايات المتحدة، قال المحافظ إنه لا يؤيد غالبيتها، كما أنه ليس مؤيدا لبعض الاجراءات التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش، وليس من المؤيدين له بل انه قام بالتصويت للسيناتور جون كيري في انتخابات الرئاسة التي جرت في الثاني من الشهر الحالي وفاز بها بوش.

ومن جهته، قال الدكتور مصطفى كوكو، المهاجر السوداني الذي سبق له التدريس في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية في الأحساء والقصيم بالسعودية، إنه لا يرى مانعا لدخول غير المسلمين إلى المسجد، نظرا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستقبل الوفود من غير المسلمين في مسجده، وبخاصة إذا كان الغرض من دخولهم هو مصلحة المسلمين ودعوتهم للاسلام.

وفي مدينة ريد لاند، حيث أفطر عدد من المسلمين في الكنيسة، قال الدكتور الدكتور محمد حسين مدير مسجد المدينة إن الغرض من الافطار في الكنيسة هو «التعريف بالاسلام والتأكيد على سماحته والدعوة اليه بين المسيحيين في كنائسهم، وايضاح أهمية الصيام في الاسلام وكيفيته وحكمته وأحكامه». وأشار إلى أنه ألقى خطابا بعد الإفطار أوضح فيه «سماحة الاسلام والتأكيد على أنه الدين الذي لن يقبل الله غيره، حيث سيكون من يبتغي غيره يوم القيامة من الخاسرين كما ورد في القرآن الكريم».

وأضاف ان أعدادا كبيرة من المسيحيين الأميركيين والمكسيكيين دخلت الاسلام خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة النشاط الدعوي الكبير الذي يقوم به المركز الاسلامي في مدينة ريد لاند وبقية المساجد والمراكز في المدينة نفسها أو ما جاورها، وأن تجربة الإفطار في الكنيسة حققت نجاحا دعويا كبيرا في العام الماضي.

وقال «إن الفكرة واجهت رفضا من عدد من المسلمين الذين يرون عدم جواز الافطار في الكنيسة، لكن عددا منهم تراجع عن معارضتها بعد أن لمسوا نجاحها ونتائجها». وأضاف أنه يتمنى أن تتكرر هذا العام ويتم انضمام عدد من المسلمين الجدد في المدينة، برغم أن المركز يواجه صعوبات مالية وهو يستعد حاليا الى اجراء توسعة شاملة له وللمدرسة التابعة له، وذلك بسبب انحسار الدعم المالي للمراكز الاسلامية في الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001».