هولندا تريد شن حملة على الأصوليين بعد مقتل المخرج السينمائي وعدد الموقوفين يرتفع إلى 6 مغاربة

TT

تعتزم الحكومة الهولندية شن حملة على الأصوليين المتشددين بعد مقتل المخرج السينمائي الهولندي تيو فان غوخ على يد شخص يحمل الجنسيتين المغربية والهولندية الأسبوع الماضي في أمستردام، إلا إن سياسيين ومفكرين قالوا انه يتعين على الحكومة ايضاً الحفاظ على انفتاح المجتمع الهولندي.

وأظهر استطلاع للرأي أن غالبية الهولنديين يريدون تطبيق إجراءات إضافية لمكافحة التطرف اثر مقتل المخرج غوخ على يد مغربي يدعى محمد. ب، اعتقل ووجهت له تهم بالقتل والانتماء لجماعة «ذات نيات إرهابية». وأثناء اعتقال القاتل المفترض، عثرت الشرطة بحوزته على رسالة تهدد أيضا بقتل البرلمانية الهولندية الصومالية الاصل هيرسي علي. وعثرت الشرطة أيضا على رسالة من خمس صفحات تم تثبيتها بسكين في جثة فان غوخ. وقال خبراء إن أسلوب المنشور والرسالة ومحتواهما قريبان من أسلوب «جماعة التكفير والهجرة» الراديكالية.

وتحدث جيريت زالم، نائب رئيس الوزراء الهولندي، في إعلانه إجراء مراجعة للأمن بعد اجتماع للحكومة يوم الجمعة عن «حرب» بعد قتل المخرج غوخ وتوجيه تهديدات بالقتل لهيرسي علي وجيرت فيلدرز المختبئين حالياً. وقال زالم: «سنعلن الحرب ونصعد القتال ونتأكد من أن الحركات الراديكالية الإسلامية ستختفي من هولندا. هذا ليس تطرفا نظريا وإنما تطرف عملي وهو شيء جديد بالنسبة لهولندا».

وقالت الشرطة الهولندية أمس إنها اعتقلت مغربيا آخر يشتبه في علاقته بحادث القتل، مضيفة أن الموقوف الجديد مغربي يبلغ من العمر 23 سنة، وصادرت الشرطة من منزله جهاز كومبيوتر وأشرطة فيديو وأخرى مدمجة. وبذلك، يرتفع عدد المغاربة المحتجزين على ذمة التحقيق في حادثة القتل الى ستة أشخاص. وكان غوخ قد أثار غضب الكثير من المسلمين بإعداده فيلما قصيرا عنوانه «الخضوع» ويدور حول العنف ضد النساء في المجتمع المسلم. وكتبت الفيلم هيرسي علي، اللاجئة الصومالية التي أصبحت عضواً في حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية الليبرالي.

واظهر استطلاع للرأي شمل 400 شخص أن نحو 81 في المائة أيدوا اتخاذ إجراءات إضافية ضد التطرف الأصولي. وقال نحو 79 في المائة إنهم يشعرون بأن قتل فان غوخ اظهر بان المجتمع الهولندي تغير الى الأبد. وقال لوديفيك اشير زعيم حزب العمال في مدينة أمستردام في مقال صحافي إن هناك فرقاً شاسعاً بين «هم» و«نحن» بشكل جديد «فنحن المسيحيون واليهود والمسلمون والملحدون. وهم الفوضويون الذين يريدون تدمير عالمنا».

وشهدت مدينة امسترادم مساء أول من أمس مسيرة صامتة شارك فيها أعداد كبيرة من المغاربة وآخرون من جنسيات إسلامية، للتعبير عن إدانتهم لقتل غوخ. وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تحمل عبارات «الإسلام هو السلام» و«لا للرصاص، نعم للحوار» و«لا للقتل باسم الإسلام والمسلمين».

وفي تطور آخر، ألغت إدارة متحف أمستردام عرض فيلم «الخضوع» الذي كان مقرراً مساء أول من أمس، مشيرة الى أنها لا تستطيع ضمان حماية رواد الفيلم. كما أعلنت محطات تلفزيون «ار. تي. في» المحلية في شمال هولندا ومقاطعة اوترخت حيث يوجد عدد كبير من المغاربة تراجعها عن فكرة عرض الفيلم. ورفض المسؤولون في المحطات التلفزيونية التعليق على القرار بعد أن أعلن احدهم في وقت سابق انه ينتظر موافقة البرلمانية هيرسي علي التي شاركت في إعداد الفيلم ومنتج الفيلم لعرضه.