لندن تشيد مسجدا للأصوليين بسجن بلمارش بتكلفة مليون ونصف المليون جنيه استرليني

تساؤلات عمن سيؤم المصلين: أبو حمزة المصري أم أبو قتادة الفلسطيني

TT

كشفت مصلحة السجون البريطانية عن خطة لإنشاء مسجد داخل سجن بلمارش شديد الحراسة الواقع جنوب غربي لندن، والذي يؤوي عددا من قادة الحركة الاصولية. وقالت مصادر الداخلية البريطانية ان ادارة مصلحة السجون قررت اقامة مسجد صغير داخل حرم السجن بمئذنة وقبة، لاتاحة الفرصة للسجناء المسلمين لاداء شعائرهم الدينية. وسيشيد المسجد داخل السجن في منطقة قريبة من عنابر «الفئة الاولى» ذات الحراسة المشددة، وعنابر لتعليم السجناء حرفا مهنية جديدة. وتبلغ مساحة المسجد المزمع تشييده العام المقبل 150 قدما طولا، ومثلها عرضا، وتبلغ تكلفته اكثر من مليون ونصف المليون جنيه استرليني. وتقدمت ادارة مصلحة السجون الى بلدية غرينيتش التي يتبعها سجن بلمارش للحصول على اذن بالبناء الشهر الماضي. ويصلي الاصوليون حاليا في سجن بلمارش داخل كنيسة بعد تغطية الصلبان بملايات وستائر يحضرونها خصيصا معهم من عنابرهم. الى ذلك، قال قيادي اصولي مصري قضي ثمانية شهور ضمن الفئة الاولى في بلمارش ان سجناء الفئة الاولى لا يتمتعون بحق أداء صلاة الجمعة، الا بعد كتابة طلب خاص موجه الى ادارة السجن، مشيرا الى ان الصلاة كانت تتم في احد الغرف في العنبر شديد الحراسة، الذي يضم الخطرين من الاصوليين وعناصر الجيش الجمهوري الايرلندي. وانتقد الأصولي المصري، الذي أفرج عنه من بلمارش بعد تبرئة ساحته من قضايا مكافحة الارهاب امام محكمة الجنايات المركزية العام الماضي في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»، تجاهل الجمعيات الاسلامية في بريطانيا لحقوق السجناء المسلمين، مشيرا الى انه حاول ارسال تمور في بداية شهر رمضان الى الاصوليين في سجن بلمارش، ولم يتمكن من فعل ذلك سوى عبر منظمة دينية مسيحية.

وتساءلت مصادر محسوبة على التيار الاصولي في بريطانيا عمن سيكون له شرف امامة السجناء المسلمين بعد تشييد المسجد في بلمارش: ابو حمزة المصري، المطلوب اميركيا ام الفلسطيني ابو قتادة الذي يوصف بأنه «الزعيم الروحي» لتنظيم «القاعدة» في اوروبا، وكلاهما محتجز ضمن «الفئة الاولى» المشددة عليها الحراسة؟ ويحتجز في السجن البريطاني عدد من قيادات الحركة الاصولية في اوروبا، من بينهم ابو حمزة المصري المقرر مثوله امام محكمة الجنايات المركزية )الأولد بيلي) يوم 21 ديسمبر)كانون الأول(المقبل. ووجهت السلطات البريطانية الى ابو حمزة الاصولي المصري 16 تهمة ارهابية. والمصري مطلوب أيضا لدى السلطات الأميركية التي وجهت له 11 تهمة. ويحتجز ضمن سجناء الفئة الاولى ايضا الاصولي الفلسطيني عمر محمود ابو عمر، الذي يعرف باسم ابو قتادة الذي يحتجز الى جانب عدد من الاصوليين بموجب قانون الطوارئ، الذي سن بعد هجمات11 سبتمبر )ايلول(على الولايات المتحدة ويمنح الحكومة سلطة اعتقال المشتبه فيهم دون اطلاعهم على الادلة التي قادت الى اعتقالهم.

ويصف ناشطون حقوقيون بلمارش بسجن «غوانتانامو البريطاني»، على اعتبار أن نزلاءه محبوسون لفترة غير محددة، وبدون محاكمة.