إجراءات أمنية غير مسبوقة يوم تنصيب الرئيس خوفا من الإرهابيين و«الديمقراطيين»

TT

قال مسؤولون أميركيون، ان اجراءات امنية غير مسبوقة ستتخذ يوم تنصيب الرئيس الاميركي جورج بوش لولايته الثانية في 20 يناير (كانون الثانى) المقبل. واوضح هؤلاء ان الآلاف من قوات الامن الاميركية ستنتشر خلال هذا اليوم في كل ارجاء الولايات المتحدة.

وبالرغم من ان اجراءات الامن خلال يوم تنصيب الرئيس الاميركي تكون عادة مشددة جدا، فستصل هذه المرة الى مستويات غير مسبوقة، كونها المرة الاولى التي يتم تنصيب رئيس فيها منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وقال مسؤولون اميركيون، ان المخاوف الاساسية تتركز حول احتمالات قيام جماعات ارهابية بشن هجمات على الاراضي الاميركية خلال ذلك اليوم، او قيام الديمقراطيين الغاضبين من اعادة انتخاب بوش لولاية ثانية بمحاولة افساد يوم تنصيبه، باللجوء الى اعمال شغب وعنف. ويتوقع المسؤولون الاميركيون ان يتدفق مئات الالاف من الاميركيين والعشرات من قادة العالم على واشنطن خلال يوم التنصيب وادلاء الرئيس باليمين الدستولاية. وتحسبا لأي هجمات، قرر مسؤولو الامن الاميركيين نشر الالاف من عناصر مكتب المباحث الفيدرالية (اف بي آي) والشرطة والمئات من القناصين والات الكشف عن الاسلحة الكيماوية والبيولوجية وعشرات الكلاب المدربة على شم المتفجرات.

كما سيتم تعزيز الدفاعات الجوية للمدينة والمناطق المحيطة بها من اجل منع اي هجمات محتملة بطائرات مختطفة. واوضح المسوؤلون انه سيتم اضافة نحو 2000 من رجال المرور لتنظيم حركة المرور خلال ذلك اليوم، كما سيتم اقامة المئات من نقاط التفتيش الاضافية. وقال تيرانس جاينير، رئيس الشرطة في العاصمة واشنطن، ان اجراءات الامن خلال هذا التنصيب تتجاوز بكثير اجراءات الامن خلال حفل التنصيب قبل اربعة اعوام. وأضاف: «كل شيء تغير منذ 11 سبتمبر (ايلول)، ولهذا هناك سياق مختلف لخطط حفلة التنصيب». واعترف المسؤولون الاميركيون بأن اجراءات الامن غير العادية التى يتم التخطيط لها حاليا لا تعتمد على اي معلومات محددة حول مخططات لتنظيم «القاعدة» او اي تنظيم اخر لشن هجمات على الولايات المتحدة خلال يوم التنصيب. غير ان جيم رايس، احد عناصر مكتب المباحث الفيدرالية ـ اف بي اي ـ قال ان يوم التنصيب «هدف مهم ورمزي ووواضح جدا للعيان، للدرجة التي لا يمكن معها المخاطرة بأي تراخ بالرغم من غياب اي معلومات واضحة ومحددة عن أعمال ارهابية مزمعة». وكانت الشرطة الاميركية قد نشرت خلال حفل تنصيب بوش عام 2000 نحو 1200 شرطي فقط. وكانت المخاوف الامنية تتركز اساسا على رد فعل الناخبين الديمقراطيين الغاضبين الذين تم منعهم من التصويت في فلوريدا.

وخلال حفلة التنصيب نفسها كان اكبر انتهاك لاجراءات الامن هو قيام العشرات من المتظاهرين برمي البيض على سيارة الرئيس الاميركي خلال عبورها شوارع واشنطن. واجمالا اعتقل عدد محدود من الاشخاص بسبب اعمال الشغب هذه.

وبخلاف ذلك لم تكن لاجهزة الامن مخاوف جدية بشأن اي هجمات اخرى. وقالت مصادر من الشرطة ان الاجراءات الامنية تأخذ في اعتبارها كذلك رد فعل الديمقراطيين الغاضبين من اعادة انتخاب بوش، موضحة انهم وضعوا خططا لمواجهة كل السيناريوهات.