سرية مؤلفة من 150 جنديا فرنسيا تصل إلى ساحل العاج لبسط الأمن في المنطقة المضطربة وسط تحذيرات من حرب أهلية

TT

أبيدجان ـ وكالات الأنباء: أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان سرية من 150 جنديا فرنسيا وصلت أمس الى مطار أبيدجان آتية من الغابون وسوف يتم ارسال سرية ثانية مؤلفة من 150 جنديا اخرين بهدف ضمان الامن في المنطقة.

وقامت الحكومة الفرنسية بهذه الخطوة التي تبشر بدق ناقوس الحرب في ساحل العاج بعد ان احتدمت الاشتباكات بين الجنود الفرنسيين والمتمردين في المنطقة، وادت الى مقتل ثلاثين مواطنا من سكان ساحل العاج واصابة نحو مائة اخرين بعد ان تعرض معسكر فرنسي في مدينة بواكيه التي يسيطر عليها المتمردون وسط البلاد للقصف المركز ادى الى سقوط 9 جنود فرنسيين من قوات حفظ السلام. وعلى اثر هذا الحادث، طالبت الامم المتحدة وفرنسا أمس، لوران غباغبو رئيس ساحل العاج الذي كان قد انتخب منذ اربع سنوات وتعرض لضغوطات فرنسية من اجل تقديم استقالته، بوقف القتال في بلاده، ووضع حد للاعمال التخريبية من قبل المتمردين.

وناشد وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه الرئيس غباغبو خلال اتصال هاتفي معه على إيجاد حل سياسي للتوتر الراهن مؤكدا ان العنف لا يؤدي الى شيء.

وهددت فرنسا ايضا بالضغط على مجلس الامن الدولي لحظر السلاح وفرض عقوبات اخرى على المنطقة. وقال مامادو كوليبالي رئيس الجمعية الوطنية: إننا نتجه صوب حرب اهلية وانتفاضة لم نر مثيلا لها في افريقيا على الاطلاق من قبل. ولا يمكنني ان افهم كيف سينتصر الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وانهت قوات جباجبو في الاسبوع الماضي هدنة استمرت 18 شهرا مع المتمردين الذين يسيطرون على النصف الشمالي من البلاد بشن هجمات جوية على مدى ثلاثة ايام وارسال جنود الى منطقة عازلة محايدة.

واعطى مجلس الامن الدولي خلال اجتماع طارئ، القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام الاخرى والمؤلفة من عشرة الاف جندي الضوء الاخضر لاستخدام كل الوسائل اللازمة لوقف القتال وإنهاء هذه الازمة التي تعصف بالقارة السوداء.

واتصل كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة هاتفيا بجباجبو مرتين لحثه على وقف اعمال العنف التي تهدد ايضا الاستقرار في غرب افريقيا حيث شهدت عدة دول اخرى صراعات في السنوات العشر الماضية. وحذرت فرنسا غباغبو الاسبوع الماضي من استئناف العمليات القتالية واستنكرت شديد الاستنكار مقتل تسعة من جنودها خلال غارة جوية على بلدة بواكيه الواقعة تحت قبضة المتمردين،ادت ايضا الى اصابة 23 جنديا اخرين..

وبناء على اوامر من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، تم تفجير طائرتين مقاتلين من طراز سوخوي 25، وثلاث مروحيات تابعة لسلاح الجو في ساحل العاج في العاصمة ياماسوكرو.

وزاد تورط فرنسا في الصراع في ساحل العاج منذ استيلاء المتمردين على شمال البلاد بعد انقلاب فاشل للاطاحة بغباغبو في سبتمبر ايلول 2002 ادى بالتالي الى مقتل الاف الاشخاص في اشتباكات عنيفة انتهت باعلان هدنة لوقف اطلاق النار في مايو(ايار) عام 2003 .

وتزايدت المشاعر المعادية لفرنسا في المنطقة الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة، وتدفق الاف من انصار غباغبو الذين كانوا يمسكون بهراوات الى شوارع ابيدجان وياماسوكرو وساروا في اتجاه قاعدة عسكرية فرنسية وباتجاه المطار الدولي الذي استولى عليه الجنود الفرنسيون بعد الاشتباكات مع جنود ساحل العاج، وقام المتظاهرون ايضا بضرب بعض المصالح الفرنسية في العاصمة الاقتصادية العاجية ما ادى الى تدمير عدد من المؤسسات التعليمية. وقال شهود عيان إن مروحية عسكرية فرنسية اطلقت طلقات تحذيرية نحو متظاهرين ورد جنود ساحل العاج باطلاق عيارات نارية بهدف اسقاط المروحية الفرنسية.

يشار الى ان فرنسا ارسلت 4 الاف من جنودها في اطار قوة «ليكورن» في سبتمبر (ايلول) 2002، بالاضافة الى 600 جندي من القاعدة العسكرية الفرنسية من فوج مشاة البحرية الثالث والاربعين، في حين يبلغ عديد قوات الأمم المتحدة أكثر من ستة آلاف عنصر.