وثائق أميركية: حكومة بوش تخطط لغزو الفضاءعسكريا «لرصد صواريخ الأعداء» متجاهلة الاتفاقيات الدولية

TT

رجح خبراء في مجال الدفاع ان تتجاهل الحكومة الاميركية معاهدة دولية تمنعها من استخدام اسلحة في الفضاء، وتمضي قدما في هدفها العسكري المقبل المتمثل في تسليح الفضاء. ومن ناحية أخرى تكشف تقارير ان سلاح الجو الاميركي، تبنى، وللمرة الاولى، يريد بها تحقيق «التفوق الفضائي» للولايات المتحدة.

وهذا الاسبوع، سيحضر خبراء في مجال الدفاع مؤتمراً في لندن وسط التحذيرات الاخيرة التي تشير الى ان اعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش ستمهد له الطريق امام تسليح الفضاء.

وتكشف وثائق داخلية تابعة لسلاح الجو الاميركي، ان السيطرة على «الحدود الاخيرة» تعد مهمة للحرب العصرية. وتكشف وثيقة عنوانها «العمليات المضادة في الفضاء» ان تدمير الاقمار الصناعية التابعة للعدو يعزز فرصة النصر. وتقول الوثيقة: «التفوق الفضائي يمنحنا الحرية لشن الهجوم وايضاً الحرية من (تجنب) الهجوم. التفوق في الجو والفضاء يمثل الخطوات الاولى المهمة لاي عملية عسكرية».

وقالت ثيريزا هيتشنز، نائبة رئيس «مركز معلومات الدفاع»، وهو معهد ابحاث مقره واشنطن: «هذه الوثائق تظهر انهم يأخذون بجدية موضوع السيطرة على الفضاء».

يشار الى ان الاجتماع الذي سيعقد هذا الاسبوع وينظمه «المجلس البريطاني ـ الاميركي لأمن المعلومات» (باسيك)، سيبحث ايضاً ما اذا كانت بريطانيا ستستطيع الحد من مساعي الحكومة الاميركية في مجال السيطرة الاستراتيجية على الفضاء.

وستتضمن ميزانية «الوكالة الاميركية للدفاع الصاروخي»، للعام المقبل، تمويل بحث حول تطوير «أجهزة الرصد العاملة من الفضاء». ورغم ان هذا التمويل الذي خصص لتطوير اجزاء خاصة بصواريخ باليستية خفيفة لا يتعدى 7.5 مليون جنيه استرليني (نحو 13 مليون دولار)، فان تفاصيل جديدة كشفت ان البرنامج اكثر طموحاً لتحديد اسلحة في الفضاء.

وتشير هيتشنز، الى انه تم الانتهاء من خطط «البرج الرفيع لثلاث او ست مركبات فضاء» في المدار، التي ستستهدف صواريخ اعداء، اثناء انطلاقها او وصولها الى اهدافها. وتضيف هيتشنز ان الوثيقة تشير الى ان «معاهدة الفضاء الخارجي»، الموقعة عام 1967، والتي تمنع استخدام اسحلة في الفضاء، سيجري تجاهلها.

كذلك، عبر خبراء دفاع بريطانيون عن قلقهم ازاء موافقة بريطانيا المبدئية على السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة في شمال غربي انجلترا في برنامجها الدفاعي الصاروخي. وقالت هيتشنز: «اذا حاولت الحكومة البريطانية القول بانها تشارك في الدرع الصاروخي وليس التسلح الفضائي، فان المسؤولين سيكونون اما مخدوعين او خادعين».

وقد ازدادت العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة في مجال الدفاع الصاروخي الاسبوع الماضي، اذ اعترف وزير الدفاع البريطاني جيف هون، في بيان برلماني وجهه الى نائب عمالي، بان وزارته أرسلت خبيرين للعمل مع «الوكالة الاميركية للدفاع الصاروخي». وسيجري ارسال خبيرين آخرين العام المقبل.

وفي نقاش منفصل الاسبوع الماضي، اعترف لورد باش، وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية بان الحكومة الاميركية تشجع نظيرتها البريطانية على المشاركة اكثر في البرنامج الصاورخي الاميركي.