مسؤول عسكري سوري: نواصل ترميم الساتر الترابي ولا دوريات مشتركة على الحدود مع العراق

TT

لا تزال نقطتا الحدود السورية ـ العراقية في منطقتي «التنف ـ الوليد» و«البوكمال ـ القائم» مغلقتين تماماً منذ خمسة أيام بقرار أميركي أمام حركة العبور من الجانبين العراقي والسوري لدواع أمنية حسب النشرة التي وزعتها القوات الأميركية باللغتين العربية والانجليزية، فيما تواصل السلطات السورية عمليات ترميم الساتر الترابي على طول الحدود السورية ـ العراقية وتستعد لمد أسلاك شائكة هرمية على الساتر الترابي في المناطق المأهولة على الحدود. وقال رئيس فرع الهجرة والجوازات في منطقة البوكمال الحدودية المقدم علي أحمد الشمري لـ«الشرق الأوسط» لدى زيارته في مكتبه هناك اول من أمس إن نقطتي التنف والبوكمال مغلقتان منذ الخميس الماضي وقد أُرسِلَتْ إلى مكتبي من الجانب العراقي عدة نسخ من نشرة كُتِبَ عليها باللغتين العربية والانجليزية : «الحد مغلق، انتبهوا أيها المواطنون، من أجل سلامتكم وسلامة عائلاتكم قد أغلق هذا الحد، نرجو أن تعودوا إلى بيوتكم وعائلاتكم في سلام، سنقوم بفتح الحدود عندما يسمح الوضع الأمني.... الحد مغلق».

وأضاف الشمري «لا يمكن أن يعبر من هذه النقطة في العادة، إلا من لديه وثائق وأوراق نظامية تثبت هويته وأسباب عبوره، ولم يحدث حتى الآن أن عثرنا مع أحد على جوازات سفر مزورة، وإن حدث أن حاول أحد العبور بشكل مشبوه من كلا الجانبين فإننا نقوم فوراً بتسليمه إلى السلطات السورية المختصة إن كان سورياً، أو إلى السلطات العراقية المختصة إن كان عراقياً».

وعلى مرأىً من الجنود الأميركيين الذين يرابطون على مسافة لا تتجاوز الـ50 متراً من مكتب المقدم الشمري، والذين كان بعضهم يراقبنا بالمنظار وإلى جانبهم سارية تحمل العلم الأميركي، سألت «الشرق الأوسط» قائد حرس الحدود السوري في قطاع البوكمال، عن الإجراءات التي يتخذها الجانب السوري لضبط الحدود، فقال: «إننا نقوم الآن بترميم الساتر الترابي الموجود منذ وقت سابق على طول الحدود السياسية بين سورية والعراق وإيصاله إلى ارتفاع يتراوح بين ثلاثة ستة أمتار لمنع تسلل أية آليات من الجانبين وليس فقط من الجانب السوري منعاً باتاً».

وأشار الضابط السوري إلى أنه يتم وعلى مدى أربع وعشرين ساعة، تسيير دوريات آلية وراجلة في موازاة الساتر الترابي، من قبل حرس الحدود السوريين وبشكل مستمر ليلاً ونهاراً، فضلاً عن وجود مخافر مراقبة منتشرة في محاذاة الساتر الترابي، بمعدل مخفر واحد كل 1 إلى 1.5 كم، نافياً تشكيل دوريات مشتركة سورية ـ عراقية لمراقبة الحدود ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن «مروحيات من الجانب العراقي تقوم بالمراقبة بين الحين والآخر، من جانبنا دوريات سورية ومن الجانب الآخر دوريات عراقية».

واستوضحت «الشرق الأوسط» الضابط المسؤول عن حرس الحدود في قطاع البوكمال حول وجود حاجز من الأسلاك الشائكة فقال: «حتى الآن لا توجد أسلاك شائكة إنما هناك دراسة لوضع مثل هذه الأسلاك وبشكل هرمي على الساتر الترابي وفي المناطق المأهولة بالسكان فقط وسيتم مدُّ هذه الأسلاك في وقت لاحق، بغية الحيلولة تماماً من دون أي تسلل، ليس فقط من سورية إلى العراق بل أيضاً وهو الأهم، منع أي تسلل من العراق إلى سورية حرصاً على أمن البلاد، كما أننا نعمل على إقامة سواتر «بيتونية» في المناطق المنخفضة من الساتر الترابي والتي تتعرض في فصل الشتاء إلى سيول ناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تهطل عادة في تلك المناطق، ومن المؤكد أن إجراءاتنا الخاصة بضبط الوضع على هذه الحدود ستجعل من الصعب جداً وقوع حالات تسلل من أحد الجانبين إلى الجانب الآخر وستحول دونها».