«أطباء بلا حدود» الفرنسية تنسحب من العراق

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: تقديم المساعدات للعراقيين بات مهمة انتحارية بالنسبة للمنظمات الانسانية، بحيث قرر بعضها الانسحاب في حين تواصل أخرى عملها رغم المخاطر التي تواجهها. وكانت منظمة «اطباء بلا حدود» الفرنسية آخر المنسحبين من العراق معللة ذلك بانعدام الأمن في البلاد. لكن هناك منظمات غير حكومية انسانية مصرة على البقاء مهما كلف الأمر رغم اقرارها بازدياد وتيرة المخاطر بشكل كبير مع موجات الخطف السائدة في العراق منذ ابريل (نيسان) الماضي. وتعتبر منظمة «نساء من اجل النساء» الاميركية التي تدافع عن حقوق المرأة في البلاد التي مزقتها الحروب احدى المنظمات غير الحكومية القليلة التي تواصل عملها. وقالت منال عمر التي تعمل مع المنظمة «في الواقع، بات العمل في العراق مهمة محفوفة بالمخاطر». وبين المنظمات التي لا تزال تنشط في العراق، هناك المعهد الاميركي للسلام رغم اقراره بالاخطار المحدقة بعمله. وقالت هيثر كوين من المعهد «انه امر مخيب للآمال بالنسبة للموظفين الأجانب ومن الصعب إجراء تقييم للعمل الذي نقوم به». وللقيام بمهامه على اتم ما يرام، اتخذ المعهد الاميركي للسلام مقرا له في المنطقة الخضراء التي تخضع لحماية مشددة نظرا لوجود مقار الحكومة العراقية والسفارتين الاميركية والبريطانية. ويعمل عدد محدود جدا من المنظمات غير الحكومية في احياء خطرة في بغداد. وقد خطفت مسؤولة منظمة «كير» البريطانية الانسانية مارغريت حسن في 19 الشهر الماضي بينما كانت متوجهة الى مقر عملها في وسط بغداد. وحسن، 59 عاما، ايرلندية المولد وتحمل الجنسيتين البريطانية والعراقية وما زال مصيرها مجهولا. وبهدف المساعدة على اطلاق سراحها، قررت «كير» وقف نشاطاتها واغلاق مكتبها في العراق. وقالت احدى زميلاتها ان مارغريت «كانت تردد دائما: انا هنا لخدمة بلدي العراق». كما اختارت منظمة عالمية أخرى تنشط في مجال تدريب العراقيين استعدادا للانتخابات العامة المقررة اواخر يناير (كانون الثاني) المقبل البقاء ايضا. وقال احد الموظفين الاجانب «في الوقت الحالي، نعمل ببطء بسبب شهر رمضان». واضاف رافضا ذكر اسمه «نجري تقييما للمخاطر قبل القيام بأي مشروع. لا اعتقد بان المخاطر حاليا اكثر اهمية من الاستفادة التي نحققها من جراء عملنا». وقد وصلت السيدة عمر للمرة الاولى الى العراق في يونيو(حزيران) 2003 واصبحت الامور تزداد تدهورا يوما بعد يوم. وقالت في هذا الصدد «لم اشعر في السابق بأنني مهددة لان العراقيين شاهدوا نتيجة عملنا ويريدون حمايتنا لكنها المرة الاولى التي اشعر فيها بأنني مهددة شخصيا، والخطر الاكبر هو ان يتعرض الانسان للخطف». وقد انسحبت المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة من العراق بعد الاعتداء الذي تعرض له مقر المنظمة الدولية الصيف الماضي في بغداد، كما سحبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر العاملين الأجانب من العراق باستثناء المناطق الشمالية قبل سنة إثر اعتداء مماثل.