الفلوجة: المارينز في مواقع متقدمة والقوات العراقية تقتحم مستشفى المدينة

مواجهات عنيفة في الجهات الأربع وسط أجواء قصف عنيف

TT

اتخذ جنود من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) مواقع متقدمة امس على مشارف الفلوجة استعدادا لبدء هجوم شامل على المدينة. وتحركت عربات همفي بعد حلول المغرب مباشرة باتجاه مواقع اقرب الى المدينة بعد ان استولت قوات اميركية وعراقية خاصة فجر امس على المستشفى الرئيسي فيها بدون معارك. واندلعت مواجهات عنيفة شملت الجهات الاربع للمدينة وسط اجواء قصف عنيف شاركت فيه الطائرات والمدافع على حد سواء.

وقال مدير مستشفى الفلوجة العام «استولوا على المستشفى واحتجزوا الكادر الطبي والموظفين». واضاف ان الحالة الصحية متفاقمة في المدينة، في حين قصف الطيران الاميركي مواقع في المدينة مما اسفر عن مقتل اكثر من 12 شخصا.

وقال الميجور تود ديغروسييه احد ضباط قوات مشاة البحرية الاميركية ان «الطائرات توجه ضربات داخل المدينة الى مواقع غير محددة للعدو». واضاف ان المسلحين اطلقوا النار من هذه المواقع المستهدفة طوال الليلة قبل الماضية. وقال مصدر اميركي ان «الفرقة الـ 36 الخاصة العراقية استولت على المستشفى الرئيسي في الفلوجة بدون معارك. واضاف ان القوات العراقية اقتحمت المستشفى واعتقلت عددا من الاشخاص من دون ان تطلق طلقة واحدة». ويقع المستشفى في القسم الغربي من المدينة على الضفة الاخرى من نهر الفرات. وكانت قوات المارينز انتشرت قبل ذلك في محيط المستشفى قبل ان تقتحم القوات العراقية المبنى. وقال المصدر نفسه ان القوات العراقية قامت بعملية تفتيش دقيقة في المستشفى واعتقلت ما لا يقل عن خمسين رجلا قبل ان تطلق سراح نصفهم. واشار الى اكتشاف بعض الاسلحة كان حراس المستشفى قد استعملوها على ما يبدو.

وقال الدكتور احمد غانم مدير مستشفى الفلوجة العام الذي يتخذ الان العيادة المركزية في المدينة مقرا بديلا له، ان القوات الاميركية وعناصر الحرس الوطني تمكنوا من السيطرة على مستشفى الفلوجة العام واحتجزوا كادرها الطبي والموظفين. واضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» انه يعمل لوحده في العيادة المركزية المتواضعة بتقديم الخدمات الصحية ولا يستطيع السيطرة على الاصابات التي يتعرض لها المسلحون، مشيرا الى انه طبيب متخصص بالكسور ولا يستطيع السيطرة على الحالة الصحية المتفاقمة داخل المدينة. ولكنه طالب جميع المنظمات الدولية ووزارة الصحة العراقية بتقديم المساعدة في توفير المستلزمات الطبية للمستشفى المتواضع بخدماته ومستلزماته الطبية والعلاجية. وعن عدد الخسائر البشرية من جرحى وقتلى اوضح الدكتور غانم قائلا «لا تتوفر الامكانية لاحصاء اعداد الجرحى والقتلى بسبب احتجاز القوات الاميركية للكادر الطبي والموظفين للمستشفى فضلا عن الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المدينة منذ اربعة ايام». ويقول الجيش الأميركي ان بين الف و 6 آلاف مقاتل، بعضهم موالون للاصولي ابو مصعب الزرقاوي، متحصنون في الفلوجة.

وقال الجيش الاميركي في بيان ان «مجموعات الارهابيين في الفلوجة والرمادي تتعمد تخويف السكان وارتكاب اعمال عنف ضده»، موضحا ان معلوماته هذه تلقاها من مواطنين شجعان ابلغوا القوة المتعددة الجنسيات بذلك. وتابع البيان ان «الارهابيين بصدد حفر انفاق بين المساجد والمدارس لنقل الذخيرة في ضوء احتمال شن القوة المتعددة الجنسيات هجوما ». وقال الجيش ان الجوامع تفقد حرمتها عندما يستخدمها المسلحون».

وسعيا منه لاضفاء صبغة عراقية على المهمة، يؤكد الجيش الاميركي ان القوة العراقية الخاصة حيوية جدا لان افرادها يستطيعون التمييز بين العراقيين والاجانب. وقال الميجور تود ديغروسييه من المارينز ان بامكان عناصر جهاز الاستخبارات العراقية، التي اشرف على اختيارها مدير الجهاز محمد الشهواني «التمييز بين اللهجات ومعرفة ما اذا كان الشخص سوريا ام اردنيا. وان العراقيين يعرفون ماذا يحدث ويبلغوننا بما هو غير اعتيادي».

ويحتشد حوالي 20 الف جندي اميركي وعراقي حول المدينة حيث دخل بعضهم الاطراف الغربية منها بدون معركة.

واكد الدكتور فاضل البدراني المحلل السياسي لــ «الشرق الاوسط» ان الهجوم على الفلوجة بدأ منذ اربعة ايام وان القوات الاميركية تشتبك مع المسلحين في اربع جهات وتواجه صعوبة في التغلغل داخل المدينة وتضطر الى التراجع الى الوراء جراء المعارك الشرسة التي تدور بين الطرفين. وعن الموقف العسكري قال البدراني ان القوات الاميركية تهاجم المدينة من الجهة الغربية لنهر الفرات وتحاول التوغل ولكنها تجابه بنيران عنيفة مشيرا الى انه تمت مشاهدة دبابة اميركية مدمرة وقد شبت فيها النيران جراء تعرضها لقذائف ( آر. بي. جي ) عندما حاولت عبور جسر الفلوجة.

واضاف ان القوات الاميركية تهاجم الفلوجة منذ اربعة ايام تحت غطاء جوي اذ تم تدمير الاف الدور السكنية اضافة الى هدم عدد من المساجد.