مدينة الحبانية السياحية تتحول إلى منتجع أحزان للاجئي الفلوجة

TT

الفلوجة ـ رويترز: لم يكن المنتجع الواقع على شاطئ البحيرة في الطريق بين النهر ومدينة الفلوجة المحاصرة مكتظا بالرواد كما هو الان. بيد أن الاطفال الذين يمرحون على مروج وشواطئ «مدينة الحبانية السياحية» ليسوا هناك لقضاء عطلة. بل لانهم اضطروا للفرار من منازلهم في مدينة الفلوجة التي تئن تحت وطأة الضربات الجوية والقصف المدفعي منذ أسابيع قبيل هجوم أميركي متوقع لانتزاعها من قبضة المسلحين.

وقال كارم الدليمي المسؤول بالمنتجع ان ادارة المدينة السياحية وفرت أماكن لاقامة 300 أسرة وخياما تستضيف 150 أسرة من أولئك الذين فروا من الفلوجة. وأحضرت مؤسسات خيرية طعاما وملابس للاجئين الذين لا يعرفون ماذا سيجدون عندما يعودون الى ديارهم بعد أن يضع القتال أوزاره. وقد انتزعت القوات الاميركية والعراقية في وقت سابق من بعد ظهر امس السيطرة بالفعل على مستشفى الفلوجة الذي يفصله نهر الفرات عن الجزء الرئيسي من المدينة. والان لم يعد بمقدور السكان الذين بقوا في الفلوجة الا أن يحملوا الجرحى والمشرفين على الموت الى مستوصفات تفتقر الى الموارد اللازمة لعلاج المصابين من جراء القصف الجوي والبري والاشتباكات بين المسلحين وبين القوات الاميركية والعراقية.

وغادر أكثر من نصف أهالي الفلوجة البالغ عددهم 300 ألف نسمة ومن بينهم أغلب النساء والاطفال المدينة. وقالت أم أحمد التي تقيم في منتجع الحبانية «تركنا ديارنا. ثمة 16 من عائلتنا هنا... اننا بحاجة الى المساعدة». وحث أطباء جماعات الاغاثة ووزارة الصحة على ارسال مساعدات طبية الى المدينة حيث يقولون ان المستوصفات تكافح لتقديم الرعاية الطبية الملائمة. وقال الدكتور أحمد غانم في المستوصف المركزي الذي حل محل مستشفى الفلوجة كمركز العلاج الرئيسي ان هناك متوفين وجرحى، مشيرا الى أنه لا يستطيع ذكر عددهم لانشغال العاملين في المستوصف بعلاج المصابين.

وأضاف أن مستشفى الفلوجة وفريقه الطبي تحت سيطرة الاميركيين في الوقت الراهن، مشيرا الى أنهم في المستوصف المركزي لم يعودوا قادرين على الاستفادة من خدماتهم. وأكد غانم أن هناك كارثة صحية في الفلوجة وأن عددهم كأطباء قليل وأنهم يقدمون خدماتهم للمصابين من خلال «الوسائل المتواضعة» المتاحة لهم. وتساءل جبار حسين، 65 عاما، قائلا «هل يسمح القانون الدولي بتدمير مدينة بأكملها كما لو أن زلزالا ضربها. هل الانسان في الفلوجة لا يساوي حيوانا في حديقة حيوان لندن. اننا نحث الجميع على المجيء ليروا معاناة الفلوجة وأهلها والجرائم التي يرتكبها الاميركيون باسم الديمقراطية والحرية».