البرادعي يقول إن خطر الإرهاب النووي حقيقي ويؤكد حدوث 60 حالة تهريب نووي العام الماضي

TT

سيدني ـ وكالات الانباء: قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس ان على العالم التحرك فورا لمواجهة الخطر الحقيقي للارهاب النووي للحيلولة دون وقوع هجمات مشابهة لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، مشيرا، من ناحية اخرى، الى حدوث 60 حالة تهريب لمواد نووية خلال العام الماضي. ووصف البرادعي الخطر النووي بانه «سباق مع الوقت»، وقال انه يجب مراجعة الفرضيات السابقة حول كيفية السيطرة على انتشار المواد النووية.

وقال البرادعي في افتتاح مؤتمر حول منع انتشار الاسلحة النووية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يستغرق يومين ان تلك الهجمات وازدهار السوق السرية للمواد الاشعاعية جعل من الافتراضات السابقة حول الامن النووي قديمة وعفا عليها الزمن، و«علينا ان نتخذ اجراءات وقائية قبل حدوث اي وضع طارئ نووي او اشعاعي. يجب الا ننتظر حتى نشهد وضعا يشبه 11 سبتمبر او تشيرنوبيل. الخطر موجود في كل مكان. الخطر حقيقي وراهن وفي كل مكان. علينا ان نأمل في ان لا يحدث شيء».

وصرح وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر انه يجب ايلاء الاجراءات الوقائية اهتماما اكبر نظرا لما قد يحدث على الساحة الدولية نتيجة اي هجوم اشعاعي. واضاف: «سيحدث جحيم عالمي»، مؤكدا ان مستوى الامن المحيط بالمنشآت النووية في بعض الاماكن غير كاف. وقال داونر ان اكثر انواع الهجمات ترجيحا هو الهجوم «بقنبلة قذرة» اشعاعية يمكن ان تتسبب في تلوث منطقة واسعة، مؤكدا ان ذلك اكثر ترجيحا من قيام الارهابيين بصنع او سرقة قنبلة نووية وتفجيرها.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة اربعة أنواع محتملة من الارهاب النووي وهي سرقة الاسلحة النووية، وصنع قنبلة نووية باستخدام مواد مسروقة، وانتشار المواد المشعة، وهجوم على منشأة نووية أو مركبة نقل.

واوضح البرادعي انه من بين الافكار الرئيسية التي ستناقش في المؤتمر هي منع سرقة مواد نووية والتأكد من ان مثل هذه المواد تستخدم لاغراض سلمية. وفي اشارة الى البرنامج النووي الذي تتهم ايران بامتلاكه، قال البرادعي ان دولة تمتلك اليورانيوم او البلاتينيوم المخصب «هي دولة تمتلك برامج نووية مستترة»، وقد تكون هناك ضرورة لسيطرة دولية على دورة الوقود النووي في المفاعلات المدنية. واضاف ان بلدا يمتلك يورانيوم او بلاتونيوم مخصب يمكن ان ينتج سلاحا خلال اشهر. وقال: «لا نريد ان نرى انفسنا خلال السنوات العشر او العشرين القادمة في مواجهة اربعين او خمسين بلدا تمتلك البلاتونيوم او اليورانيوم شديد التخصيب». وتابع قائلاً: «في اجواء ما بعد 11 سبتمبر، من المقلق جدا ان نرى بلدانا تمتلك يورانيوم مخصب او ان نرى عدد البلدان التي تقوم بتخصيب اليورانيوم تتزايد طوال الوقت». واضاف ان العمل الذي قامت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برامج التسلح النووي المحتملة في ايران وليبيا كشفت وجود سوق سوداء واسعة حقيقية للمواد المشعة، مشيرا الى وجود 630 حالة مؤكدة لتهريب مواد نووية ومشعة منذ عام 1993، و60 حالة تهريب خلال العام الماضي.

وقال ان سوق بيع وشراء تلك المواد «يعتمد على الطلب». واوضح البرادعي ان «السهولة النسبية لتشكيل شبكة دولية غير شرعية وتشغيلها يدل بشكل واضح على ان النظام الحالي لمراقبة التصدير لم يعد ملائما».

واكد ان اكثر من 20 من الشركات والافراد شاركوا في عمليات التهريب التي سجلتها الوكالة وفي معظم الحالات تواصلت هذه العمليات دون معرفة الحكومات المعنية. وقال ان «العوائق الفنية لتنفيذ الخطوات الضرورية لتخصيب اليورانيوم، وتصميم الاسلحة قد تضاءلت مع مرور الوقت».

وقال البرادعي ايضاً انه يتعين فرض حماية أكبر على المفاعلات المخصصة للاغراض البحثية والطبية، مضيفاً انه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يوجد اكثر من 50 مفاعلا بحثيا في 15 دولة.

واشار داونر الى ان منفذي هجمات 11 سبتمبر فكروا في استهداف منشآت نووية اميركية. ووصف الكشف عن شبكة عبد القدير خان، مهندس القنبلة النووية الباكستانية الذي باع التقنية النووية لعدد من البلدان، بانه كان «جرس الانذار».