تطورت الامور الى الاسوأ في هولندا في اعقاب حادث مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ على يد شاب مغربي الثلاثاء الماضي في امستردام، في الوقت الذي افادت تقارير ان خلية اصولية باسبانيا هي التي اعطت الاوامر لتنفيذ عملية قتل المخرج، وفي وقت اعلنت فيها بلجيكا المجاورة عن اجراءات جديدة لمواجهة التطرف الاصولي.
وتعرضت عدة مبان اسلامية في هولندا الى اعتداءات خلال اليومين الماضيين بينها اشعال الحرائق والقاء متفجرات وتلطيخ واجهات المباني باللون الاحمر او القاء خطابات مسيئة للاسلام.
ففي مدينة ايندهوفن، القى مجهولون قنبلة في المدخل الرئيسي لمدرسة اسلامية، قبل صلاة الفجر، امس، مما ادى الى احداث اضرار بالغة في المدرسة والمباني المجاورة اضافة الى حالة الفزع التي عاشها سكان المنطقة.
وقال متحدث باسم شرطة المدينة ان هناك احتمالا كبيرا لان يكون الحادث رد فعل على حادث مقتل فان جوخ، لكنه اشار الى ان السلطات لا تزال تجري تحرياتها.
كذلك، تعرضت عدة مساجد في مدن هولندية مختلفة لاعتداءات، حسبما أعلنت الشرطة. وقالت السلطات الامنية في مدينة هيوزن انها احبطت محاولة لاحراق «مسجد النصر» كان ينوي ثلاثة اشخاص تنفيذها قبل قليل من صلاة فجر يوم الاحد، وقد القت الشرطة القبض على الاشخاص الثلاثة وعثر بحوزتهم على حقيبة تحوي المواد اللازمة لتنفيذ الحادث.
وفي مدينة بريدا قام مجهولون فجر الاحد باشعال النار في مواد للبناء كانت موجودة خلف مبنى مسجد جديد تحت التشييد بالمدينة. وفي غرب روتردام تعرض باب مسجد للتحطيم ومحاولة اشعال النار فيه. وقالت الشرطة انها تستجوب حاليا شابا، 24 سنة، في اطار التحقيق في الحادث.
وفي غرب روتردام تعرض المصلون في «مسجد عثمان» لمضايقات من مجهولين القوا اوراقا تتضمن عبارات تسيء للمسلمين وتسخر منهم كما تتضمن صورا للخنازير.
وفي امستردام واثناء اجتماع لقيادات الجالية المغربية لمناقشة سبل تهدئة الاوضاع والدعوة الى السلام والتسامح تعرض المبنى الذي يوجد به الاجتماع الى تلطيخ جدرانه باللون الاحمر.
وفي الوقت نفسه، أعلنت السلطات الهولندية انها ستتخذ قريباً اجراءات جديدة لمكافحة التطرف الاصولي، بينها سحب الجنسية الهولندية من الذين يثبت تورطهم في اعمال تهدد الامن وتخصيص ميزانية مالية اضافية لعمل جهاز الاستخبارات.
ومن جانبها، افادت صحيفة «تلغراف» الهولندية، امس، ان خلية اصولية في اسبانيا هي التي اعطت الامر بتنفيذ عملية قتل فان جوخ. واشارت الصحيفة الى ان هناك مؤشرات على ذلك منها وجود شخص يحمل الجنسيتين المغربية والاسبانية بين المعتقلين الستة المشتبه في علاقتهم بالحادث ويخضعون الآن للتحقيق، اضافة الى بروز مؤشرات خلال الفترة الماضية عن وجود علاقة بين الخلايا «الارهابية» في هولندا واسبانيا. وقالت الصحيفة ان اسبانيا تعهدت بتقديم المساعدة للمحققين الهولنديين لمعرفة علاقة محتملة لقاتل جوخ باصوليين في اسبانيا.
وفي بلجيكا، قال وزير الداخلية باتريك ديوايل انه انتهى من اعداد تقرير سيقدمه في اجتماع للحكومة قبل نهاية الاسبوع الحالي يتضمن عدة اجراءات لمواجهة التطرف الديني. ومن بين تلك الاجراءات: اغلاق مواقع الإنترنت والاذاعات المحلية والجمعيات التي تدعو للتطرف والكراهية، وابعاد الائمة «الراديكاليين»، حسب وصف الوزير.
ومن ناحية اخرى، افادت صحيفة «تلغراف» الهولندية امس ان الشرطة البلجيكية اعتقلت ثلاثة اجانب قرب مقر حلف شمال الاطلسي «الناتو» للاشتباه في وجود مخطط ارهابي. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم مكتب المباحث في ماستريخت ان رجال الامن البلجيكيين القوا القبض على الاشخاص الثلاثة الذين تتراوح اعمارهم بين 40 و54 عاما خلال عمليات مراقبة وتفتيش للسيارات بالقرب من مقر الحلف ببروكسل، يوم 21 سبتمبر الماضي للاشتباه في صلتهم بانشطة ارهابية. واضاف ان الاشخاص الثلاثة اطلق سراحهم لاحقاً. ورفضت السلطات الامنية التعليق على الخبر او اعطاء اي معلومات عن جنسيات الاجانب الثلاثة.