رئيسة الاستخبارات البريطانية الداخلية تحذر من هجمات لـ«القاعدة» شبيهة بتفجيرات مدريد

قالت إن لندن نجحت في إحباط مؤامرات واعتقال متورطين

TT

حذرت مسؤولة أمنية بريطانية رفيعة المستوى من ان مواطنيها عرضة لهجمات إرهابية عنيفة داخل البلاد وخارجها. ولم تستبعد تنفيذ عمليات ارهابية كبيرة في بريطانيا هذا العام على شاكلة التفجيرات التي شهدتها مدريد اوائل السنة الحالية، وذلك لان شبكة «القاعدة» لا تزال قادرة على توجيه ضربات مؤلمة لاعدائها. وقالت إليزا مانينغهام ـ بالر، وهي رئيسة جهاز الاستخبارات الداخلية (إم.آي.5)، أمس في كلمة القتها امام مؤتمر «اتحاد الصناعات البريطانية» السنوي بمدينة برمنغهام إن خطر الارهاب لا يزال ماثلاً بقوة في بلادها. وأوضحت ان «هناك تهديدا ارهابيا خطيرا وقابلا للاستمرار بشن هجمات ارهابية ضد المصالح البريطانية في البلاد وخارجها، بمن في ذلك رجال الاعمال». واضافت «قد تشن هجمات كبيرة كما حصل في مدريد مطلع هذا العام. وقد تشن على نطاق اصغر».

واعتبرت إليزا ان من يشكك في سلامة هذه التكهنات، يكون راغباً بتجاهل المدى الذي ذهب اليه الارهابيون بقصد الحاق أكبر قدر من الاذى بالغرب. وقالت «إنني احثكم على تأمل احداث 11/9 وبالي واسطنبول ومدريد. ارجو الا تكونوا تحت وطأة افكار خيالية. التهديد حقيقي وهو هنا ويؤثر فينا جميعاً». وذكرت انها كثيراً ما تُسأل عن سبب عدم تعرض بريطانيا لهجمات ارهابية في اعقاب الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)، وشرحت ان الجواب في جزء منه هو «فعالية رد أجهزة مكافحة الارهاب»، فضلاً عن «الازدياد الكبير في العمليات الدولية وتبادل المعلومات الاستخباراتية». واشارت الى ان جهاز الاستخبارات الداخلية نجح بالتعاون مع اجهزة اخرى في إحباط «مؤامرات» عدة واعتقال المتورطين في نشاطات ارهابية. وافادت بأن «عدداً كبيراً من هؤلاء المعتقلين قد وجهت لهم تهم ارتكاب مخالفات ارهابية خطيرة، وهم سيمثلون امام المحكمة في الوقت المناسب». غير انها اوضحت ان «منع وقوع هجوم هو مجرد جانب واحد للتحدي الذي نواجهه». واشارت السيدة التي تدير ابرز جهاز امني بريطاني الى ان «الارهابيين قادرون على الابتكار والتأقلم والصبر، وهم يخططون لاستعمال مجموعة واسعة من الوسائل لشن هجمات ضدنا». واردفت ان «عدداً من الشخصيات البارزة في «القاعدة» قد قتلوا أو اعتقلوا منذ الحادي عشر من سبتمبر (2001)، لكن مع ان اذى كبيراً قد لحق بـ«االقاعدة» فهي لا تزال تحتفظ بالقدرة على شن هجمات إرهابية ضد المصالح الغربية».

ولفتت إليزا الى ان «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن نجحت في استقطاب متشددين آخرين بدأوا يسيرون على خطاها. وقالت إن «التهديد الارهابي العالمي (من جانب هؤلاء الذين تربوا في مدرسة «القاعدة») الذي يتجلى في أشكال أخرى، يمثل تحدياً مأسوياً (لتحدي القاعدة)». وأردفت إن «القاعدة أصبحت اسماً يرمز الى مجموعات وشبكات ارهابية اخرى شجعتها نجاحات «القاعدة»، وهي تخطط حاليا لتوجيه ضربات للمصالح الغربية، تكون مشابهة لهجمات القاعدة».