إسرائيل تتوقع إعلان وفاة عرفات اليوم أو غدا ودفنه في نهاية الأسبوع

الأردن لا يمانع باستقبال جثمان الرئيس الفلسطيني في حال وفاته

TT

ضمن الخطة السياسية والأمنية والعسكرية التي وضعتها اسرائيل لمواجهة التطورات الفلسطينية في أعقاب تدهور صحة الرئيس ياسر عرفات، اتضح ان أجهزتها الأمنية تبني برامجها على أساس أن القيادة الفلسطينية ستتوصل الى تفاهم مع زوجة الرئيس، سهى عرفات، وان الاعلان عن وفاته سيتم اليوم أو غدا وأن جثمانه سيدفن في نهاية الاسبوع في غزة. وقالت مصادر اسرائيلية مطلعة ان هناك تنسيقا بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول الموضوع يتم بمشاركة نشطة مع السلطات في كل من الأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا. ولا تأخذ هذه المصادر على محمل الجد، تصريحات سهى عرفات، التي هاجمت فيها القادة الفلسطينيين واتهمتهم فيها بأنهم «يريدون دفن أبو عمار حيا» ولا يصدقون أقوالها ان «صحة الرئيس عرفات جيدة وسيتعافى قريبا ويعود الى قيادة الشعب الفلسطيني»، ويعتبرونها محاولة منها لتحصيل حقوقها المالية من السلطة. ويقولون ايضا انها ستتفاهم معهم في غضون ساعات، وعندها سيتم سحب الأجهزة الطبية التي تبقي عرفات على قيد الحياة.

وبناء على هذه التقديرات، تتوقع اسرائيل ان يتم الاعلان عن وفاة عرفات قريبا جدا وأن يتم دفنه في غضون أيام ثلاثة. وهي تستعد لمواجهات ساخنة مع الفلسطينيين خلال الأيام الثلاثة على الأقل، حيث ان الفلسطينيين «سيحاولون تفريغ غضبهم على غياب عرفات، في اسرائيل وكل ما تمثله».

وحسب مسؤول اسرائيلي أمني رفيع، فان المتوقع هو ان تنطلق مسيرات جنائزية غاضبة تنتهي في نهاية المطاف الى الحواجز العسكرية الاسرائيلية وربما يعبر الفلسطينيون عن غضبهم بطريقة أشد مثل تنفيذ عمليات تفجير داخل اسرائيل أو المستوطنات في الضفة الغربية أو قطاع غزة. ولهذا فهي تحشد قوات ضخمة في قواعدها العسكرية واستحكاماتها في تلك المناطق، تحسبا لأي طارئ.

وستواجه القوات الاسرائيلية هبة الغضب هذه «بتفهم ولكن بحزم» وذلك بموجب تعليمات رئيس الحكومة، الذي كان قد طلب أن يتم تفهم الحزن والغضب الفلسطيني على فقدان رئيسهم وفي الوقت نفسه عدم السماح بالحاق أضرار باسرائيل أو بالاسرائيليين. وكانت اسرائيل قد ادعت بأن الطقوس الرسمية لتشييع الجثمان ستتم في القاهرة، لأن رؤساء الدول التي لا تقيم علاقات مع اسرائيل، مثل بعض الدول العربية والاسلامية، سيكون صعبا عليهم ان يدخلوا غزة عبر الحواجز الاسرائيلية على الحدود مع مصر. الا ان مصر نفت وجود فكرة كهذه. بينما قال مصدر فلسطيني ان السلطة ما زالت مصرة على ان يدفن عرفات في المكان الذي اختاره هو أي القدس العربية المحتلة. وهو الأمر الذي ترفضه اسرائيل باصرار. وتبني اسرائيل برامجها على أساس ان يدفن عرفات في غزة. وهي تستعد حاليا لتسهيل عبور ألوف الفلسطينيين من الضفة الغربية الى غزة لكي يشاركوا في الجنازة وستصدر لهم تأشيرة مرور خاصة تستخدم لهذا الغرض وحده.

الى ذلك أبدت الحكومة الاردنية استعدادها للتدخل في قضية دفن الرئيس عرفات في القدس المحتلة في حال وفاته, اذا ما طلبت القيادة الفلسطينية من الاردن ذلك. وقالت وزيرة الثقافة الناطقة بإسم الحكومة الاردنية اسمى خضر رداً على سؤال حول امكانية استضافة جثمان عرفات اذا توفي, لإقامة مراسم الوداع من قبل الحكام والملوك العرب في الاردن قبل دفنه في فلسطين قالت هذا الكلام سابق لأوانه مستدركة ان الاردن ينظر لطلبات الفلسطينيين بكل جدية واهتمام وان هذه التفاصيل يمكن ان تعالج في حينه وفق ارادة القيادة الفلسطينية. وأضافت ننتظر التقارير الطبية الرسمية وأي تحليلات احتمالية بما تتداوله الصحافة على لسان مسؤولين مختلفين لا يمكننا التعامل معها على أساس أنها حقيقة فلا بد من فحوصات وتحاليل موثوقة مختصة من جهات مسؤولة مشيرة الى ان الاردن يتابع بقلق شديد تطور الوضع الصحي لعرفات. وعلى صعيد متصل اكد الطبيب الخاص للرئيس عرفات انه تقدم بطلب للسلطات الفرنسية والفلسطينية لزيارته ومعاينته خاصة بعد تضارب الانباء الصحافية حول صحته. وقال اختصاصي الاعصاب والطبيب الشخصي لعرفات منذ 20 عاماً الدكتور اشرف الكردي «لم يصلني رد على طلبي حتى الآن رغم انه تقدم منذ الاسبوع الماضي مشككاً بالتقارير الطبية التي وصلت اليه من المسؤولين الفلسطينيين». وقال الكردي «حصلت على تقارير عن صحة عرفات من جهات غير موثوقة ومن جهات سياسية لكن لا بد من معرفة التقارير الطبية والفحوصات المخبرية للوقوف على تشخيص مرض عرفات».