مسؤولون عراقيون: المسلحون غادروا الفلوجة منذ أسابيع

TT

قال رئيس جمعية المتضررين من الحرب في العراق محمود الحديثي: ان الارهابيين الذين كانوا يسيطرون على الفلوجة غادروها منذ اسابيع، وقال ان عمليات التسلل من سورية قد توقفت في الآونة الاخيرة في ضوء الاجراءات التي اتخذتها السلطات السورية لحماية حدودها مع العراق.

واوضح الحديثي، الذي وصل عمان امس للحصول على مساعدات للجرحى والمصابين جراء الحرب «ان الحدود السورية باتت مغلقة في وجه الارهابيين الذين يتسللون الى داخل الاراضي العراقية، الامر الذي يبشر بتجفيف منابع الارهاب في العراق والقضاء عليه بشكل نهائي».

واكد الحديثي لـ«الشرق الأوسط» عن وجود متطوعين من الدول العربية والاسلامية في العراق، موضحاً انهم يتركزون في منطقة الفلوجة، الا انه قال ان المقاتلين العرب والاجانب غادروا الفلوجة منذ عدة اسابيع بعد ان تأكدوا من خطط القوات الأميركية لاجتياح المدينة.

وحمل ابو مصعب الزرقاوي مسؤولية العمليات الارهابية التي تستهدف افراد الحرس الوطني والشرطة العراقية والتي يذهب ضحيتها الآلاف من الابرياء جرّاء انفجار السيارات المفخخة والقنابل والقذائف الصاروخية.

وتوقع الحديثي ازدياد اعمال العنف والعمليات الارهابية في العراق خلال المرحلة المقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية، مؤكداً ضرورة وضع حد للإرهاب ووقف نزيف الدم في العراق.

واشار الى ان انصار الزرقاوي يتوزعون في مناطق عديدة من العراق وخاصة المناطق القريبة من الفلوجة والرمادي وبعقوبة وديالى وبلد.

وقال مسؤولون أمنيون وسياسيون أمس ان معظم المقاتلين العراقيين الرئيسيين في الفلوجة ربما غادروا المدينة بالفعل لتفادي هجوم أميركي منتظر وانهم قد يختبئون ليعاودوا الهجوم فيما بعد. وأضافوا أن المقاتلين قد يعودون للهجوم حتى اذا سيطرت القوات الاميركية والعراقية على المدينة، مشيرين الى استئناف الهجمات أخيرا في سامراء بعد هجوم قاده الاميركيون على المدينة في الشهر الماضي.

وقال أحمد الخفاجي، وهو مسؤول عراقي رفيع مشارك في الجهود الرامية لاخماد التمرد «لا نتوقع أن نجد كثيرا منهم في الفلوجة. فهم يشنون حرب عصابات تقوم على الكر والفر». وأضاف أن الهجوم سيحرم أنصار صدام حسين من قاعدة رئيسية لعملياتهم وسيزيد من صعوبة تنسيق عملياتهم مع المقاتلين الاجانب الذين يقول انهم تسللوا الى العراق.

وقال الخفاجي الذي قاتل في انتفاضة مناوئة لصدام بعد حرب 1991 «انهم يعملون في خلايا لكننا سنمسك بهم. فهم يفتقرون الى غطاء طبوغرافي والى التأييد الشعبي». وقال سكان في المدينة ان عدد المقاتلين تقلص في الاسبوع الاخير. وقال الخفاجي ان المسلحين لديهم تمويل جيد وقادرون على تجنيد مهاجمين انتحاريين. واضاف «هناك حد لما تستطيع أي دولة عمله في مواجهة القنابل الانتحارية. ليس بوسعنا حظر السيارات والناس». وقال انتفاض قنبر المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي، ان مسؤولين سابقين في نظام حزب البعث هم الذين يوجهون حركة التمرد وليس المقاتلين الاجانب الذين استأجرهم البعثيون أحيانا. وأضاف قنبر «تسلل البعثيون الى خارج الفلوجة. وماذا تتوقع.. لقد ظل الاميركيون يهددون باقتحام المدينة». وقال «على الحكومة أن تكسب الى صفها عشائر الفلوجة وأن تجند قوات أمن قادرة على مواجهة الارهابيين والا ستجد بين يديها سامراء أخرى». وقال محمد الفيضي أحد المتحدثين باسم هيئة علماء المسلمين، وهي جماعة سنية، ان المقاتلين سيجدون من يستطيعون تجنيده ما بقيت القوات الاميركية في العراق. وأضاف «لن يدهشني أن يكون المقاتلون قد غادروا الفلوجة. لكن الدمار الذي يلحقه الاميركيون بستين ألف مدني بقوا في المدينة لن يفضي الا الى المزيد من المقاومة».