المقاطعة: قلعة بريطانية تحولت إلى رمز صمود عرفات

TT

رام الله ـ ا.ف.ب: شيدت المقاطعة التي تحولت الى المقر العام لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في رام الله واختيرت ليوارى الثرى فيها، في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، وتحولت في وقت لاحق الى ثكنة للجيش الاسرائيلي.

شيد الجيش البريطاني المجمع لاستخدامه كمركز قيادة عسكرية ومحكمة وسجن خلال فترة الانتداب على فلسطين (1923 ـ 1948).

وتمتد المقاطعة على مساحة 3000 متر مربع تقريبا، واستخدمت في وقت لاحق كقاعدة عسكرية أردنية عندما كانت المملكة الهاشمية تتولى الإشراف على الضفة الغربية بعد حرب عام 1967.

وبعد سقوط الضفة الغربية في ايدي اسرائيل احتل جيشها المقاطعة ليعود ويسلمها الى الفلسطينيين لدى إنشاء السلطة الفلسطينية في 1994 . وأقام ياسر عرفات في المبنى الاساسي حتى عام 1996، عندما أضيف جناح جديد الى المجمع الذي تحول الى المقر العام للزعيم الفلسطيني في الضفة الغربية.

وعندما كان حرا في تحركاته، كان عرفات يوزع وقته بين المقاطعة والمنتدى، مقره في غزة، قبل ان يستقر نهائيا في الضفة الغربية بعد الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة في ديسمبر (كانون الاول) 2002 .

وبعيد استقراره في المقاطعة، تمركزت الدبابات الاسرائيلية حول المجمع قبل ان تجتاحه في 29 مارس (آذار) 2002. ثم فرضت الدبابات الاسرائيلية حصارا لمدة خمسة اسابيع على المقر حوصر خلالها عرفات في مكاتبه محروما من الماء والكهرباء.

في 10 يونيو (حزيران) 2002، عادت الدبابات الاسرائيلية الى رام الله وطوقت المقاطعة. وقامت جرافات اسرائيلية لمدة يومين بجرف المباني التي كانت قد اصبحت مدمرة بشكل كبير.

وخلال العملية الاخيرة التي استغرقت عشرة ايام في سبتمبر (ايلول) 2002، واصلت القوات الاسرائيلية تدمير المجمع، ولم تترك الا المقر الرئاسي ومكتب ياسر عرفات قائمين.

ويوم الاربعاء، دخلت جرافات فلسطينية هذه المرة، الى الموقع لتحضيره من اجل دفن ياسر عرفات. وكان القسم الاكبر من الانقاض الناتجة عن الهجمات الاسرائيلية، ما يزال في المكان شاهدا على ضراوة هذه الهجمات. ونصح اطباء ياسر عرفات اخيرا بوضع اجهزة لتنقية الهواء في المقاطعة، بسبب قلقهم على صحة الزعيم الفلسطيني.