الدول العربية تعلن الحداد على عرفات وتنكس أعلامها وتلغي الاحتفالات الرسمية بعيد الفطر

TT

عاشت البلدان العربية امس أجواء حزينة بعد إعلان وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وأعلنت اكثر من 15 دولة الحداد رسميا وتنكيس الاعلام وألغت عددا منها الاحتفالات الرسمية بعيد الفطر. وتلقت المملكة العربية السعودية نبأ وفاة الرئيس عرفات بحزن بالغ وفق ما جاء في برقية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الى القيادة الفلسطينية. وجاء في البرقية «ببالغ الألم وعميق الأسى تلقينا نبأ وفاة الرئيس ياسر عرفات. وإننا إذ نعرب لكم ولذويه وللشعب الفلسطيني باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا عن أحر التعازي وأصدق المواساة لندعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جنته».

كما أبرق ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز برقية مماثلة قائلا «تلقينا بأسى عميق وألم بالغ نبأ وفاة الرئيس ياسر عرفات. وإننا نعرب لكم ولذويه وللشعب الفلسطيني الشقيق عن أحر التعازي وأصدق المواساة». وأشارت وكالة الأنباء السعودية الى برقية تعزية أخرى بعث بها للقيادة الفلسطينية وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز جاء فيها «بألم بالغ بلغنا نبأ وفاة الرئيس ياسر عرفات، رحمه الله ، وإنني أتوجه لكم ولذويه وللشعب الفلسطيني كافة، بأحر التعازي وأصدق المواساة، داعيا الله القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم الصبر والسلوان».

وقطع الأمين العام للجامعة الدول العربية عمرو موسى زيارته الى اسبانيا وعاد الى القاهرة للمشاركة اليوم في الجنازة الرسمية. وأعلن في بيان الحداد لمدة سبعة أيام ينكس خلالها علم الجامعة العربية. وقال بيان الجامعة «ان عرفات كرس حياته كلها لخدمة القضية الفلسطينية». واعتبر موسى موت عرفات «فجيعة كبرى». واضاف ان الرئيس «عرفات كان تجسيدا حيا وحقيقيا لآلام وآمال الشعب الفلسطيني ونموذجا يحتذى للمثابرة والكفاح الوطني، لينهي مشوار نضاله في الأسر.

وقال بيان للرئاسة المصرية ان الامة العربية والاسلامية فقدت زعيما تاريخيا «قاد شعبه بشجاعة وإقدام نحو السلام والأمن والاستقرار. ومات وهو يدرك أن المجتمع الدولي ألزم نفسه باقامة دولة فلسطينية يعتد بها الى جانب دولة إسرائيلية آمنة». وبدأ التلفزيون المصري صباح أمس بث برامج أرشيفية تتناول مسيرة الرئيس عرفات على مدى أكثر من نصف قرن. وعاش الاردن أجواء من الحزن، وأعلن بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني الحداد الملكي لمدة 40 يوماً، تنكس خلالها الاعلام، فيما اصدر رئيس الوزراء فيصل الفايز بلاغاً بإعلان حالة الحداد العام في الاردن لمدة ثلاثة أيام. وأغلقت الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات العامة والجامعات والمدارس ابوابها يوم امس. ونعى البيان الملكي الفقيد قائلا ان عرفات «كرس حياته ونذر نفسه في الدفاع الثابت عن القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة». وفور إعلان الحكومة الأردنية حالة الحداد العام، قطع التلفزيون الأردني والاذاعة الرسمية بثهما وبدآ بإذاعة تلاوة للقرآن الكريم.

وأعلنت ليبيا الحداد 3 ايام وستنكس الأعلام خلال فترة الحداد، كما ستلغى جميع الاحتفالات بما فيها مظاهر الاحتفال بعيد الفطر. وفي سورية اعلن الحداد ايضا ثلاثة ايام، وقال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله ان عرفات كان «مناضلا فلسطينيا مرموقا» و«من القادة الذين تركوا بصمات واضحة على ساحة التاريخ العربي». واضاف ان «المهم الآن ان يتجه الشعب الفلسطيني نحو تفاهم جميع أطيافه ونحو الوحدة الوطنية التي اضحت ضرورية». وبعث الملك المغربي محمد السادس برسالة تعزية الى رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع عبر فيها عن «بالغ الحزن» على وفاة عرفات، ووصفه بـ«المجاهد الكبير» وقال العاهل المغربي ان بلاده ستظل الى جانب الشعب الفلسطيني، داعمة لنضاله حتى يحقق طموحه ويستعيد حقوقه كاملة.

وفي بيروت، نعت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني الرئيس عرفات معتبرة انه زعيم اجمع عليه الشعب الفلسطيني كرمز لقضيته، واعلنت الحداد ثلاثة ايام. وقال رئيس مجلس الوزراء عمر كرامي ان «لبنان سيبقى دائما الى جانب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة ارضه واقامة دولته المستقلة وبحق العودة للاجئين». كما تقرر تنكيس الاعلام حزنا وتعديل برامج وسائل الاعلام خلال هذه الفترة. ودعا رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري الفلسطينيين الى «الحفاظ على الوحدة الداخلية وصولا الى الهدف الأسمى وهو تحقيق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». وفي صنعاء، أشاد اليمن بالرئيس عرفات وأعلن الحداد الرسمي ثلاثة ايام. وقال بيان لرئاسة الجمهورية ان عرفات كان «عنوانا بارزا للتضحية والفداء ومثالا للقائد الشجاع الصلب الذي لم تهزه صروف الدهر وخطوب الايام». وأضاف البيان أن عرفات «قاد مسيرة النضال الفلسطيني بكل ثبات وحنكة واقتدار في مواجهة شتى صنوف البطش التي مارستها وما تزل الآلة العسكرية الصهيونية».

وفي تونس، قال الرئيس زين العابدين بن علي «ان المناقب التي ميزت الفقيد العزيز ستكون مصدر الهام وحافز للشعب الفلسطيني الشقيق للمحافظة على لحمته ووحدته ومواصلة المسيرة على درب استعادة حقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة». واعلنت الجزائر الحداد ثلاثة ايام تنكس خلالها الاعلام الوطنية وتلغى الاحتفالات الرسمية، ووصف الرئيس عبد العزيز بوتفلقية وفاة عرفات بالفاجعة.

وقال بوتفليقة في رسالة تعزية للقيادة الفلسطينية وعائلة عرفات «هذه فاجعة اخرى تحل بالعالم العربي».وبدأ التلفزيون الجزائري وقنوات الاذاعة ببث تلاوات للقرآن الكريم وأناشيد وأشرطة عن نضال عرفات وتاريخ القضية الفلسطينية.

وأعربت البحرين عن «بالغ حزنها» لوفاة عرفات، وقال بيان ملكي ان عرفات توفي «بعد حياة حافلة قضاها في خدمة شعبه وقضيته العادلة وكافح من اجل استرجاع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني». وحمل مسؤول بحريني كبير اسرائيل مسؤولية موت الرئيس الفلسطيني.

وفي أبوظبي، أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بيانا قال فيه «برحيل الرئيس عرفات فقدنا قائدا نذر حياته من اجل فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، واكد وقوف بلاده الى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته لتحقيق اهدافه العادلة والمشروعة.