وزير الإعلام الكويتي طلب من التلفزيون والإذاعة عدم قطع برامجهما لبث خبر وفاة عرفات

الكويتيون لم يغفروا لعرفات دعمه لصدام حسين

TT

لم يثر نبأ وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات امس حزنا كبيرا في الكويت على ما يبدو، اذ ان دعمه للرئيس العراقي السابق صدام حسين اثناء اجتياح الجيش العراقي للكويت 1991 لا يزال عالقا في جميع الاذهان. ولم يقطع تلفزيون واذاعة الكويت برامجهما لبث نبأ وفاة عرفات واكتفيا باعلان النبأ بشكل مقتضب اثناء نشرات الاخبار ثم استمرا ببث البرامج المعتادة ومن ضمنها محطات غنائية عربية واجنبية.

ولم يصدر اي رد فعل رسمي من الحكومة الكويتية امس. ويبدو ان الكويت لم تغفر لعرفات دعمه لصدام، الا ان ذلك لم يمنع الحكومة الكويتية من ان تتمنى في اكتوبر(تشرين الاول) الماضي «الشفاء العاجل» لعرفات بعد نقله الى فرنسا لتلقي العلاج. وفي الماضي، كانت العلاقات بين عرفات والكويت وثيقة جدا، وبعد رحيله من مصر في الخمسينات اقام عرفات في هذا البلد واسس فيه حركة فتح. لكن اجتياح الكويت قلب الامور رأسا على عقب، وعندها تحول اعجاب الكويتيين بعرفات ودعمهم للقضية الفلسطينية الى كراهية، بل اتهمه بعضهم بان يديه ملطختان بدم الكويتيين.

وقبل ساعات من اعلان وفاة عرفات اعاد وزير الاعلام الكويتي محمد ابو الحسن وعدد من النواب الكويتيين للاذهان مواقف عرفات من الكويت واتهموه «بالخيانة». وفي تصريحات لصحيفة «السياسة» امس، قال ابو الحسن انه كان قد طلب من تلفزيون الكويت قبل بضعة ايام عدم قطع برامجه المعتادة لاعلان خبر وفاة عرفات، وعدم بث القرآن الكريم.

وادلى الوزير الكويتي بهذا لتصريح بعد ان قطع تلفزيون الكويت برامجه الثلاثاء لبث خبر غير صحيح عن وفاة عرفات اتبعه بعرض فيلم وثائقي وصف عرفات بالمناضل. وقال ابو الحسن «تدخلت على الفور لوقف البث وامرت بتشكيل لجنة تحقيق».

واضاف «طلبت عرض برامج تعكس شعور الشعب الكويتي تجاه رجل لم يحفظ عهد الوفاء وقابل كرم الكويتيين ودعمه له بالجحود وتأييد مجرم القرن العشرين صدام حسين في غزوه للبلاد». واثار عرض الفيلم الوثائقي عن عرفات غضب عدد من اعضاء البرلمان الذين طالبوا باستقالة ابو الحسن. وقال النائب الاسلامي فيصل المسلم في بيان «لن يرضيني الا استقالة ابو الحسن لان تلفزيون الكويت لم يراع الجرح الكويتي.. فعرفات وصدام وجهان لعملة واحدة». اما النائب محمد المطير فقد وصف عرفات بانه «خائن» للقضية الفلسطينية وللشعب الكويتي. ونشرت صحيفة «الوطن» على صدر صفحتها الاولى امس صورة وثائقية تعود للعام 1988 لعرفات بجانب صدام حسين وهما يلوحان للجماهير في بغداد. ووصفت صدام بانه «الصديق المحبب» لعرفات.

واعادت الكويت علاقاتها بشكل طبيعي مع الاردن واليمن والسودان، وكلها اتهمت بتأييد الغزو العراقي، لكنها رفضت التطبيع مع السلطة الفلسطينية بدون اعتذار من عرفات. وقال الموظف الكويتي احمد العتيبي «ارى انه من الصعب على الكويتيين ان ينسوا خيانة عرفات لهم. فقد اطلق عرفات الثورة الفلسطينية من الكويت لكنه طعننا من الخلف عندما كنا في امس الحاجة للدعم». الا ان الفلسطينيين في الكويت حزنوا لوفاة زعيمهم. ويعيش نحو ثمانين الف فلسطيني واردني من اصل فلسطيني في الكويت مقابل اكثر من 400 الف قبل الغزو العراقي.