مظاهر الحزن تخيم على أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن برفع الرايات السوداء

TT

شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن امس اضرابات ومسيرات صامتة حداداً على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فيما إلغيت مظاهر العيد ورفعت الرايات السوداء على المنازل والمرافق العامة. واغلقت المحال التجارية وكافة المرافق العامة ابوابها وخلت المخيمات من مختلف النشاطات باستثناء المسيرات التي انطلقت من المساجد وجابت الشوارع الرئيسية وانتهت في الساحات العامة. وفي مخيم البقعة الذي يعتبر اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن، اذ يقطنه اكثر من 150 ألف نسمة من جميع المناطق والمدن والقرى الفلسطينية، بدت مظاهر الحداد على الرئيس الفلسطيني واضحة للعيان، فقد استجاب سكان المخيم للدعوة للإضراب الشامل التي وجهتها حركة فتح وبلغت نسبة الاستجابة للإضراب اكثر من 95 في المائة من السكان، في حين بلغت هذه النسبة 100 في المائة في مخيمات اخرى، حيث اغلقت المتاجر والمرافق العامة ابوابها، كما عطلت المدارس وفروع الدوائر الرسمية، خاصة ان الاردن اعلن يوم امس عطلة رسمية بهذه المناسبة. وبعد صلاة الظهر انطلقت مسيرة شعبية حاشدة من مسجد القدس بعد ان اقيمت صلاة الغائب على روح عرفات شارك فيها مئات الآلاف من سكان المخيم، وقد اتسمت المسيرة بأنها صامتة رفعت خلالها اليافطات التي تطالب بضمان حق العودة للاجئين وعدم التنازل عن الثوابت الوطنية ولم تسمع خلال المسيرات اية هتافات، فيما رفع المشاركون في المسيرة صور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والاعلام الفلسطينية والرايات السوداء. وحملت الجماهير نعشاً رمزياً للرئيس الفلسطيني الراحل، وخلال المسيرة خلت شوارع المخيم من المارة وتوقفت الحركة تماماً حيث انضمت اعداد غفيرة في هذه المسيرة، فيما تابع بقية سكان المخيم اخبار عرفات من خلال محطات التلفزة والفضائيات من باريس والقاهرة ورام الله. وأقامت حركة فتح في المخيم بيت عزاء في ساحة نادي البقعة الرياضي الثقافي الاجتماعي، حيث توافد آلاف الفلسطينيين من المخيم وخارجه لتقديم العزاء بوفاة عرفات الذي يعتبره اللاجئون الفلسطينيون رمزاً وطنياً يجسد طموحاتهم ومطالبهم بالعودة واقامة الدولة الفلسطينية. وشهدت مخيمات اللاجئين المنتشرة في مختلف مناطق شمال ووسط الاردن اضراباً شاملاً حداداً على عرفات، فيما وقع نبأ وفاته وقع الصاعقة على ابناء قطاع غزة في مخيمات جرش وسوف والبقعة والطالبية، التي شهدت مسيرات شعبية انطلقت من المساجد حمل المشاركون فيها نعوشاً رمزية للرئيس الفلسطيني الراحل واقيمت بيوت عزاء في مختلف المخيمات، كما رفعت الرايات السوداء على المنازل والمرافق العامة وعمت اجواء الحزن العميق كافة مخيمات اللاجئين وتجمعاتهم خارجها. ووصف الكثير من سكان المخيم عرفات بأنه القائد وحامل هموم الشعب الفلسطيني.

وقال عوني شطرات وهو احد قادة فتح: ان الرئيس عرفات ارتبط بالتاريخ الفلسطيني المعاصر.. هو قريب من الفلسطينيين فلا عاش في قصور ولا في بيوت فارهة. عاش ومات وفيا لمبادئه ومبادئنا كشعب فلسطيني.

وتابع شطرات قائلا: ان الفصائل الفلسطينية تحضر لاعلان مظاهر الحداد العام في المخيم من خلال بث الاناشيد وتلاوة القرآن بالاضافة لعقد مهرجان خطابي ومسيرات.

وقالت امنة عرفات وهي من سكان المخيم حادين على الرئيس عرفات.. طبعا احزن عليه فهو الاب والاخ والصديق والقائد ومن بعده الله يقف مع القضية الفلسطينية.

وأعرب البعض عن استيائهم لعدم اقامة جنازة الرئيس عرفات في الاردن الذي يضم اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين. وقال حلمي عادل العضو في فتح انه بما ان الاردن يضم اكبر تجمع شتات فلسطيني.. وجب على القائد ان يكون بين شعبه في رحلته الاخيرة.

ويوجد في الاردن اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين جاءوا الى المملكة خلال حربي 1948 و1967 وتظهر سجلات الامم المتحدة وجود 1.7مليون لاجئ فلسطيني، بالاضافة الى عدد كبير من الاردنيين ذوي الاصول الفلسطينية.

وأعرب الفلسطينيون عن تصميمهم على البقاء متماسكين وذكروا ان النضال الفلسطيني لن ينتهي بوفاة عرفات. وقال عادل: الرهان انه بعد عرفات سيكون هناك صراع داخلي بين الفصائل الفلسطينية والان كل همنا اثبات ان الشعب الفلسطيني اوعى من ذلك.. نحن لا نتبع رموزا ولا اربط القضية الفلسطينية بشخص واحد.

وتمنى الشيخ محمد خالد وهو لاجئ من الخليل قدم الى الاردن في 1948 أن يظهر زعيم فلسطيني يشبه عرفات. وقال ندعو ان يرزق الله الشعب الفلسطيني... قائدا من الاحرار ينتمي لشعبه ووطنه ويحقق لنا حلم العودة. لكن أحد السكان أظهر ايمانا أكبر بالشعب الفلسطيني قائلا: الشعب الفلسطيني شعب عظيم سينجب كل يوم الف أبو عمار.