مسلحو الموصل يحرقون ستة مراكز للشرطة والقوات الأميركية ترد بقصف جوي ومدفعي

انفجار سيارة مفخخة في بغداد يسفر عن سبعة قتلى ونجاة محافظ كركوك من محاولة لاغتياله

TT

رد الجيش الاميركي على سلسلة الهجمات المسلحة التي اندلعت في مدينة الموصل امس بقصف بنيران الطائرات والمدفعية ضد مواقع للمقاتلين المناهضين شملت، حسب تأكيدات متحدث عسكري «غارات جوية وهجمات برية استهدفت تجمعات لقوات معادية في مناطق محددة من المدينة».

وكان مسلحون اشعلوا النار في سبعة مراكز للشرطة امس وسرقوا اسلحة وجابوا في جرأة شوارع المدينة التي بدا ان الوضع فيها يتردى نحو الفوضى. وترددت في جنبات المدينة اصداء دوي الانفجارات واطلاق نيران الاسلحة الالية والقذائف الصاروخية وارتفعت سحب الدخان من اثنين على الاقل من مراكز الشرطة اضرمت فيهما النار. واصدر الجيش الاميركي بيانا يعترف فيه بتعرض قوات الامن المحلية للاجتياح في عدة مناطق وقال ان السلطات المحلية تبذل ما في وسعها لاعادة النظام. وقال عبد لله فتحي الذي يقيم بالمدينة وشاهد الهجوم على احد مراكز الشرطة «انه جنون.. جنون بحق... امس اصبحت المدينة جحيما واليوم ربما تبقى الامور على ما هي عليه او تسير الى الاسوأ». وقال شهود عيان ان مسلحين هاجموا مجموعة من افراد الحرس الوطني العراقي كانوا يغلقون جسرا في وسط المدينة وقتلوا خمسة منهم ودمروا ثلاث مركبات. والتقط مصور يعمل لرويترز صورا لمجموعة من المسلحين بينما كانوا يخرجون من احد مراكز الشرطة حاملين بنادق هجومية من طراز كلاشنيكوف وسترات واقية من الرصاص قبل ان يضرموا النار في المبنى. وقال الجيش الاميركي في بيان انه بدأ عمليات هجومية في جنوب الموصل لمحاولة قمع التمرد بعد طلب من المحافظ. واضاف «هاجمت قوات المتمردين عددا من مراكز الشرطة والاهداف الاخرى داخل المدينة. وفي عدة حالات فاقت القوات المعادية قدرات الشرطة في الموقع الامر الذي تطلب تعزيزات». وتابع ان المحافظ يبذل كل ما في وسعه لاعادة الشرطة الى مراكزها حتى يمكن اعادة النظام. وجاب المسلحون بسياراتهم شوارع وسط المدينة بكل حرية شاهرين اسلحتهم. وقال احد المقيمين في المدينة «لا يبدو على الاطلاق ان الشرطة او مسؤولي الحكم المحلي يسيطرون على الوضع هنا. المتمردون في كل مكان». واضاف ان اليوم (امس) بدأ بداية اكثر هدوءا من النهار الذي سبقه الا ان التوتر وعدم الامن يخيمان على المدينة. وتابع «يبدو ان ثمة معارك جارية في عدة اماكن». ولزم معظم سكان المدينة منازلهم خوفا من العنف وطلب الذين تحدثوا الى الصحافة عدم الكشف عن اسمائهم. وفرض محافظ الموصل حظرا للتجول امس وقال ان كل من يعبر ايا من الجسور الخمسة المقامة على نهر دجلة الذي يمر عبر المدينة سيقتل.

وقال شهود عيان ان سيارة ملغومة انفجرت قرب دورية للشرطة بوسط بغداد امس فقتلت سبعة مدنيين على الاقل ودمرت سيارات ومبنى قريبا. وشوهدت أربع جثث متفحمة في سيارات محترقة في موقع الانفجار الذي وقع في منطقة تجارية مزدحمة. وقال الدكتور رعد جبار بمستشفى الكندي ان سبعة مدنيين قتلوا بينهم ستة احترقوا الى درجة جعلت من المستحيل التعرف عليهم. وأضاف أن هناك 18 مصابا في عيادته ونقل اخرون الى مستشفى اخر. ولم ترد أنباء عن العدد النهائي للقتلى. وقال ضابط بالشرطة في موقع الانفجار «انفجرت سيارة ملغومة في دورية للشرطة مما أسفر عن اصابة عدد من رجال الشرطة». وتسبب الانفجار في انهيار مبنى قريب تحول الى كومة من الانقاض وبحث المارة وعمال انقاذ عن أحياء بين الانقاض. وتناثرت قطع الزجاج والقطع المعدنية في شارع السعدون التجاري فيما هرعت سيارات الشرطة الى موقع الانفجار.

ونجا محافظ كركوك صباح امس من محاولة اغتيال بواسطة سيارة مفخخة في حين اصيب اربعة من حراسه وعشرة من المارة بجروح، وفقا لمصادر طبية والشرطة العراقية. وقال قائد شرطة المدينة اللواء تورهان يوسف ان المحافظ عبد الرحمن مصطفى زنكنة الذي يسكن في مكان قريب نجا من المحاولة التي استهدفته في حي امام قاسم، منطقة كردية، في شمال المدينة.

وقال مصدر في محافظة كركوك «إن سيارة مفخخة كانت واقفة في شارع فرعي مؤد الى منزل محافظ كركوك عبد الرحمن زنكنة (كردي) في حي ازادي انفجرت في الساعة التاسعة من صباح امس واسفرت عن اصابة 17 شخصا بينهم اربعة من حراسه الشخصيين وثلاثة من عناصر الشرطة و10 مدنيين». وأضاف أن المحافظ لم يصب بأي اذى كما ان منزله لم يصب باضرار.

وأوضح المصدر أن ثمانية من المصابين في حالة خطرة ونقلوا الى مستشفى كركوك العام لتلقى العلاج مشيرا إلى أن قوات الجيش الاميركي والشرطة العراقية أغلقت المنطقة التي وقع فيها الانفجار وفرضت اجراءات أمنية مشددة.

وقال ضابط في الشرطة العراقية ان ثمانية اشخاص اصيبوا بجروح في اشتباكات بين مسلحين والحرس الوطني والاميركيين في بلدة الحويجة. واضاف قائد شرطة البلدة العقيد احمد العبيدي ان «ثمانية اشخاص اصيبوا بجروح بينهم اربعة من عناصر الحرس الوطني بسقوط قذيفة على مقرهم خلال مواجهات مع مسلحين». واوضح ان «السلطات فرضت حظر التجول على البلدة بين السادسة مساء والسادسة صباحا حتى اشعار اخر». واعلن قائد الشرطة في محافظة بابل العميد قيس حمزة فرض حظر التجول في مدينة الحلة، كبرى مدن المحافظة، اعتبارا من امس بعد اعمال عنف اصيب خلالها 16 شخصا بجروح في الساعات الاربع والعشرين الماضية. واضاف ان حظر التجول سيكون بين السادسة مساء والرابعة صباحا. وتأتي الخطوة في اعقاب ثلاث هجمات في المحافظة الواقعة جنوب بغداد كان اخرها حوالى الخامسة عصر امس عندما انفجرت سيارة يقودها انتحاري امام مسجد ابو قمرة بينما كان المحافظ وليد عمران محمد الجنابي في الداخل. واصيب ثلاثة من رجال الشرطة بجروح في العملية. واعلنت الشرطة ان سيارة مفخخة انفجرت في محطة للوقود في المدينة بعد ظهر امس ما ادى الى اندلاع حريق ضخم. ودمر ما لا يقل عن سبع سيارات في الانفجار الذي اوقع اربعة جرحى وفقا للطبيب صلاح الشمري من مستشفى الحلة العام.

وقتل احد عناصر الحرس الوطني العراقي واصيب ثلاثة اخرون في هجوم شنه مسلحون على مقر لهم في احدى ضواحي بعقوبة في وقت مبكر من صباح امس.

وأبلغ مصدر في الحرس الوطني أن مسلحين فتحوا نيران اسلحتهم صباحا على مقر الحرس الوطني في منطقة العبارة وجرى تبادل لاطلاق النار اسفر عن مقتل احد افراد الحرس واصابة ثلاثة اخرين بجروح متفاوتة. وأضاف: لقد تم اجلاء الضحايا إلى مستشفى بعقوبة العام لتلقي العلاج .. قوة من الحرس الوطني قامت بحملة تفتيش في محيط المدينة بحثا عن المنفذين الذين لاذوا بالفرار.