القوات الأميركية تحكم سيطرتها على الفلوجة وتعلن مقتل 500 مسلح

رائحة الجثث المتحللة ملأت المدينة والقادة العسكريون يرجحون فرار زعماء المقاتلين قبل بدء الهجوم

TT

احكمت القوات الاميركية قبضتها امس على مدينة الفلوجة وبدأت سلسلة عمليات للبحث عن المقاتلين الذين طاردتهم من زقاق الى آخر، واكدت انها سوف تستكمل سيطرتها على المدينة في غضون الـ24 ساعة المقبلة، واعلنت عن مقتل 500 مسلح على الاقل.

وقال الماستر سارجنت، بمشاة البحرية روي ميك، «هناك أعداد كبيرة من القوات الاميركية في شتى أنحاء الفلوجة بناء على معلومات من الدبابات التي تدخل وتخرج، ومن الاتصالات اللاسلكية».

وقال سكان، ان رائحة الجثث المتحللة ملأت المدينة، وان الماء والتيار الكهربائي انقطعا منذ خمسة ايام، وان الطعام الموجود لدى آلاف المدنيين المحاصرين داخل منازلهم من جراء القتال بدأ في النفاد. وقال جندي اخر بمشاة البحرية، طلب عدم نشر اسمه، ان هناك حشدا كبيرا من الجنود الاميركيين ومشاة البحرية ووحدات الدعم تجمعوا على الطريق السريع الرئيسي الى الشرق من الفلوجة. وقال متحدث باسم مشاة البحرية، ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة سيطرت على 70 في المائة من الفلوجة، الا أنها لم تسيطر عليها سيطرة كاملة. وأضاف «سنحتاج لان ندخل من منزل لمنزل في هذه المنطقة لضمان عدم تبقي أي قوى معادية للعراقيين».

وقال الحاكم العسكري للفلوجة، ان رجاله عثروا على «منازل لذبح الرهائن»، حيث احتجز متشددون رهائن وقتلوهم، فضلا عن سجلات باسماء الرهائن. لكن اللواء عبد القادر جاسم قال للصحافيين انه لا يستطيع قول ان كانت الادلة توفر أي مفتاح للغز مصير ما لا يقل عن تسعة رهائن أجانب ما زالوا مفقودين. واعلن ضابط في المارينز ان القوات الاميركية عثرت امس في اقبية منازل في الفلوجة على ثلاث رهائن عراقيين مقيدين يعانون من الارهاق بسبب الجوع. وقال الميجور بي جاي باتي «عثرنا على رهائن عراقيين مقيدي الايدي والارجل ويعانون من الجوع والعطش والتعذيب»، مضيفا ان عددهم ثلاثة.

وقال شهود ان انفجارا ضخما وقع في الفلوجة مساء امس واطلق كرة من اللهب الى عنان السماء. ووقع الانفجار في الجزء الشمالي الغربي من المدينة، ولم يتضح سبب الانفجار.

واكد مسؤول عسكري اميركي امس ان المعارك الدائرة في المدينة اسفرت عن مقتل اكثر من 500 من المقاتلين المناهضين على الاقل.

وقال شاهد عيان في موقع الاحداث، ان المقاومين في معقلهم في ضاحية الجولان ابدوا مقاومة محدودة امام قوات مشاة البحرية الاميركية.

وقال قائد مشاة البحرية الاميركية في الفلوجة، اللفتنانت جنرال جون ساتلر للصحافيين، «القتال كما تعلمون جميعا في منطقة حضرية يكون قريبا جدا وعنيفا للغاية»، مضيفا أن المقاتلين لن يستطيعوا تنسيق مقاومتهم بعد الان. وتابع قائلا «انهم الان في جيوب صغيرة وغير ظاهرين ويتحركون في أنحاء المدينة. سنواصل البحث عنهم والقضاء عليهم». وقال مقاتلون في شريط فيديو تلقته «رويترز» انهم يحتجزون اكثر من 20 من الحرس الوطني العراقي في الفلوجة. وظهر في الشريط رجال ملثمون يشهرون أسلحة صوب رهائن في زي الحرس الوطني. وقال القادة الاميركيون ان زعماء المقاتلين ربما يكونون قد فروا من الفلوجة قبل بدء الهجوم.

واعلن الجيش الاميركي امس ان 18 جنديا اميركيا وخمسة جنود عراقيين قتلوا واصيب 69 جنديا اميركيا و34 جنديا عراقيا بجروح منذ بداية الهجوم على الفلوجة مساء الاثنين. وقالت متحدثة باسم المستشفى الاوروبي العسكري الرئيسي التابع للولايات المتحدة في المانيا ان 102 جندي اميركي اصيبوا بجروح خطيرة اثناء القتال في الفلوجة وصلوا الى المستشفى امس. وان من المقرر وصول طائرتين اخريين اليوم.

وقالت شو «هذه فترة من اكثر فتراتنا ازدحاما.. نحن مشغولون للغاية .. انه يفوق ما شهدناه خلال الشهرين الاخيرين لاننا اعتدنا ادخال ثلاثين مصابا يوميا». ويقول الجيش ان 11 اميركيا وجنديين عراقيين قتلوا، فضلا عن كثير من المسلحين.

وعبرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن قلقها من أزمة الجرحى في الفلوجة وآلاف النازحين المدنيين الذين فروا من المدينة. وقالت متحدثة عسكرية اميركية ان مروحيتين اضطرتا للهبوط امس اثر اصابتهما باسلحة خفيفة وصوارخ مضادة للدروع مؤكدة عدم وجود اصابات.

واوضحت ان «مروحيتين من طراز كوبرا، اضطرتا للهبوط بعد ان اصيبتا باطلاق نار من اسلحة خفيفة وقذائف ار بي جي امس». وقال ضابط في مشاة البحرية الاميركية امس، ان القوات الاميركية تسيطر الان على معقل للمسلحين في حي الجولان بالفلوجة. وقال الكابتن روبرت بوديتش، قائد سرية دبابات، «يمكنني القول ان الجولان تحت سيطرتنا. سنترك القوات العراقية تتولى مهام حساسة مثل تطهير مساجد». وقال ضابط آخر، ان القوات الاميركية تهدف الى السيطرة بشكل كلي على الفلوجة بحلول صباح يوم غد رغم المقاومة الشرسة التي تواجهها. وقالت القوات متعددة الجنسيات، في بيان صحافي، ان مسلحين استخدموا الجوامع بشكل مكثف كقواعد لعملياتهم ولخزن السلاح والمتفجرات وكمرافئ آمنة، ويستمرون في العمل من المساجد والاماكن المحمية في انحاء العراق، في خرق واضح للقانون الدولي وكذلك للقيم الاخلاقية والدينية.

واشار البيان، الى انه في حادثتين منفصلتين، تعرضت قوات الائتلاف لاطلاق نيران من مسلحين في جامع الخلفاء الراشدين مستخدمين نيران اسلحة خفيفة ولم تستطع القوات المشتركة من دحر هذا التهديد، حيث كان المسلحون يسيطرون على جزء فعال من المنطقة وبفائدة تكتيكية، حيث لم يتركوا بديلا عدا ان يشتبكوا مع القوات بينما هم يتحصنون في الجامع، مما جعل طائرات الائتلاف تقصف الجامع صباح اول من امس مستخدمة ثلاثة ذخائر دقيقة التوجيه وكذلك في عصر اليوم ذاته بقنبلة دقيقة التصويب أيضا مما أدى ألى تدمير المنارة، واستخدمت القوات المشتركة قوة كافية لازالة التهديد.

وشنت طائرة حربية اميركية من طراز «اي سي-130» غارة صباح امس على مواقع في الاحياء الشمالية الشرقية للفلوجة حيث تدور مواجهات بين المقاتلين والقوات الاميركية. وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة، حيث حصلت مواجهات طوال الليل بين الجيش الاميركي وجيوب ما زالت تقاوم. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء اياد علاوي، ان الغارة استهدفت مسجد الخليفة الراشد الذي يستخدمه المقاتلون قاعدة لعملياتهم. واضاف في بيان، ان القوات العراقية «حاولت في بادئ الامر اسكات مصادر النيران بواسطة الاسلحة الخفيفة، لكنها اضطرت الى اللجوء لضربة جوية» لاسكاتها.