مقاتلو الفلوجة منهكون ويفطرون على ما يعثرون عليه من طعام في البيوت الخالية لكنهم يرفضون الاستسلام

TT

الفلوجة ـ ا.ف.ب: على الرغم من الانهاك الذي نال منهم بفعل القتال المستمر وبسبب الصيام لم تلن عزيمة المقاتلين في الفلوجة الذين اكدوا استعدادهم لمواصلة القتال حتى الرمق الاخير فيما يمطرهم الجيش الاميركي بطوفان من النيران. وقال احد المقاتلين وايده رفاق السلاح من حوله «نفضل القتال حتى الموت على الاستسلام». كان ذلك ردا على ما ذكره طاهر النقيب المتحدث باسم رئيس الوزراء اياد علاوي الذي قال للصحافيين ان الحكومة عرضت عفوا عمن يستسلمون من المقاتلين ممن لم يرتكبوا جرائم خطيرة. واضاف المتحدث «ان العديد من المجموعات المسلحة اتصلت خلال الساعات الماضية معربة عن رغبتها في الاستسلام للسلطات». وفي الوقت الذي اعلن فيه الجيش الاميركي انه بات يسيطر على معظم انحاء المدينة وعلى الجزء الشمالي من الشارع الرئيسي الذي يقسم المدينة الى شطرين ويخترقها من الشرق الى الغرب، التقى مراسل وكالة الصحافة الفرنسية العديد من المقاتلين في شوارع الشطر الجنوبي يتحركون بسرعة وهم يعملون على عدم انكشاف مواقعهم امام القوات المتقدمة. احد هؤلاء المقاتلين قال وقد بدت عليه اثار الانهاك بعد ليلة طويلة من القصف لم ينل خلالها سوى القليل القليل من الراحة، انه ينتظر توقف القصف لكي يقاتل الاميركيين «وجها لوجه»، مشددا على ان «المقاتلين يتفوقون دائما في حرب الشوارع».

واكد المقاتل انه لم يفطر يوما واحدا من رمضان على الرغم من الظروف الصعبة، مشيرا الى انه مع رفاقه يتناولون عند المغرب ما يتيسر لهم من طعام يجدونه في البيوت الخالية. واوضح ان المقاتلين من الشبان يقصدون احيانا المخازن التي دمرها القصف للحصول على بعض الطعام من المأكولات المحفوظة ومن الارز والشاي. ولا يتوقف المقاتلون ابدا عن الاستعداد للمعركة يجمعون القذائف المضادة للمدرعات او قذائف الهاون او الاسلحة الثقيلة الاخرى التي يجيدون استعمالها جميعا لكن سلاحهم المفضل يبقى العبوات الناسفة.

ويروي احد المقاتلين بفخر ان المدافعين عن المدينة دمروا خلال الليل معظم المدرعات التي دخلت حي الجولان في شمال الفلوجة بواسطة العبوات التي زرعوها قبل فترة على جوانب الطرق.

واستنادا الى صحافي اخر من مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية يرافق القوات الاميركية في تقدمها في الشمال، فان المقاومين مستمرون في القتال بضراوة وقد تمكن اثنان من المسلحين من مواجهة القوات الاميركية لساعات وهما يتخذان وضعا قتاليا على سطح احد المباني ويقاتلان بكثير من الاحتراف.. بينما تمكن جنود المارينز من قتل اربعة اخرين على سطح مبنى قريب. وفي الارقام التي اعلنها الاميركيون ان احد عشر من جنودهم اضافة الى جنديين عراقيين قتلوا في العمليات العسكرية منذ الاثنين فيما اصيب ستة من جنود المارينز بجروح، الا انه من الصعب اعطاء حصيلة عن الضحايا. وقد شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عددا من الجثث في الشوارع في شمال الفلوجة.

وفي الشارع الرئيسي الذي يقسم المدينة من الشرق الى الغرب شاهد المراسل دبابة اميركية وقد اشتعلت فيها النار قرب مساجد الحضرة المحمدية. ومنذ بدء العمليات انقطعت المياه والكهرباء تماما عن المدينة وراح السكان يستعينون ببعض الخزانات التي استنفدت بسرعة فيما الاتصالات باتت في غاية الصعوبة لان الهواتف المحمولة القليلة الموجودة بات معظمها خارج الخدمة لتعذر شحنها.

واضطر العديد من السكان وخصوصا في الاحياء الجنوبية الى دفن قتلاهم في الحدائق ومعالجة الجرحى بما يملكون من وسائل. وقال المراسل عندما يجرح شخص فان المقاتلين سرعان ما ينقلونه الى اقرب منزل حيث يقدم له ما يمكن من علاج وضماد. وبات الامر اشد تعقيدا مع تمركز قناصة المارينز على اسطح المنازل حيث راحوا يطلقون النار على اي شخص يتحرك امامهم خصوصا ان حظر التجول سار في المدينة منذ بدء الهجوم قبل ثلاثة ايام.